إعلان

فردوس محمد.. ''أم السينما المصرية''

09:35 م الأحد 22 سبتمبر 2013

كتبت - نوريهان سيف الدين:

لا ينسى أحد مشهدها أمام العبقري ''ستيفان روستي'' وهو يطلبها للرقص فيقول: ''مدام، تسمحيلي بالرقصة دي؟''، فترد عليه بتلقائية شديدة: ''وماله ياخويا ما ترقص، هو حد حايشك؟!''، فيرد عليها: ''كده!.. طب ثانية واحدة هروح اتحزم وأجيلك''، ليكون هذا المشهد بين ''فردوس محمد'' و''ستيفان'' في فيلم ''سيدة القصر 1958''، من أشهر ''قفشات'' السينما المصرية.

''فردوس محمد'' أو ''ماما فردوس'' كما اشتهرت بين الوسط الفني، تحل اليوم ذكرى وفاتها الـ52، بعد رحلة عطاء فني استمرت لأكثر من 30 عامًا، رحلت بعدها عن عمر ناهز 55 عامًا، إثر معاناة مع مرض السرطان.

''أم السينما المصرية''.. رغم أدائها الحاني والتلقائي، إلا أنها عاشت حياتها محرومة من هذا الإحساس؛ فكانت ''يتيمة الأبوين'' و''بلا أبناء''، إلا أن حنانها جذي حولها الجميع لتكون ''أم الفنانين'' ويناديها الجميع بـ''ماما فردوس'' وهي لا تزال في العشرينات من عمرها.

رحل والديها وهي لا تزال في سن صغيرة، وتكفل أقاربها بتربيتها فأدخلوها مدرسة بحي الحلمية لتتعلم القراءة والكتابة والتدبير، ثم زوجوها لأول مرة وهي بسن صغيرة، لكنها لم تستمر في الزواج وتم الطلاق بعد فترة وجيزة، وشغفها حب التمثيل، فانضمت للفرق المسرحية، وكانت أولها فرقة ''عبدالعزيز خليل''، وقدمت الاوبريتات والمسرحيات من خلالها، ثم انضمت لفرقة ''فوزي منيب'' الكوميدية.

خلال عملها بفرقة ''فوزي منيب''، تلقت الفرقة دعوة سفر لعرض مسرحية بـ''فلسطين وبر الشام''، وكانت ''فردوس'' وقتها غير متزوجة ولا تسمح السلطات بسفر ''السيدات والممثلات دون أزواجهن أو محارم''، ووقع ''فوزي منيب'' في مأزق نظرًا لأن ''فردوس'' هي بطلة العرض وقتها، ولا يستطيع إحلال ممثلة أخرى محلها، فأشار عليها أن تتزوج ''صوريا - على الورق'' من ''مونولوجيست'' الفرقة ''محمد إدريس''، وبذلك يستطيع استخراج تصريح لها بالسفر برفقة زوجها.

وسافرت ''فردوس'' مع ''محمد إدريس'' والفرقة لفلسطين، ومرت الأيام وكادت فترة الرحلة أن تنتهي، وهنا صارحها ''إدريس'' أنه يحبها ويرغب أن يكون الزواج ''حقيقيًا''، ووافقت ''فردوس''، ليتم الزفاف داخل الفندق بحضور واحتفال جميع أعضاء الفرقة، و تعيش معه 15 عامًا تنتهي بوفاة الزوج.

دخولها لعالم السينما جاء في 1933، حين اختارها المخرج ''محمد كريم'' لتؤدي دور الأم أمام ''محمد عبد الوهاب'' و''نجاة علي'' في فيلم ''دموع الحب''، وكانت أحداث الفيلم تقع أجزاء منها في فرنسا، وسافر طاقم الفيلم بالفعل إلى باريس للتصوير؛ ففوجئ الجميع بـ''فردوس'' تحضر لهم ''مولوخية وبامية'' لكيلا تحرمهم من ''الأكل المصري''، وتحرص أن تنظم بنفسها مواعيد النوم والاستيقاظ، ولأول مرة يناديها الجميع بـ''ماما فردوس'' وكان عمرها لا يتجاوز 28 عامًا.

توالت أعمالها على الشاشة الفضية، وكانت (تميمة الحظ) للفنان ''نجيب الريحاني''، فشاركته لأول مرة فيلم ''سلامة في خير 1937''، وحين قدم آخر أدواره في فيلم ''غزل البنات 1948''، كان الفيلم لا يتضمن دور ''الدادة''، فاشترط ''الريحاني - استاذ حمام'' على المخرج والمنتج ''أنور وجدي'' أن يضيف دورًا لـ''ست فردوس''.

''زبيبة أم عنتر ابن شداد''، و''أم علي وحسين'' في ''رد قلبي''، و''أم أحمد – الكفيفة'' في فيلم ''حكاية حب'' أمام عبد الحيلم حافظ و مريم فخر الدين، وغيرها من أدوار الأم الحنون العذبة الدافئة، تلقائية الأداء، قدمتها للسينما من خلال 117 فيلمًا، وكان أخر أدوارها في فيلمي ''عنترة بن شداد'' و''الفرسان الثلاثة''، في نفس سنة رحيلها في 22 سبتمبر 1961.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان