''الحِصة الأولى''.. من الحديث عن الثورة إلى دور الجيش ''رسالة من السلطة''
كتبت - إشراق أحمد:
صفوف طلاب تنتظر كل عام الدقائق الأولى داخل أرجاء ذلك الفصل، الحامل لرقم جديد أضاف لأعماهم عام آخر، ومع مظاهر العام الدراسي التي يعتاد عليها الطلاب كلما تقدموا بالسن والصفوف الدراسية، والتقاليد المعروفة بـ''طابور'' الصباح، إلا أنها ستظل صاحبة الطابع المختلف لبداية كل عام؛ فهي الدقائق مجهولة التفاصيل باستثناء أنها ''للتعارف'' بين المُعلم والطلاب.
''الحصة الأولى''.. هي أولى الكلمات التي تسجلها أُذن الطالب داخل الصف الجديد، بمُدرسيه وزملائه في العام الذي أقبل عليه، ثلاثة أعوام متتالية، حطم القرار الوزاري تلك الصورة، بإعلان تخصيص ''الحصة الأولى'' للحديث عن موضوع معين؛ فبعد ثورة 25 يناير وعودة الدراسة، طلب وزير التربية والتعليم وقتها ''أحمد جمال الدين موسى'' من المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية بتخصيصها للحديث عن ''ثورة 25 يناير''.
وفي العام الدراسي سبتمبر 2012، والذي بدأ في أعقاب الأحداث التي وقعت بشوارع مصر، ولحقت بعرض الفيلم المسيء للرسول ( صل الله عليه وسلم)؛ فخرج رئيس الوزراء وقتها ''هشام قنديل'' مطالبًا وزير التربية والتعليم ''إبراهيم غنيم'' بتخصيص ''الحصة الأولى'' عن كيفية نُصرة الرسول الكريم.
وهذا العام أيضًا تم تخصيصها بطلب من محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، للمديريات للحديث عن دور الجيش والشرطة والانتماء الوطني، ومنع الحديث في السياسة أثناء العملية التعليمة.
وعلى الرغم أن ذلك لم يكن تقليدًا جديدًا؛ ففي 2006 أصدر ''يسري الجمل''، وزير التربية والتعليم وقتها، قرار بتخصيص ''الحصة الأولى'' لتوعية الطلاب بمرض ''أنفلونزا الطيور'' الذي ظهر بالبلاد، إلا أنه توقف منذ ذلك العام، وتوالى بالأعوام الثلاثة الماضية.
''استقبال الطلاب في المدارس والحديث إليهم مع بداية العام لا شك شيء طبيعي، لكن في أي شيء نتحدث فهذه المشكلة''.. هكذا قال '' محمود الناقة''، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، مشيرًا إلى أن يرتكز الحديث على ما يتعلق بحياة الطلاب ''العام الدراسي والاجتهاد والمثابرة والاهتمام بالوطن والدعوة إلى التعلم''، ولا ينبغي الدخول بهم في أحاديث خلافية وصراعية.
ويرى ''الناقة'' أن فكرة تخصيص ''الحصة الأولى'' للحديث عن موضوع ما شيء لا ضرر منه، لكن لا ينبغي تحديد موضوع بعينه؛ فطبيعة الطلاب بكل منطقة مختلفة ''المنطقة الصحراوية تختلف عن العاصمة وهكذا''.
وأضاف أن ''حديث الحصة الأولى بالمدرسة عليه أن ينقل الطلاب مما هم فيه وينشغلون به خارج المدرسة إلى ما ينبغي أن يكونوا عليه داخل المدرسة، نقلة في تشويق واجتذاب لما ينبغي أن يكونوا عليه''، على حد قوله.
بينما اعتبر ''أحمد عبد الله''، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، أن مدلول تخصيص الوزارة ''الحصة الأولى'' للحديث بشأن موضوع محدد بمثابة ''رأي السلطة '' قائلًا: ''الدرس الأول له معنى أن ده كلام الحكومة، السلطة عايزة تقول إيه لأبنائها، عايزة تقول الكلام اللي شايفاه هينفعهم في حياتهم''، على حد قوله.
وأضاف أن ''في الوضع الحالي السلطة ترى كيف الشباب والطلاب بالمدارس في أقصى درجات تحدي السلطة، ليس بالضرورة عن علم بالسياسة لكن تحدي لنموذج السلطة المطلقة؛ فالحصة الأولى إذن تعني بسم الله الرحمن الرحيم السلطة تقول كذا..''، حسب قوله.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: