''هندسة القاهرة''.. شاهد على ''المعركة''

كتبت - يسرا سلامة:

حِلم طالما راود طلاب الثانوية العامة، بأن يحصلوا على لقب ''المهندس''، إن تمكنوا من الولوج إلى كلية الهندسة إحدى كليات ''القمة'' كما يصفها ذويهم، القابعة في الجهة المقابلة لجامعة القاهرة، بدا قريبًا جدًا بعد عملية مستعصية خاضوها في دراستهم، مرورًا بمغامرة التقدم للتنسيق، ليتحقق أخيرًا مع بداية العام الدراسي الجديد.

لكن الكلية التي تعتمد على الحسابات والأرقام والمعادلات، ولا علاقة لها مباشرة بالسياسية، تحمل في أنحاءها آثار حدث سياسي هام في تاريخ الوطن، ظلت بقاياه عالقة بالمكان تستقبل الطلاب الجدد.

فالكلية التى تخرج منها الرئيس السابق ''محمد مرسي'' في عام 1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، تستقبل الطلاب الجدد بواجهة محترقة في الدور العلوي منه، بعد الاشتباكات النارية التي وقعت بميدان ''النهضة'' لفض اعتصام أنصار مرسي في 14 من أغسطس الماضي.

''الكلية على الحال ده من ساعة اللي حصل، ولسه الإصلاحات مخلصتش، الاشتباكات اللي حصلت كانت كبيرة''.. كلمات مقتضبة وسريعة قالها أحد العاملين بمبنى الكلية ''المحترق''، وعلى الرغم من ذلك، لم يمنع مشهد الحريق الكلية العريقة من استقبال الطلاب فى أول أيام العام الدراسي الجديد.

كلية ''الهندسة'' لم تكن فقط بابًا ينفذ منه قادة جماعة الإخوان المسلمين مثل محمد مرسي وخيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، وغيرهم، لكنها أيضًا كانت مكانًا مميزًا للمركز الإعلامي لاعتصام أنصار مرسي طوال فترة ''اعتصام النهضة''.

آثار حرائق شبت بـ''ميدان النهضة'' تركت آثارها على المبنى العريق الذى تم إنشائه منذ 1905، مع وضع حجر الأساس في الكلية، بعد أن فتحت أقسامها آنذاك إلى خمسة أقسام ''الري والعمارة والميكانيكا والبلديات والكهرباء''، ولوحة بعلم مصر مخطوط عليها ''إنها مصر.. ستظل دائمًا''، تركها فاعل مجهول على نفس البوابة المحترقة إثر الأحداث الدامية.

الكلية التي تخرج منها عدد لا بأس به من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، شهدت في أول أيام العام الدراسي الجديد تظاهرة لرفض ''الضبطية القضائية''، وللتنديد على إصدار المجلس الأعلى للجامعات بإصدارها لـ''شل الحراك الطلابي داخل الجامعة، ومنع وصول صوت الطلاب''، بحسب رأيهم.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا