إعلان

''آل إسماعيل''.. بين ''الوايلي'' و''العقرب'' و''طرة''

08:58 م الخميس 12 سبتمبر 2013

كتبت - دعاء الفولي:

كان يوما مليئا بالأحداث؛ بدأ بمظاهرات في شوارع ''رمسيس'' وما حولها وانتهى بوجود المئات داخل مسجد ''الفتح'' لمدة ثمانية عشر ساعة أو أكثر، بينما كانت الشرطة خارج المسجد، كان ذلك يوم الجمعة 16 أغسطس عقب فض اعتصامي ''رابعة والنهضة''، وبينما المسجد يعج بالمتظاهرين كانت ''خديجة'' و''عمر'' و''عبد الرحمن'' وباقي أصدقائهم يحاولون العودة لبيوتهم بعد موعد الحظر بحوالي الساعة والنصف.

لم يكن حظ ''خديجة اسماعيل'' وأخواتها جيدًا، انتهت مغامرتهم في شوارع منطقة غمرة باعتقالها واعتقال أخويها من قبل قوات الجيش الموجودة ولم يُفرج عن ''خديجة'' إلا بعد ذلك بأسبوعين وبقي أخويها داخل السجن، على حد زعمها.

تفاصيل الاعتقال ثم البقاء داخل قسم ''الوايلي'' تحكيها ''خديجة'': ''كنا مروحين بعد المظاهرات على تمانية ونص كده، أنا وإخواتي الإتنين ومعانا صحابنا، كنا بعد رمسيس بشوية كده قبل غمرة، وكان في بلطجية في كل حتة ومعاهم خرطوش فدورنا لحد ما لقينا شارع أخره فيه الجيش بيأمن، فقلنا هنعدي ونستأذن الجيش ونروح''.

وعند لجنة القوات المسلحة توقفت ''خديجة'' وأخواتها وزملائهم للتفتيش؛ فقامت القوات حسب روايتها بفصل الرجال عن النساء في صفين والبدء في تفتيشهم، ثم جاءت ''أتوبيسات'' وبدأت في نقلهم جميعا إلى مركز تدريب ''طرة''، وهناك تم نقل الرجال إلى مركز التدريب، وبقت النساء ليخرج جزء منهم حرًا ويتبقى أربعة نساء منهم ''خديجة'' تم ترحيلهم صباحًا على قسم الوايلي.

''المعاملة جوة السجن كانت في غاية السوء، شتايم من العساكر طول الوقت بيتهمونا بتهم أخلاقية، ده غير إننا كنا محبوسين في زنزانة مع ستات قضاياهم جنائية وآداب''.. هكذا وصفت ''خديجة'' ذو التسعة عشر عامًا الحال الداخلي لقسم ''الوايلي''، التي مكثت داخله على ذمة القضية رقم (3015) بعدة تهم منها ''مقاومة الشرطة بسلاح آر بي جي'' و''قتل متعمد لظباط جيش وشرطة'' وغيرها.

رغم الإفراج عن ''خديجة'' إلا أن التهم لم يتم إسقاطها وسيستمر التحقيق معها وأخريات حتى يتم البت في القضية، أما إخراجهم فجاء بسبب ''معانا بنت اسمها حفصة عندها 16 سنة، ولسه في مدرسة، ففي أحد اللواءات تدخل عشان يتم الإفراج عنها والقضية شغالة، لكن لأننا أربع بنات اتحبسنا سوا فمكنش ينفع يطلعوا حد ويسيبوا حد، فخرجنا كلنا على ذمة القضية''.

عدم وجود فرصة للمحامين ليُقابلوا النساء المحتجزات، هو من أكثر الأشياء التي آلمت ''خديجة'' خاصة وأن ''الزيارة كانت بتبقى أقل من خمس دقائق، يادوب نشوف أهالينا وبعدين يقولولنا ادخلوا السجن تاني''.

بين ''العقرب'' و''طرة''

''عمر'' و''عبد الرحمن'' أخوات ''خديجة'' الأكبر منها سنًا، كانا معها أثناء الأحداث إلا أنه تم ترحيلهما ضمن المرحلين إلى مركز تدريب ''طرة''؛ فإن كانت ''خديجة'' قد أسعفها حظها فخرجت، إلا أنهما لازالا في غياهب السجن حتى الآن، على حد قولها.

حفنة التُهم الموجهة لكل من ''عمر'' و''عبد الرحمن'' ليست مختلفة عن أختهم كثيرًا؛ فبجانب ''قتل الظباط'' هناك تُهمة ''إثارة الشغب''، ''قطع الطرق''، ''اقتحام مؤسسات شرطية'' و''حرق إشارات'' وعلى إثر ذلك تم تحويل الأخوين للسجن، ولكن ليس لنفس السجن، فـ''عمر'' الأخ الأكبر ذو التاسعة والعشرين عامًا، تم ترحيله لسجن ''العقرب'' تحت حراسة مشددة، و''عبد الرحمن'' الطالب بكلية الشريعة والقانون تم ترحيله لسجن ''ليمان طرة''.

''فاطمة الزهراء'' الأخت الرابعة لـ''خديجة'' و''عمر'' و''عبد الرحمن'' تروي بعض مشاهد من حياة أخويها داخل السجن، وكيف وجدوهما بعد أن كان الأمل في معرفة مكانهما قد انقطع ''رحنا طرة 3 مرات بعد ما عرفنا إن إخواتي اتقبض عليهم، ومفيش حد قال لنا هناك حاجة تفيدنا لحد ما بالصدفة واحدة كانت بتزور جوزها في طرة وقالها إنها تبلغ أهل فلان الفلاني إنه موجود هنا، وبكده عرفنا مكان عبد الرحمن، ونفس الحال حصل مع عمر في سجن العقرب، إن حد من المساجين بلغ إنه موجود وعرفنا''.

والدة الأخوات الأربعة هي من يعاني وسط ذلك؛ فالذهاب في زيارات متكررة من سجن ''العقرب'' إلى ''طرة'' أمرًا مرهقًا جسديًا خاصة وأن الزيارة لا يتجاوز وقتها الثلاث دقائق، بجانب الإرهاق النفسي مع رؤية الحالة الصحية المتدنية لولديها، وإن كان أحدهما أفضل من الآخر، فـ''عمر'' الموجود في ''العقرب'' حالته الصحية أكثر سوءً ''أمي كانت بتروح لعمر في العقرب يقولها إن الأكل سيء والمعاملة كمان، وتلاقي هدومه شكلها صعب وشكله تعبان وخاسس، وتروح لعبد الرحمن تلاقيه تعبان برضو، بس أفضل قليلاً من عمر''.

المحامون لم يستطيعوا الوصول أيضًا لإخوة ''فاطمة'' لمعرفة تفاصيل التهم، حتى أنها علقت على ذلك قائلة أن ''أخويا عمر محامي ومش عارف يعمل حاجة لنفسه''، على حد قولها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان