في ذكرى العودة.. حكمت المحكمة بـ''مصرية طابا'' والبركة في ''خرائط تركيا''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
''حكمت المحكمة وكسبنا القضية''.. في مثل هذا اليوم 29 من سبتمبر عام 1988، كانت هذه هي تعليقات رجل الشارع البسيط، بعد أن أعلن في الأخبار عن ''أحقية مصر في شريط طابا الحدودي''.
25 عامًا مرت على حكم محكمة العدل الدولية بالفصل في النزاع القائم بين الجانبين المصري والإسرائيلي حول ''نقطة حدودية'' مختلف عليها بينهما، وهي التي أدت لتعطيل الانسحاب الكامل من إسرائيل لمدة 7 سنوات، بعد أن بدأ الانسحاب من سيناء كلها في 1982.
''عمود حديد طوله 70 مترًا''.. كان هو نقطة الخلاف بين الجانبين كانت على العلامة 91، وكان هذا العمود مثبتًا فى نقطة استراتيجية هامة، وحاولت إسرائيل إخفائها بانتزاعها للاحتفاظ بها، لكن الجانب المصري المشارك في مفاوضات التحكيم استطاع إثبات أنها نقطة مصرية، من خلال الاستعانة بضابط بالجيش ''اليوغسلافى'' بقوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة، والذى أقر بأن تلك العلامة مصرية.
''البركة في تركيا''.. فلا عجب أن ''تركيا'' كانت تمتلك خرائط هامة وموثقة لأملاكها الواسعة أيام ''الإمبراطورية العثمانية''، وكان من ضمن الخرائط تلك التي تعود لعام 1906، والتي تثبت حدود ''الولاية المصرية'' وحدودها مع ''فلسطين''، وفيها ظهرت ''طابا'' كاملة ضمن الأراضي الواقعة لسيادة الوالي المصري، وهنا رحبت الحكومة والخارجية التركية بإعطاء تلك الخرائط لمصر؛ لتكون دليل قوي يقدمه فريق التحكيم لهيئة المحكمة.
''حجة إسرائيل: كتاب مدرسة مصري''.. ففي تصريح سابق للدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشئون القانونية والنيابية الأسبق، و أحد أعضاء فريق التحكيم الدولي حينها ، قال إن الفريق فوجئ بتقديم إسرائيل لخريطة منشورة وتدرس في الكتب المدرسية المصرية تظهر أن طابا خارج الأراضي المصرية، إلا أن المحكمة لم تعول عليها لأنها لم تكن تعتمد إلا على الخرائط الأصلية القديمة.
''كنا متأكدين من حقكم في طابا''.. اعتراف قاله روزان شابتاي، أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي، عقب نطق هيئة التحكيم الدولية بأحقية مصر في النقطة الحدودية، وقال فيما معناه: ''كنا متأكدين أن طابا مصرية، لكن لم نكن نعتقد أن مصر ستستطيع أن تدافع عنها فى المعركة القانونية، لكنكم استخدمتم أسلوبًا علميًا رصينًا وقدمتم مستندات دامغة على مصريتها''.
رحلة استعادة ''طابا'' بدأت منذ انتهاء الحرب، وسعي ''السادات'' لتحقيق السلام، وإنهاء سنوات من الرصاص والدم، ذلك بأن تبدأ مرحلة ''معركة المفاوضات والأدلة'' بدلاً من معركة السلاح، واستكمل الطريق من بعده الرئيس الأسبق ''مبارك''، وكما استلم ''سيناء'' في بداية عهده، أصر أن يستعيد ''طابا كاملة''، ورغم تأخر موعد التسليم لـ''سبع سنوات كاملة''، إلا أن مصر استطاعت الدفاع بالوسائل المقنعة، والقدرة على إثبات حقها، والاعتماد على متخصصين، لتصدر ''وزارة الخارجية'' بعدها ''الكتاب الأبيض'' يقص تاريخ استعادة الأرض ''سيناء'' وقصة التحكيم الدولي.
فريق التحكيم الدولي الذي عرف حينها بـ''اللجنة القومية لاسترداد طابا''، أشرف عليه الدكتور عصمت عبد المجيد، وزير الخارجية حينها، وترأسه الدكتور وحيد رأفت، القيادي الوفدي المعارض، والخبير القانوني، وبعضوية كل من الدكتور مفيد شهاب، والباحث و المحقق التاريخي دكتور يونان لبيب رزق، الذي قدم خرائط ووثائق قديمة تثبت ''مصرية طابا''، منها ''جواب'' أرسله جندي إنجليزي لزوجته أثناء الحرب العالمية الأولى، يحدثها فيها أنه يتكلم من ''مصر'' عند نقطة طابا الحدودية.
كما ضم الفريق أيضًا كل من الدكتور نبيل العربي، كمساعد في إتمام الإجراءات وأوراق القضية، واللواء عبد الفتاح محسن، مدير المساحة العسكرية الأسبق، وقائد عمليات القوات المسلحة المصرية في حرب اليمن، وكمال حسن علي، قائد أحد فرق الإمداد في حرب أكتوبر، وحامد سلطان، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: