بول مُيللر.. الرجل الذي كافح الحشرات و ''سمم'' البشر
كتب- محمد منصور:
على منصة التتويج، وقف ''بول مُيللر'' ليتلقى الجائزة الأكبر، نوبل الكيمياء، الزهو يملأ وجه، والكفوف تلتهب من التصفيق، فيما يعاني شخص ما من مغص قاتل غير مُبرر، يُنقل إلى مشفي ما في بلد ما، يتلقى علاج لا يجدي ولا ينفع، يموت في صمت، سنوات تمر على التتويج والحادثة؛ التي زاد معدلها في الفترة الأخيرة، يربط العلماء بين حوادث الوفاة وبين تناول الطعام، يضيقون الخناق رويداً رويداً، حتي يصلوا في نهاية المطاف إلى السبب، ''الدي دي تي'' يُسمم البشر.
''وتقديراً لجهوده في اكتشاف تأثير مادة ثنائي كلورو ثنائي فينيل ثلاثي كلورو الإيثان، المعروفة تجارياً بالدي دي تي، فاز بول مُيللر بجائزة نوبل في الكيمياء''، كان هذا هو نص عبارة مٌقدم جائزة نوبل في عام 1948 والتي ذهبت إلى عالم سويسري اكتشف خواص المُركب الذي أثار جدلاً استمر حتى وقتنا الحالي.
الآفات والحشرات تقتل النباتات، وتتسبب في خسارة محاصيل مئات الأفدنة، وبسبب الأمطار تنزلق إلى المياه وتقتل الحيوانات والاسماك، هكذا كان الحال لمئات السنوات، حتي وُلد بول مُيللر، ففي 12 من يناير عام 1899، وُلد ''بول'' في مدينة ''أوثلن'' السويسرية، ليكن مُولده إيذاناً بنهاية حياة تلك الآفات عن طريق الكيمياء العضوية.
الدي دي تي، مادة كيميائية صنعها لأول مرة العالم الألماني ''أوثلر زيمر'' ولكنه لم يُدرك تأثير تلك المادة الرهيبة، والتي يستخدمها البشر حتي يومنا هذا في مركبات عدة، وفي عام 1939 اكتشف ''مُيللر'' فاعليته الرهيبة كمبيد حشري، وبدء في صناعة منتج كيميائي؛ على شكل رذاذ، لمكافحة الحشرات والآفات الضارة، وهو الأمر الذي ساعد في رفع الإنتاج الزراعي وقتها لأكثر من 16 ضعفاً.
السُمية العالية، الثبات فى التربة لمدة تتجاوز الثلاثين عاماً، قابليتها للذوبان فى الدهون والتراكم فى الخلايا الإنسانية والحيوانية، القضاء على التنوع الحيوي، أثار مدمره على الأسماك والبيئة المائية، خواص يتميز بها مركب ''الدي دي تي'' بجانب قدرته على القضاء على الحشرات، وهو الأمر الذي أجبر السويد، البلد التي أعطت ''مُيللر'' جائزة نوبل، على حظر استخدام ذلك المٌبيد الحشري عام 1973، لتبدأ موجة رفض لذلك المُركب في باقي دول العالم.
دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي..شارك برأيك الآن
فيديو قد يعجبك: