لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في طابور ''البنزين''.. ''انتظار'' و''غضب'' و''سخرية''

09:35 ص الأحد 30 يونيو 2013

كتبت - يسرا سلامة وإشراق أحمد:

الساعة تقترب من الثانية عشر ظهرًا؛ السيارات تمر بوسط الطريق بينما اصطفت أخرى على الجانبين، تبدو في حالة انتظار لكنها ليست خالية؛ فجميع سائقيها حاضرين داخلها، لن يتضح الأمر إلا مع اقتراب ظهور محطة الوقود.

إحدى محطات الوقود بميدان الدقي، وتحت حرارة الشمس الحارقة، والزحام المروري المتكدس، وقف أصحاب تلك السيارات من مختلفي المستويات الاجتماعية؛ جمعهم مؤشر خزان وقود سياراتهم، الذي أعلن اقتراب نفاذ البنزين أو السولار، وما زال أمام الوصول إلى محطة البنزين طابور طويل من السيارات لن يمر إلا بوقت طويل، كما جمعهم الغضب والسخط على الرئيس والحكومة.

وعلى أعتاب محطة الوقود زاد زحام السيارات؛ فحدث تكدس بلغ الميدان صاحبه انفعال بعض السائقين، الأمر الذي دفع لرجال المرور بوضع الحواجز الحديدية لتفصل بين مرور السيارات بطريقها والمنتظرة بطابور ''البنزين''، المستمر لساعات ترك فيها البعض سياراتهم مللًا من الانتظار، بينما أخذ آخرين يشاركون الحديث لقتل الوقت.

''احنا تعبنا جدًا وربنا.. أنا واقف من الساعة 6 الصبح حتى الظهر ومش عارف أمون''.. قالها ''أحمد''، موظف ببنك التنمية الزراعي؛ فمهنته نقل الموظفين ''من ساعة ما محمد مرسى مسك.. والأزمة دي موجودة''.

أما ''مفيد'' أحد السائقين:'' ربنا اللي يعلم احنا شغالين إزاي، الأزمة دي مش عارف هتتحل أمتى، لا جاز موجود ولا بنزين موجود، مش عارف هنشتغل إزاى، احنا بناخد للشغل مش للتخزين وفي أزمة، مش عارفين مين اللي مفتعلها.. هل بسبب السوق السوداء؟!''.

كما قال ''إسلام''، أحد السائقين، إنه يوجد نقص في البنزين منذ أسبوعين، ولأن تلك المحطة بها بنزين لذلك يزداد عليها الزحام، بينما وضعت محطات أخرى الحواجز لنفاذ الوقود منها ''الأزمة مفتعلة من الحكومة لأن هي من تملك البنزين والسولار، وهذه المحطة ماسكها الجيش وعشان كدة بنلاقي فيها''.

''يوسف''.. جاء من أكتوبر إلى الدقي ولم يجد سوى زحام شديد على محطات الوقود بالطريق، حتى توقف بسيارته الفارغة من الوقود أمام المحطة '' إمبارح 3 ساعات عشان أمون عربية المدام، احنا اللي جبناه لنفسينا، شعب اختار واحد بذقن، ضحك على الناس بالدين''، على حد قوله.

وبينما اختلطت همسات المارة وحديثهم الغاضب حينًا والساخر حينًا آخر، ترك ''السيد'' سيارته وكان أكثر الوقوف غضبًا؛ حيث قال: ''مرسي شغلته يبيع سبح أمام مسجد، إنما مش رئيس للبلد، النهاردة يوم أجازة، ونازل أمون من 3 ساعات، واقف امبارح ومعرفتش أحط بنزين، الواحد تعب، منهم لله اللي انتخبوه، مرسي بقاله سنة يقول هنحل أزمة المرور وما اتحلتش، وأدى أزمة البنزين''، على حد قوله.

''إبراهيم'' كان له رأي آخر أثناء وقوفه: ''حكومة كذابة ووزير كذاب، الوزير طالع يقول إنها أزمة مفتعلة، كل كلام الحكومة كذب وإمبارح مكنش في بنزين في أي حتة في مصر، الأزمة موجودة من زمان ومش عشان 30 يوينو''، على حد قوله.

وداخل سيارته جلس ''محمد'' واضعًا يده على وجه، ناظرًا إلى طابور السيارات أمامه، والذي تظهر المحطة من خلفه، لكنه تحدث بلهجة حادة قائلاً:'' الأزمة متعمدة عشان الناس ما تعرفش تنزل يوم 30 يوينو، لكن كلنا هننزل، أنا شغال في الشرطة وهنزل، احنا تعبنا بأمانة، مرسي هيتشال هيتشال، وللأسف الأزمة ليست على السائقين فقط، لكنها على كل الناس، وللأسف الإخوان خلاص مسكوا السلطة''، على حد قوله.

''علام''.. استقل سيارته منذ السادسة صباحًا من المنوفية، متجهًا إلى القاهرة لكنه لم يجد بالطريق مكان بطابور إحدى محطات البنزين؛ تلك المرة الأولى التي يشهد فيها ''علام'' مثل ذلك الموقف؛ حيث لم يلبث على عودته من إيطاليا بعد 14 عامًا من الهجرة سوى 3 أيام.

وبين طابور ''البنزين'' كان الملازم أول ''محمد شومان'' مرتديًا ''بدلته'' الشرطية، منتظرًا داخل سيارته، وقال ساخرًا ''الجو منعش وقاعدين في الشمس، هم عايزين مصلحتنا بس احنا مش واخدين بالنا''.

كل ما مر عليه ربع الساعة لكنه مر بذلك منذ يومين؛ حيث ظل لساعة ونصف حتى وصل إلى محطة البنزين كغيره '' إحنا من الناس وزيهم هنعمل إيه يعني ''.. قالها ملازم الشرطة.

''مفيش أزمة بنزين الناس دي كلها عندها حالة نفسية مجانين''.. قالها ''جمال'' مستقلاً سيارة ''تاكسي'' حصلت على مكانها بالطابور؛ حيث جاءت كلمات ''جمال'' ساخرة من الوضع، ومن تصريحات الحكومة بأنه لا توجد أزمة.

مؤشر خزان الوقود لدى ''جمال'' اقترب من الصفر؛ كحال كثير من السيارات، وليس ذلك اليوم الأول للوقوف بالساعات للحصول على 25 لترًا هو ما يستطيع ''جمال'' الحصول عليه ليقوم بوردية عمل على ''التاكسي'' ليأتي اليوم التالي للحصول على البنزين مرة أخرى.

وعلى الرصيف المقابل لمحطة الوقود كان طابور ''السولار''؛ حيث وقف ''محمود'' سائق أتوبيس للرحلات ''الأزمة من فوق عمرها ما تكون إلا من الحكومة، كل يوم مبعرفش أمون سولار، الأزمة يمكن تتحل بعد يوم 30 يونيو إن شاء الله، ربنا يسترها، لأن من كام يوم جابوا على التليفزيون عربية بتفضي البنزين بالصحراء؛ فممكن يكونوا بيعملوا كده عشان الناس متنزلش يوم 30''.

أما ''مختار جنيدى''، سائق، يبيت باليومين والثلاثة أحيانًا بمحطة الوقود، على حد قول؛ حيث يرى ''الأزمة بدأت منذ تولي مرسي الحكم، وأنا جاي من سفاجا، ولا يوجد بنزين في أي محطة من المحطات''.

وتابع ''جنيدي'' أن الأزمة اشتدت بعد الثورة؛ حيث اضطر هذه المرة للمبيت خارج عمله، وتخزين ''جراكن'' سولار في سيارته؛ لأنه مضطر إذا تعطلت سيارته في الصحراء.

وحال ''رمضان'' في الوقوف بالطابور كغيره، إلا أنه يختلف في كونه سائق من الفيوم جاء إلى الدقي ووقف منذ التاسعة، لأنه لم يجد بطريقه محطة وقود يمكن مليء خزان السيارة منها ''من ساعة ما الدكتور مرسى مسك الرئاسة والأزمة موجودة في السولار، ساعات تقل، لكنها موجودة، أنا بلف في اليوم على خمس محطات أو أكثر، ولا أجد السولار ولا حتى البنزين''، على حد قوله.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان