''حلايب و شلاتين'' .. المنسية في ''الدستور والإعلام والخريطة''
كتبت- نوريهان سيف الدين:
''مثلث حلايب و شلاتين'' قُتل بحثا في خطابات مسئولي السياسة المصرية والسودانية، ينسبه كل طرف لخريطته وسيادته، يغيب سكانه الأصليون عن المشاركة في كلا المجتمعين، حتى باتوا منسيون هنا وهناك، فيما تأتى سيرته باستفاضة في فقرة ''النشرة الجوية''، ووقت التنازع حوله أو ربما حين يسقط سهوا.. فتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خريطة مصر يختفى منها ''مثلث حلايب وشلاتين''، في عدد جريدة الأخبار الصادرة بتاريخ 8 يناير 2014، وجاء تعليق لـ ''أحمد العربي''، أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تعقيبا على الصورة: ''الأخبار حلتها بالتي هي أحسن'' وهو تعليق اقتبسه من تصريح لنائب وزير الخارجية السوداني الذي قال ''سنبقي على حل أزمة حلايب وشلاتين بالتي هي أحسن حفاظا على العلاقات بين جارتي الوادي مصر والسودان''.
ليست المرة الأولى التي تقع ''حلايب و شلاتين'' من ذاكرة التسليط الإعلامي؛ ففي العام الماضي تداولت صفحة ''حزب الحرية والعدالة'' خريطة مصر والسودان، وجاءت الحدود بين الدولتين لتضع ''المثلث الشائك'' داخل الأراضي السودانية، وهو ما أثار عاصفة من الاستياء ناحية ''الحاكم المنتمي لجماعة الإخوان'' المفرط في حدود دولته، حينها.
اقتراح رسم الخريطة في الدستور المقرر الاستفتاء عليه بعد أيام طرحه الفنان التشكيلي ''محمد عبلة''، عضو لجنة الخمسين، ولاقى قبولا واسعًا بين أعضاء اللجنة لتوضيح خريطة مصر وترسيم حدودها داخل مواد الدستور، لكن الدعاية الغزيرة للتصويت على استفتاء يناير 2014 كاد أن يعصف بـ''حلايب وشلاتين''.
''خريطة مصر الصح فين؟'' سؤال سيتبادر إلى ذهنك إن قررت البحث عن خريطة حدود مصر على محركات البحث الإلكتروني، فالنتائج باللغة العربية أغلبها سيأتي واضعا ''حلايب وشلاتين'' ضمن حدود السيادة المصرية، في حين أن النتائج باللغة الانجليزية على العكس من نظيره العربي، وهو ما علق عليه الدكتور عبد الواحد ابراهيم -أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا- جامعة الزقازيق'' قائلا: إن هذا أعطى انطباعا للعالم بأن هذه النقطة ليست مصرية، تماما كما لو سألت أجنبيا عن فلسطين، فهو لن يعرفها لأنها ليست على خرائطهم، لكن الموجود لديهم هي إسرائيل.
''حلايب و شلاتين'' ليست فقط منسية في حدود الخريطة الجغرافية، فممثليها أيضا غابوا عن المشاركة في لجان تأسيس الدساتير المصرية الأخيرة خاصة دستوري 2013 و2014، ففي حين انتزعت ''سيناء والنوبة'' أخيرا حقوق التمثيل والمشاركة بصفتهم مناطق حدودية، إلا أن ''مثلث حلايب'' لا يزال طي النسيان، يطل برأسه بين كلمات وخطب الساسة المصريين والسودانيين.
دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي..شارك برأيك الآن
فيديو قد يعجبك: