''الرسالة''.. إعلام حر يصلك حتى باب المنزل
كتبت- إشراق أحمد:
بعيدًا عن زحام المدينة وصخبها كان القرار؛ رفض الاكتفاء بلعن الظلام وإضاءة شمعة تنثر وهجها في صمت، تحصد ثمارها بالأرقام، بقدر ما تلقي في العقول والنفوس من أثر.
''مركز الرسالة لحرية الإعلام المحلي'' في محافظة المنوفية وتحديدًا بشبين الكوم، اجتمع عدد من المهتمين بالإعلام المحلي، مقررين عمل مشروع، يحلمون فيه بمجتمعات بها من الوعي ما يمكنها من التمتع بإعلام حر، فكانت ''الرسالة'' التي سعوا من أجلها منذ ثمان سنوات، عبرت عنها قاعات تُلقى بها محاضرات، وفصول يتعلم فيها الطلاب معانٍ مختلفة عن مناهجهم الدراسية، كلمات تعرفهم بفنون الصحافة وأخلاقيات الإعلام، تجيب عن أسئلة قد تراود أذهانهم اللينة بمشاهدة التليفزيون أو الإمساك بجريدة.
''كانوا شايفين إن مافيش حاجة موجودة اسمها إعلام محلي، فقط في أعمال خيرية'' قالتها ''أسماء فتحي'' المسؤولة الإعلامية للمركز عن بدء المشروع الذي انطلق في 2007، ليمد أبناء قرى ومناطق المنوفية، بطابع جديد من العمل الأهلي لا يهدف للربح، ويسعى نحو أساليب جديدة في نشر الثقافة أساسها عدد من المتمرسين للصحافة، وأساتذة للتربية، إلى جانب مجموعة من المستشارين في مجال الإعلام والاجتماع والتربية، وبقوة شباب المحافظة بدأ العمل في أكثر من مشروع، لم يقتصر صداها على موطن المركز بل انتقل إلى محافظات أخرى منها القاهرة.
الذهاب لطلاب المدارس، بمشروع ''الصحافة المدرسية'' في 2010، كان انطلاقة أكثر أفكار ''الرسالة'' أهمية، حيث يقوم على تعليم طلاب المراحل الإعدادية والثانوية فنون العمل الصحفي أملًا أن يخرج منهم كوادر مستقبلية، وكذلك رفع قدرات العاملين في المدارس من أخصائيين وموجهين، ذلك المشروع تم تنفيذه في 70 مدرسة على مستوى 4 محافظات؛ المنوفية، الغربية، الشرقية والقليوبية، تم فيه تدريب 700 طالب، 70 اخصائي و350 موجه على فنون العمل الصحفي، حسبما قالت أسماء''.
ولتكتمل دائرة الاهتمام، كان تنفيذ مشروع تدريبي دائم لشباب كليات الإعلام وأقسامها، وكل مَن يجد في نفسه موهبة وحب لهذا المجال، وذلك كوسيلة لفتح الباب أمام هؤلاء الشباب للانطلاق إذا بدا عليهم التميز ليكونوا سفراء للإعلام المحلي داخل محافظتهم وخارجها.
20 شاب يعمل داخل المركز حسبما قالت ''أسماء'' جميعهم بالبداية تلقوا التدريب وعندما بدا التميز فيهم، عملوا بالمركز، مقدمين له أفكار على الخطى ذاته، مثل مشروع ''الشباب والكاميرا''، وهو بالأساس فكرة أحد شباب المصورين الصحفيين من أبناء ''الرسالة'' قبل أن يدخل مجال احتراف التصوير، سؤال طرحه الشاب فكان المشروع ''ليه ضعاف السمع مابيلاقوش فرصة عمل، ليه مايتعلموش التصوير وخاصة أن حاسة النظر عندهم أعلى''، فتم تدريب 60 شاب وفتاة من الصم والبكم وعمل معارض لصورهم.
برامج تنافسية وسيلة ''الرسالة'' لجني حصاد ما قدمت حيث يتنافس الطلاب بعد المحاضرات التي تلقوها لإخراج جريدة حائط أو مجلات، موضوعات صحفية ويحصل الفائزون على جوائز تحفيزية، أو القيام بمسابقة بين الأطفال كما في مشروع نشر الثقافة لأطفال المدارس الذي تم إقامته في الفترة من 2011 حتى 2013، وأما الجوائز فهي مجموعة كتب، تكون نواة مكتبة خاصة لهؤلاء الصغار الذين بلغ عددهم 50 ألف طفل على مستوى 50 مدرسة بثلاث محافظات هي المنوفية والقاهرة والجيزة.
لم يقتصر الأمر على مجموعة الدورات التدريبية؛ فتحت عنوان'' الثقافة للجميع'' أقام ''الرسالة'' حفلات فنية لفرقة الموسيقى العربية يحضرها أبناء المحافظة ومنها انطلق مشروع طلائع الرسالة الغنائي ويقوم على إحياء التراث الموسيقي الريفي على يد طلاب المدارس ممن تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عامًا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: