لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المصور عمرو سيد.. في حب مطحنة ''جامعة القاهرة'' رغم ''وجع القلب''

07:26 م الإثنين 13 أكتوبر 2014

المصور الصحفي عمرو سيد

كتبت- دعاء الفولي:

بطيئا اقترب المصور الصحفي من باب جامعة القاهرة، المجاور لمترو الأنفاق، يبدو الوضع عاديا؛ طلاب يدلفون من البوابة مع وجود تفتيش خلّف طابورا طويلا من الأجساد، لا يعرف لماذا تعتريه غصة في القلب كلما تقدم جهة الجمع، الذكريات تضغط على عقله؛ إصابته قريبا من كلية دار العلوم في العام الدراسي الماضي، الرصاصة المستقرة في قفصه الصدري، الاقتراب من الموت والعودة، احتشدت التفاصيل بداخله بينما تخط قدماه لأول مرة جامعة القاهرة بعد الإصابة في إبريل الماضي، ليغطي الاشتباكات في العام الدراسي الجديد الذي بدأ بمناوشات بين شركة ''فالكون'' والطلاب، لا يفكر ''عمرو سيد'' في التراجع، صارت جامعة القاهرة باشتباكاتها هي ساحته المفضلة.

تشكيلات أمنية ضخمة، نفوس مُحملة بغضب الوقوف على الأبواب لساعات، مشادات كلامية، مشهد بدأ به يوم عمرو ''قلبي كان بيدق بشكل غريب.. كنت مرعوب''، لم يكن الأمر متعلق بخوفه من حدوث الاشتباكات، قدر ترقبه لحال العمل ''كنت خايف معملش شغل كويس مع أول يوم نزول ليا''، استطاع المصور العشريني التقاط فيديو لاقتحام بعض الطلاب لباب كلية دار العلوم؛ فاختلف الوضع بعدها ''اتكسر حاجز الخوف.. بقيت حاسس إني منطلق''.

كان يوم 14/4 الماضي هادئا، بدأت مناوشات الطلاب والشرطة وأوشكت على النهاية، عمرو كان على الأرض بحكم عمله ''اخدت كام صورة ولقيت اليوم مفهوش حاجة.. فقررت أروّح''، باغتته رصاصة دخلت من الظهر ولم تخرج، أتت من جهة قوات الشرطة، لا يتذكر سوى حمله والإفاقة بالمستشفى بعد عملية جراحية، اضطر على إثرها لعدم الاقتراب من أماكن الاشتباكات لأربع أشهر ''كنت هتجنن.. لا عارف أشتغل ولا أنزل أغطي مصدري وبعد ما خرجت من المستشفى كنت بتكلف بحاجات بسيطة''، إشفاق العاملين مع عمرو منعه مما يحب، لكن قدمه كانت تدفعه للذهاب لأرض الجامعة بين حين وآخر ولو بغرض المشاهدة.

''الرصاصة استقرت بين الشريان الأورطي والرئة''، قال المصور الصحفي، أكد الأطباء استحالة إخراجها إلا مع استئصال ربع الرئة، لذا عهدوا إلى إعطاءه أدوية تساعد على بناء الأنسجة حولها كي لا تسبب أذى، لم يعد يشعر بوجودها تقريبا، إلا أن الضغط الجسدي يؤلمه ''ضهري بيخبط عليا لما بعمل مجهود''، يتعايش مع الوضع بالخيارات المتاحة أمامه، والتي ليس من بينها ترك ساحة الجامعة ''عشان يرضوا ينزلوني في الموسم الدراسي الحالي في الشغل جبتلهم أشعة من كذا طبيب تؤكد إني ممكن أتحرك بحرية من غير خطر وبالعافية وافقوا''.

عاين المصور الشاب الحذر في عيون زملاءه المصورين الموجودين بالجامعة مرارا، لم تعد ساحتها مكان للقطات خفيفة منذ ما حدث العام الماضي ''كل واحد فينا عارف إن ممكن يجرى حاجة.. وفيه ناس كانت متوقعة إن أول يوم دراسة هيبقى أسوأ بكتير من اللي حصل.. لكن ربنا ستر''، منذ عام ونصف أصبحت جامعة القاهرة هي مصدره ''وقتها زعلت وكنت شايف إن المؤتمرات والوقفات أهم''، مع تطور الحال بها اختلف الأمر، تعود على التعامل مع المواقف الصعبة، رغم تغطيته للأحداث التي وقع فيها ضحايا أكبر، بداية من أحداث محمد محمود وحتى فض النهضة إلا أن القرب من الطلاب أفضل وحياتهم في نظره.

بين طيات المواقف المرهقة يذكر صاحب الكاميرا أخرى طريفة؛ كفيديو قام بتصويره لطالب حاول إلقاء زجاجة مولوتوف على الشرطة فسكب ما تحويه من بنزين عليه مما أدى لإصابته. ''أموت بشتغل الحاجة اللي بحبها أحسن ما روحي تطلع وانا مبعملش حاجة''، طفق عمرو يردد تلك الجملة على مسامع كل من حذروه من النزول بالعام جديد خوفا عليه، بعدما ما مر به تيقن أن الإصابة قد تأتي بأي وسيلة، ولأن ملامح هذا العام لم تظهر بعد فالتغطية تحت وطأة الخوف مستمرة، لكنها تحلو مع شغف عمرو

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان