لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''صورة'' و''ذكرى'' و''بنت حلال''.. كل ما تركه ''شهيد الناصرية''

07:17 م الإثنين 11 مارس 2013

كتبت - إشراق أحمد:

إذا مررت بشوارع إحدى المناطق الشعبية التي فقدت أحد أبنائها بالثورة ستجدها، موضوعة في مكان مميز يلفت النظر؛ أحيانا تكون على هيئة ''لافتة'' توضع وسط الشارع وبشكل متكرر، وأخرى يكتفي صانعوها بوضعها فقط على مرأى السائرين الذين في الغالب يكونون من أهل المنطقة.

''صورة الشهيد'' يمكن أن تعتبرها النصب التذكاري الذي يقيمه أهالي المنطقة لصاحبها تكريماً ووفاءً له وربما يوماً يعرف عنه أحد غير معارفه، وفي منطقة ''الناصرية'' كانت صورة أحد من سقطوا يوم 28 يناير 2011 المعروف بـ''جمعة الغضب''.

تصميم كبير لصورة تم تعليقها على ''سور'' حديدي وُضع جانبها إعلانين لمرشحي الرئاسة ''محمد مرسي وحمدين صباحي''، وآخر لأحد مرشحي مجلس الشعب، وذلك أمام مطعم للفول والطعمية، وأخر شهير لتقديم اللحم بمنطقة الناصرية؛ ففي الأخير كان يعمل ''تامر سيد''، صاحب تلك الصورة التي كُتب عليها '' الشهيد تامر سيد... رمي بالرصاص من قبل قناصة الداخلية.. شهيد الناصرية''.
 
''21 عاماً'' هي كل عمر ''تامر'' قبل وفاته برصاصة أصابته في ظهره، وهو بطريقه إلى العمل قادماً من منطقة ''المدبح''؛ حيث يسكن - على حد قول - ''رضا'' أحد أصدقاء ''تامر'' والعاملين معه بالمطعم.

قبل العصر كان سير ''تامر'' قرب قسم شرطة السيدة زينب هو المشهد الأخير له جوار أحد أصدقائه الذي ظن بسقوطه أنه أغشي عليه نتيجة قنابل الغاز التي كان يتم إطلاقها لكنه ''حط إيده على ظهره لقي دم وأنه مضروب برصاصة''.. قالها ''رضا''.

''تامر'' الوحيد بين أصدقائه بالعمل يسكن '' بالمدبح'' وهي أبعد شيئاً ما عن ''الناصرية'' لذلك اعتبره ''رضا'' أنه كان ''غرباوي'' عن منطقته.

عامان مرا على وفاة ''تامر'' وهى المدة ذاتها التي عمل ''تامر'' بمحل اللحم قبل وفاته، وإن كان يملك إلى جانب ذلك محل لبيع الخواتم ورثه عن والده مع اثنين من أخواته كان الأوسط بينهم.
 
''كانت نفسه وأمنية حياته أنه يتجوز بنت حلال''.. كلمات تذكرها ''رضا'' كثيراً ما كان يرددها ''تامر'' الذي انتهى من إعداد شقته قبل وفاته بأيام انتظاراً للعروس المناسب - على حد قول ''رضا'' - الذي أضاف: ''كان في بنت حلال في الشارع اللي قدامنا كلمنا أنه عايز يتقدم لها وقولنا له هنكلم له أهلها بس ملحقش'' .
 
الصورة التي وضعها أصدقاء ''تامر'' له قرب المطعم وطاولاته التي تفترش جانب الشارع ما كانت إلا تكريماً له؛ فهو بالنسبة لـ''رضا'' وجميع العاملين ''صاحبنا وكنا بنشتغل سوا''، لذلك كان حرصهم على تصميم الصورة بأنفسهم؛ فكان ''رضا'' المقترح لوضع صورة ''تامر'' وسط تصميم لسحاب لأن '' احنا نحتسبه شهيد والله أعلم''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان