''جهاد الحب''.. متطرفو الهندوس في الهند يؤججون الكراهية ضد المسلمين
نيودلهي (د ب أ)
تقع قرية ساراو التي يظهر عليها البؤس على شارع زلج، في مكان ما بين حقول القصب في منطقة أوتار براديش شمال الهند.
كانت هذه القرية حتى الآن مكانا مهملا لا يهتم به أحد يعش فيه الهندوس والمسلمون جنبا إلى جنب بشكل جيد منذ عقود.
ولكن هذه القرية أصبحت منذ بضع شهور منطقة قلاقل وذلك بعد أن ظهرت بذور الشقاق والخلاف بين أصحاب الديانتين خاصة بعد أن زعم متطرفون هندوس في القرية أن هناك في القرية حالة واضحة لما يسمونه ''جهاد الحب''.
ويعني هؤلاء بذلك أن رجالا مسلمين يتعمدون إغراء نساء هندوس وإيقاعهم في غرامهم ثم يتزوجونهن ويظلون يضغطون عليهن إلى أن يعتنقن الإسلام.
وحسب هذه التهمة الهندوسية فإن هذه الحملة، حملة جهاد الحب، تؤدي إلى تناقص عدد الهندوس في الهند، وذلك على الرغم من أن الهندوس يمثلون أغلبية واضحة في الهند حيث لا يزيد تعداد المسلمين في الهند عن 180 مليون نسمة من بين إجمالي 1250 مليون نسمة.
وحسب رواية الهندوس فإن الفتاة الهندوسية التي وقعت معها الحالة المشار إليها تقص ما وقع معها على النحو التالي: تم اختطافي و نقلي إلى عدة مدارس إسلامية وتعرضت للاعتداء الجنسي هناك وعذبت وأجبرت على أن أصبح مسلمة.
كما أضافت الفتاة البالغة من العمر 20 عاما أن مختطفيها وعدوها بمكان في الجنة إذا اعتنقت الإسلام ''ولكن عندما علمت أنهم يعتزمون تزويجي من رجل عربي هربت..''
كان ذلك قبل بضعة أسابيع. ذهبت الفتاة هذا الأسبوع للشرطة وأوضحت أن شهادتها كانت خاطئة وأنها تحب الرجل وأن أسرتها أجبرتها على الإدلاء بهذه الشهادة لأن أسرتها لا تحبذ هذه العلاقة. ثم اختفت المرأة منذ ذلك الوقت، وتملك الغضب من أبيها الذي قال إن ابنته تلقت تهديدات وتعرضت لغسيل مخ وإن كل شيء لا يعدو كونه مؤامرة.
ورغم أن ملابسات القضية لم تتضح إلا أن حزب الشعب الهندي ''بي جي بي'' ذا التوجه القومي والمنظمات اليمينية ذات الصلة به تبنوا القضية.
ورأت أتول شارما، رئيسة منظمة سانكالب لحقوق الأطفال في ولاية أوتار براديش أن التعامل بهذا الشكل مع هذه الحالة يمثل منهجا متبعا في الهند وأن ''اليمينيين يلتقطون حالات فردية من الغش المحتمل والعداء للنساء ويلبسونها لباسا دينية'' وأنهم يفعلون ذلك من أجل حصد أكبر قدر ممكن من أصوات الهندوس في الانتخابات، تلك الانتخابات التي يوجد منها الكثير في أكبر ديمقراطية في العالم، الهند، وكان آخرها الانتخابات المحلية التي أجريت في ولايتين هنديتين الأربعاء الماضي.
وحسب شارما فإن الكثير من المراقبين السياسيين اكتشفوا أن المتشددين أصبحوا يحتلون المزيد من المساحات السياسية منذ أن أصبحت الحكومة المركزية في نيودلهي تحت قيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي ''وذلك من أجل ترسيخ حكم الهندوس'' حسبما يخشى جاسم محمد من منتدى الدراسات والبحوث الإسلامية.
كما أن ريهانا أديب الناشطة في حقوق النساء ترى أن ما يعرف بجهاد الحب هو جزء من حملة أكبر وأن اليمينيين في الهندي يكافحون ضد الزواج بين أبناء الأديان المختلفة ولا يحذرون فقط من الزواج بمسلمين بل يستبعدون المسلمين على سبيل المثال من حفلات الرقص وقالت أديب إن مجموعات من أمثال مجموعة ''جار فابسي'' التي تعني ''العودة'' تحاول إعادة الهنود الذين يعتنقون دينا مثل المسيحية أو الإسلام للهندوسية.
من بين هذه المنظمات أيضا منظمة المجلس الهندوسي العالمي.
ويتجول بالراج دونجار، أحد أعضاء المنظمة، عبر أنحاء الهند المختلفة في إطار ''حملة توعية''.
ومحذرا من زواج الهندوسيات من المسلمين قال دونجار مؤخرا في إحدى محاضراته في قرية ميروت التي لا تبعد كثيرا عن قرية ساراوا سابقة الذكر إن بعض هذه الزيجات يسفر عن إنجاب نصف دستة أطفال مضيفا: ''إذا أصبح المسلمون أغلبية فسيحكموننا''.
طالما تحول مثل هذا التأجيج إلى أعمال عنف حيث قتل أكثر من 60 مسلما قبل عام خلال هجمات على المسلمين في منطقة مظفر نجار واضطر نحو 40 ألف مسلم إلى الفرار من منازلهم، وفقد العديد منهم، ومن بينهم الطفل منور مالك البالغ من العمر 12 عاما، أصدقاءه منذ ذلك الحين.
ومنذ ذلك الوقت أصبح الأطفال من أتباع الديانتين المختلفتين، الهندوسية والإسلام، يتجنبون بعضهم بعضا ''بعد أن كنا نحتفل بالأعياد بشكل مشترك ونلعب الكريكت معا'' حسبما قال الطفل منور ''ولكن ذلك انتهى، أصبحنا اليوم نلعب في ساحات لعب مختلفة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: