لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مدير المستعمرة: ''الجذام'' لا يُسقط الأطراف.. ودوائه تحتكره شركة واحدة

12:39 م الأربعاء 27 مارس 2013

كتبت - نوريهان سيف الدين:

 الساعة تقترب من تمام الثانية ظهراً، رويداً رويداً يهدأ ضجيج الزوار والقادمين إلى العيادة الخارجية، لا يتبقى في المكان سوى ثمة أشخاص يجلسون بالفناء المقابل لمنطقة العنابر، وعدد من الممرضات لا يتجاوز أعدادهن 15 ممرضة جاءوا من مبنى النساء المجاور للمستعمرة في انتظار توقيع الانصراف و الذهاب لمنازلهن.

 في هذه الأثناء لم يبق في ''مستعمرة الجذام بأبو زعبل'' غير عدد قليل من الأطباء من بينهم ممثل وزارة الصحة، صلاح عبد النبي، المشرف على المستعمرة والقائم على إدارة مكافحة الجذام بوزارة الصحة، والذي حكى عن تاريخ المستعمرة، وكيف تحولت من مكان شبيه بالسجن لمن حكم عليهم بهذا المرض اللعين، إلى مجرد ''مشفى'' لمرض مؤكد الشفاء منه، بل وملحق به ''عيادة خارجية'' تعالج سكان المنطقة في كافة التخصصات الطبية.

 حقيقة مرض الجذام

 في البداية، قال ''صلاح عبد النبي'' إن مرض الجذام لم يعد بالمرض الخطير كما كان عليه من قبل؛ فالمرض موجود منذ أكثر من 3000 سنة، والتطور الطبي اكتشف منذ وقت أدوية لهذا الميكروب المسبب في المرض، وشرح بشكل مبسط مسببات هذا المرض.

 وأكد ''عبد النبي'' أن بداية ظهوره عبارة عن ''بقع جلدية'' وأحياناً ''عقد درنية'' تظهر على جسد المصاب، وهنا تكون المرحلة الفاصلة، فإن تأخر في تشخيصها وأهمل فيها فسوف تزداد عنده نسبة الإصابة بالتشوهات وتقل فرص الشفاء منها، موضحاً أن السبب في هذه التشوهات الجسدية هي إصابة الأعصاب الطرفية والعضلات في اليدين والقدمين، وهو ما يؤدي لفقد الإحساس فيهم وضعف في العضلات يؤدي إلى التواء الأصابع.

 ''مريض الجذام يعاني من ملامح مشوهة''.. قالها ''عبد النبي''، مرجعاً هذا للتأخر في التشخيص والعلاج، مشيراً إلى أن نتيجة ضعف الأطراف وعدم استعمالها يحدث ''تصلب'' فيها، وربما يصيب المرض العين يؤدي بالمريض لضعف الإبصار، وبالإهمال قد ينتهي إلى ''كف البصر''، مضيفا: ''إذا المسألة كلها في يد المريض وسرعة علاجه''.

 ''الجذام يؤدي لتساقط الأطراف''.. هذا كلام غير صحيح بالمرة، على حد قول ''عبد النبي''؛ فالجذام في حد ذاته لا يؤدي لذلك، ولكن المضاعفات وإهمال العلاج هو ما قد يؤدي للتقرح، وزيادة القرح والتشوهات الجلدية وإصابتها بالفطريات وتلوثها يؤدي إلى ما يعرف بـ ''الغرغرينا''، وهنا قد يضطر الطبيب لبتر ''الطرف'' تجنبا لانتشار القرحة.

 أزمة دواء مرض الجذام

 المستعمرة ضمت أيضاً وحدات تكميلية لعلاج ''المجذومين''، منها وحدة العلاج الطبيعي لتأهيل المرضى من جديد لاستخدام أطرافهم المصابة، وأيضاً وحدة صغيرة لعلاج القرح وآثار الفراش، وكذلك ورشة لصناعة أحذية خاصة للمرضى تساعدهم على المشي بسهولة بعد تأثر أقدامهم بالمرض.

 ''أدوية الجذام كلها بتيجي من بره ومفيش مصانع بتنتجها في مصر، وتقريبا شركة عالمية واحدة هي المختصة بصناعة هذا العلاج''.. هكذا أجاب المشرف على المستعمرة، وقال أنهم يعتمدون على حصة وزارة الصحة، وأيضاً التبرعات للمستعمرة لتجهيز العيادة الخارجية وجلب الأدوية لها، لكن علاج الجذام نفسه يظل حتى الآن حكراً على شركة واحدة تشرف عليها منظمة الصحة العالمية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان