إعلان

25 يناير.. كل ''عيد شرطة'' وأنت طيب

04:31 م السبت 25 يناير 2014

25 يناير.. كل ''عيد شرطة'' وأنت طيب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- يسرا سلامة:

حتى الثانية من ظهر 25 يناير 2011، ظل المصريون نحو 60 عاما متعايشون مع أن اليوم هو ''عيد الشرطة المصرية''، غير أن أيام مواجهة وصمود كانت كافية لتحويل الذكرى لثورة، وسط مقترحات لأن يتبدل عيدهم إلى الثلاثين من يونيو -بعد ثلاث سنوات من فجر الثورة- معبراً عن عودة العلاقة بين الشرطة والشعب.

بينما كانت الأعين كلها صوب ميدان التحرير، كان فى قلب مصر وأطرافها أزمة من نوع آخر، أزمة حياة أو موت، يعيشها أفراد جهاز الشرطة من رتب مختلفة، في مواقع متنوعة بين الأقسام والمديريات والمواقع الشرطية، منهم من يواجه الموت وطلقات الرصاص على مقر عمله، ومنهم من بَعُدت عنه أسباب الخطر، ليظل حبيس الخوف والرعب المتناقل بين أجهزتهم اللاسلكية.

البداية كانت يوم 25 يناير، لكن هناك ليلة ساخنة لا تذهب تفاصيلها من مخيلته، يتذكر الرائد ''محمد الطنوبى'' ليلة الثامن والعشرين من يناير، حيث كان يجلس في وسط عمله بمديرية أمن القاهرة، يتابع الموقف الأمني عن كثب وسط زملائه، حتى سمع دوى إطلاق الآلي خارج مقر المديرية.

الليلة لم تكن واحدة لـ''الطنوبي'' فقد ظل حبيساً هو وزملائه بمقر عمله حتى الرابع والعشرين من فبراير، أي فترة 25 يوم، ظل فيها يسمع لصوت أولاده الصغار من هاتفه، لا يستطيع مغادرة عمله، لحظات خاطفة عبر الإنترنت يطمئن عليهم، وكأنه على سفر، وسط لحظات الانفلات الأمني تمر عليهم وعلى زوجته وحدهم.

لا يهتم ''الطنوبى'' كثيراً بتغيير موعد عيد الشرطة، سواء أكان 25 يناير أو 30 يونيو، فكلاهما بالنسبة له تضحية قدمتها الشرطة للمصريين، سواء فى 25 يناير 1952، وقت أن رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى محافظة الإسماعلية للقوات البريطانية، والذى أصبح بعدها عيداً للشرطة، أو في 30 يونيو وقت أن عادت العلاقة قوية بين الشرطة والشعب، بحسب ''الطنوبى''، ليأمل في ذلك العيد أن يؤمن الناس بأن الشرطة فى خدمة الشعب وتنفيذ القانون، وليس لخدمة نظام سياسي معين، بحسب قوله.

''حساسية شغلنا تمنعنا من الكلام عن خصوصيتنا'' جملة يردف بها ''الطنوبي'' هو وكثير من زملائه للإعلام، لتظل اللحظات العصيبة التي تمر على أسرة أفراد الداخلية حبيسة الكتمان، تعرف فقط أنها ليست سهلة عليه أو على أسرته، ''احنا كنا بنحاول نلم نفسنا'' ظفر بها الرائد معبراً عن أزمة الشرطة في خضم ثورة يناير.

يفرّق الرائد بين حركتين فى الشارع، كانت الأولى -كما يراها- حراك شباب ''ثوري طاهر ونقي''، يحلم بالتغيير ويرفض الظلم، لكن ما حدث في 28 يناير كان خارج السلمية، حسب وصفه؛ فالهجوم على عدد من الأقسام والمواقع الشرطية يقدرها الرائد بحوالي 112 موقع في الجمهورية، مخطط دنئ لا يمت للشباب بصلة، حسب تعبيره.

لا ينكر الرائد، الذي يشغل منصب المتحدث باسم نادى الشرطة، أنه كان هناك عدد من التجاوزات فى وزارة الداخلية، لكن الأمر مقتصر على حالات فردية وليس ممارسة ممنهجة، كما يرى، يطلقها وكأنها دفاع عن تهمة لصقت به شخصياً ''احنا ما قتلناش حد في وقت الثورة وبعيداً عن الممارسات الفردية كل ظابط يملك سلاح به ما لا يقل عن 50 طلقة.. يعنى لو هدف إننا نقتل المتظاهرين، كان العدد هيبقى أكثر من كدة''.

جُرح يحمله الرائد ''الطنوبى'' بين جنباته، مما أسماه بالحرب النفسية على كل فرد شرطة أو جيش ''احنا أغلبنا متأثرين.. لكن عشان الوطنية اللي فينا لازم نستحمل''، قالها الرائد مضيفًا أن المفاجأة والغدر كانا عنوان يوم جمعة الغضب على كل فرد شرطة، وأن الشرطة انسحبت من الميادين خوفاً على حياة المصريين، كما يقول، لأن عقيدة الشرطة ضد قتل الناس ليؤكد أن انسحاب القوات لحظة فاصلة في تاريخ الداخلية.

وكما تحمل ذكرى 25 يناير ذكريات مختلفة ومتباينة لكل شخص، تفائل الرائد ''فهمى بهجت'' المتحدث باسم النادي العام لضباط الشرطة بذكرى الاحتفال، مشيراً إلى أنه يوم تاريخي خرج فيه الشعب ضد نظام فاسد، يرفض ''بهجت'' أن تكون الثورة خرجت من أجل هدم منظومة الشرطة وفقط، أو ضد مؤسسات الدولة، وأن بعض الروايات تم ترويجها ضد الداخلية بهدف خدمة ''جماعة الإخوان المسلمين''، بحسب قوله.

قبل 25 يناير 2011 كان اليوم يحمل لـه ذكريات مختفة؛ مرتبطا بتوزيع الورود على المواطنين، وعزف السلام الوطني، ووضع أكليل الزهور على قبر الجندي المجهول، وزيارة لقبور شهداء الشرطة.

يتذكر ''بهجت'' الساعات المتأزمة التي مرت عليه في حراسة المبنى الأكاديمي الإسرائيلي، والتابع تأمينه إلى مديرية أمن الجيزة التى يعمل بها، حيث وردت قبلها معلومات تفيد باستهدافه، ليقضى ليالي الحراسة مع زملائه من رواتب شرطية مختلفة وسط حالة تأهب، فُرضت عليها حالة من القلق الذى صاحب الانفلات الأمني.

قلق أسرته، اتصالات من زوجته، لهفة أبنائه، كلها أشياء يذكرها الرائد ''بهجت'' على استحياء، ليعلن عن موقفه وموقف كل شرطي ''مصر مش هتوقف على موتي أو حياتي.. كلنا فدا الوطن''، تمنى أن تولي الدولة في ذكرى عيد الشرطة الاهتمام لأسر شهداء الشرطة، لكى يحيوا بكرامة بعد رحيل ذويهم.

''هننزل ميدان التحرير مع اخوتنا نقف جنب الشعب كتف بكتف'' قالها ''بهجت'' معلنًا عن نيته في الاحتفال بذكرى الثورة، رافضاً أن يكون عيد الشرطة فرصة لقلق أي مواطن، ليؤكد أن الشعب المصرى فهم ''المؤامرة''، مضيفا أن جماعة الإخوان المسلمين قدمت خدمة كبيرة للشرطة المصرية بـ''غبائها''؛ بأن أعادت الثقة مرة أخرى بين المواطن والشرطة ''لو كنا عملنا أيه.. مش هنعرف نرجع العلاقة حميمية كدة بينا وبين الشعب''، حسب رأيه.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان