لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو ..''محطة الشهداء''.. ساعات ''الحشر'' على أنغام ''وطنية''

07:47 ص الإثنين 30 سبتمبر 2013

كتبت - يسرا سلامة وإشراق أحمد:

إعداد وتصوير - إشراق أحمد:

''ولا يوم الحشر''.. هكذا علق رجل بعد نزوله من عربة مترو الأنفاق إلى رصيف محطة ''الشهداء''، وسط اندفاع الركاب بين الصعود والنزول.

ذلك التعليق وغيره من التعليقات اللفظية والتعبيرية التي تصل في أسوأ الأحوال إلى تشابك لفظي تارة وجسدي تارة أخرى، ليس جديدًا على مستخدمي مترو الأنفاق خاصة أوقات الزحام أو ''الذروة''، لكنه تضاعف أثره وحدته بعد غلق محطة ''أنور السادات'' التي تعد إحدى محطات النقل لخطوط ''شبرا والجيزة'' بجانب ''الشهداء'' التي أصبحت منذ 45 يومًا المعبر الوحيد؛ فلم يعد مفر من المرور على ''الشهداء'' قبل التوجه إلى تلك الخطوط.

ساعات من الزحام يختلط معها باتجاه رصيف ''شبرا والجيزة'' أنغام أغنيات وطنية ''يا حبيبتي يا مصر.. فيها حاجة حلوة.. لو سألتك أنت مصري تقولي إيه''؛ يزداد تارة ويقل الأخرى؛ فيبلغ حدته مع ساعات الصباح الباكر خاصة مع بدء العام الدراسي، واستقلال العديد من الطلاب الجامعيين والمدارس ''للمترو''، وحتى الساعة الثانية عشر في الظروف العادية الخالية من حدوث عطل ما أو كما يحدث مؤخرًا من أنباء عن وجود جسم غريب يشتبه فيه، ويرتكز الزحام بشكل أساسي كلما كانت الوجهة إلى عربات المترو الأقرب من ''ماكينات'' العبور للرصيف.

بينما يسود الهدوء وقت الظهيرة ليعود الزحام في حدود الثانية ظهرًا؛ حيث توافد خروج الموظفين بالقطاع الحكومي وأيضًا طلاب المدارس مرة أخرى.

ولا يخل الأمر من حملات أمنية يقوم بها عدد من أفراد الشرطة بشكل جماعي؛ حيث تنتقل الأفراد الأمنية بشكل جماعي بين رصيف وآخر بالمحطة، وتضم الحملة ''ضابطات'' يأخذن أماكنهن أمام العربات المخصصة للسيدات، وليست المهمة فقط الحرص على تطبيق القانون بعدم تواجد الرجال في تلك العربات، ولكن أيضًا متابعة ألا تنتظر إحداهن على الرصيف لفترة طويلة .

''من فضلكم أركبوا عشان ما تتعرضوش للتفتيش''.. قالتها إحدى الضابطات لفتاة تنتظر على الرصيف في حضور قطار كاد يمتلئ بالركاب؛ فما كان بالفتاة إلا أن اتجهت لاستقلاله، وما كان من صاحبة ''الرداء الأبيض'' إلا أجابت على رفض '' الركوب'' بدعوى الزحام ''معلش أنتم ستات تساعوا بعض''.

''بدل ما كان الوضع متقسم على محطتين بقى محطة واحدة''.. قالها ''محمد'' الذي ينتظر ''المترو'' بصحبة زوجته وابنته الرضيعة التي يحملها، معتبرًا أن ''الشهداء'' هي المحطة الوحيدة التي أصبح يعتمد عليها، وأن قرار غلق محطة ''التحرير'' لهذه المدة ''أهي كلها مبررات وأعذار.. إحنا بنلف ونرجع للنظام القديم تاني''.

ووقفت ''رانيا'' جوار صديقتها، طالبتا الفنون التطبيقية، بانتظار ''المترو'' القادم باتجاه الجيزة؛ فدراستهما بجامعة القاهرة تدفعهما لاستقلال ''المترو'' كل يوم بعد انقطاع شهور العطلة، وبينما فاتهما المحاضرة الأولى ''إحنا أول أسبوع لينا بالجامعة، الدنيا زحمة جدًا، إحنا نزلنا بدري لكن المواصلات، بس إحنا متفائلين إن الدنيا تبقي كويسة''.

''الأمور عادية مش فارقة''.. قالتها ''مي'' بينما تنتظر جالسة بمقاعد رصيف ''الشهداء'' إحدى صديقاتها، مضيفةً أنها ليست من دائمي استخدام ''المترو''، لكنها تتمنى أن تزيد الخطوط والقطارات لتجنب الزحام الذي يصيب المحطة بين الحين والآخر.

أما ''زينب'' فتأتى إلى محطة ''الشهداء'' من حين إلى آخر، من شبين بمحافظة الشرقية، ومعها اثنين من أقاربها للعلاج في مستشفى الدمرداش، ليضاعف الزحام من آلام مرضها.

أما ''رمضان'' و''صابرين'' فهما يشقان طريقهما إلى العمل كما في حياتهما ''كمخطوبين''، يقفان معًا على رصيف المترو بانتظار عربة أقل ازدحامًا، في محطة الزحام عنوانها، يأتيا معًا من محطة ''دار السلام'' إلى ''الشهداء'' بعد إجبار على قطع مسافة أكبر ووقت أطول بسبب غلق محطة ''السادات''.

''الناس بقت عنيفة جدًا...وكله بيفكر في أكل عيشه عشان يوصل بدري من غير ما يراعى ظروف الثانى''.. تصف ''صابرين'' ساعاتها تحت الأرض، ليكمل ''رمضان'' أن الزحمة شديدة وحتى هو لا يأمن على ''صابرين'' الركوب في عربة السيدات وحدها.

الرحلة إلى مترو الأنفاق مستمرة لدى ''أم حمدي'' التي تأتي، وهي تحمل أطفالها الصغار من منطقة بولاق الدكرور إلى محطة ''الملك الصالح''، مرة على الأقل أسبوعيًا من أجل زيارة والدتها، وهى تتحمل الزحام مع أطفالها الثلاثة.

وبلحيته كثة وجلباب أبيض، يسير ''قطب عبد الحكيم'' بخطوات بطيئة على رصيف محطة ''الشهداء''، يساعده في الطريق قريب له بجانب ''عكازه الخشبي''، لكي يزور ''مشايخ أولياء الله الصالحين'' في عدد من القرى مثل طما سوهاج، ''قطب'' الذي كان يعمل مدير عام في الحكومة يشكو من زحام المترو المعتاد.

''ممدوح''.. موظف على درجة المعاش، يدفعه القدر هو الآخر إلى محطة ''الشهداء''، من أجل غسيل كُلى، من منزله في ''عزبة النخل'' إلى ''باب اللوق''، ينتظر جالسًا على مقاعد الرصيف لحظات حتى تخف وطأة الزحام في المحطة وتساءل ''هم قافلين محطة السادات ليه ؟''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان