إعلان

أعرف لجنتك من ''العليا للانتخابات''.. أو ''أم أشرف''

04:56 م الثلاثاء 14 يناير 2014

أعرف لجنتك من ''العليا للانتخابات''.. أو ''أم أشرف

كتبت- دعاء الفولي:

''الاستفتاء على مستقبل مصر''، ''اليوم الشعب المصري يقول نعم''، وعناوين عدة كُتبت داخل الصحف المتراصة بعناية على قاعدة خشبية، يقلب فيها المشترون، ثم يختار أحدهم ما يريد، بعد مطالعة جميع العناوين، أو لا ينظر من الأساس ويشتري جريدته المفضلة، وأمام الفرشة الصغيرة جلست ''أم أشرف'' على كرسي بلاستيكي، تناقش القادمين، تسألهم ''هتصوتوا بإيه انهاردة؟''.

تبيع ''أم اشرف'' الجرايد منذ عام 1990 على شارع الهرم الرئيسي، لها زبائنها ممن تُجهز لهم الجرائد قبل حضورهم ''عرفت كل واحد بيقرا أيه.. وبجهز عشان الزحمة''، عندما يلاقيها أحد الزبائن يناديها ''صباح الخير يا أمي''، رغم أن ابنها الوحيد ''أشرف'' تُوفي منذ تسع سنوات إلا أن العوض الآلهي جاء من الناس.. خلال حديثها مع الزبائن تعبر عن رأيها في الاستفتاء ''بقولهم روحوا صوتوا وقولوا رأيكم أيه قبل ما اعرف اتجاههم ايه''، وأحيانا يسئلها الزبائن عن مكان لجنة الاستفتاء فترشدهم.

لا تقرأ السيدة الستينية ولا تكتب، عملها كبائعة جرائد، علّمها قراءة القليل من الكلمات، ''بعرف أقرا اسم الجرنان عشان الشغل''، أما العناوين الرئيسية والأخبار فلا تعرف عنها شيء ''بخلي الزباين يقرولي لو فيه حاجة مهمة''، لكن فيما يتعلق بالاستفتاء، لم تحتاج لقراءة الجرائد أو المواد الجديدة -رغم أنها كانت تبيع نسخ الدستور المعدل ''سمعت عنه في التليفزيون.. والزباين كانت بتكلمني برضه''، بعد اتخاذ قرار بالتصويت بـ''نعم'' ظهرت لها مشكلة جديدة ''أنا بطاقتي على بولاق أبو العلا ونفسي أروح اصوت بس مش هقدر أسيب الشغل.. والنهاردة زحمة''.

الاستقرار كان السبب الأساسي في موقفها ''وكمان مش عايزة الناس تموت من أي حتة''، وجودها في الشارع يجعلها شاهد عيان على حوادث عدة، وموتى من جميع الأطراف، ورغم امتنانها للاستفتاء تقول ''أنا مش هصوت بنعم عشان خاطر السيسي.. إنما عشان مقتنعة''، فقولبة كل القائلين نعم للدستور في إطار واحد أمرا ترفضه.

لم تكن ''أم أشرف'' لتترك منزلها الموجود بنفس الشارع الذي تعمل به، لولا أحفادها ''ابني ساب محمد وشادي ونورا''، تسعى على رزقهم، تتوقف عن الكلام دقيقة، تبكي فيها مع تذكر ابنها، وتعود لتكمل ''أنا مبرضاش أخليهم ينزلوا يشتغلوا عشان دراستهم''، ''محمد'' الحفيد الأكبر يدرس في الدبلوم، ''شادي'' في الإعدادية، و''نورا'' أصغرهم عمرها 11 عام.

وسط الجرائد، تتعامل الجدة مع اتجاهات مختلفة ممن يأتون للشراء ''معظم الناس بتاخد أهرام.. وبتوع الإخوان بياخدوا جرنان الشعب''، لا تخشى ''أم أشرف'' الحديث في السياسة مع أي ما كان ''أحب أسمع وجهات النظر كلها''، ولا تحمل عداء شخصي لأحد على حد قولها.

دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ...اضغطهنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان