إعلان

عقب افتتاحه.. مسجد الفتح في انتظار محبي ''الصلاة'' و''الرزق''

04:24 م الأحد 26 أكتوبر 2014

كتبت – يسرا سلامة:

بخطوات هادئة ترجل ''أحمد حسنين'' نحو أبوابه، كان ستيني العمر لا يقوى على خطوة سريعة، كما أنه لم يعتاد لمدة تزيد عن الأربعة عشر شهرًا ارتياد باب المسجد، بعد أن اقترن مسجد ''الفتح'' الشهير بميدان ''رمسيس'' بوسط القاهرة بالغلق إثر أحداث دامية شهدها محيطه في الجمعة الموافقة 16 أغسطس 2013.

خبر يشير إلى فتح المسجد مر على نظر ''حسنين'' منذ أيام، لينتهز الفرصة لمروره في أحد المشاوير بميدان رمسيس فيؤدي صلاة العصر به، بعد اعتياده الصلاة به لمدة تزيد عن السنتين، خلع ''حسنين'' نعليه متمتما بالبسملة والصلاة على النبي، ليدفع بيمينه حاجزا خشبيا قصيرا متجاوزا إياه، تاركا حذاءه على بوابة المسجد بالأمانات، ذاهبا قبل الآذان وجالسا لاستحضار روح الصلاة.

تجولت عين ''حسنين'' بأروقة المسجد، لا يزال يحمل بعضًا من آثار الاشتباكات الدامية، سقف رمادي يشير إلى النيران التي طالت نقوشه المزخرفة، كان فيها ''الفتح'' شاهدا رئيسيا عقب سلسلة أحداث العنف بميدان رابعة العدوية والنهضة، ليضم المسجد عددا من جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتشهد مئذنته تبادل لإطلاق النار من داخلها وإليها، تاركة آثار القذائف فوقها حتى الآن.

آثار الرماد ارتسمت بداخل سقف المسجد، بعد أن أصبحت ساحته قبلة لاستقبال المصابين والشهداء في أحداث العام الماضي، المسجد الذي أنشئ منذ العهد الفاطمي، تعرض في قديم الأزل للهدم على يد الفرنسيين إبان الحملة الفرنسية ليتم إعادة ترميمه، كانت آخر مرات الترميم على يد شركة ''المقاولون العرب''، ليقوم بافتتاحه الرئيس الأسبق ''محمد حسني مبارك'' بصورته الحالية في ذكرى الإسراء والمعراج في 22 فبراير 1990.

وفي الجمعة 23 من أغسطس 2013، أغلقت السلطات المصرية مسجد الفتح لأجل غير مُسمى، وذلك لظروف أمنية وتفويت الفرصة على تنظيم الإخوان في استخدامه مكانا للحشد، وسط انتشار من قوات الجيش بأروقة الميدان، وبعد حالة الفوضى التي شهدها المسجد.

ومنذ بضعة أيام، استقبل ''الفتح'' المصلين بعد غلق طويل، وترددت في أصداءه خطبة الجمعة الماضية حول هجرة الرسول ''صلى الله عليه وسلم''، لتستمر تصريحات من وزارة الأوقاف باستمرار الترميمات به، والنية في انشاء أول مركز للفتوى بداخله.

بينما كان النائب عن إمام المسجد يستعد لإقامة آذان العصر، كانت ''أم محمد'' تدلف إلى بهو المسجد من الخارج لتلحق بصلاة الظهر، وتبحث عن دورة المياه للسيدات، خطوات للدوران حول ''الفتح'' أدركت منها السيدة صاحبة الخمار البني أن المسجد مفتوح للرجال، ومغلق للسيدات، سواء الصلاة أو دورة المياه.

أحد العاملين بالمسجد ذكر لـ''مصراوي'' أن الترميمات لا تزال مستمرة بمصلى السيدات، وهو سبب غلقه، وكذلك دورة المياه، ليشير إلى أن الصلاة بـ''الفتح'' بدت منتظمة منذ افتتاحه، وسط إقبال متفاوت من المصلين؛ لعدم علم الجميع بفتح المسجد.

ولم يفتح المسجد أبوابه للمصلين فقط، لكن أيضَا للباعة من أصحاب الرزق من حوله، ليقول ''وليد'' بائع أحزمة جلدية أمام المسجد ''أنا كنت مع الناس اللي فتحوا من أربعة أيام''، تنهيدة عقبتها ابتسامة من الشاب العشريني بعد انفراجة في رزقه عقب فتح المسجد ''فتحه مهم عشان نصلي، وكمان حركة البيع بتكون أكتر''.

حضر ''وليد'' أيضا أول صلاة للجمعة عقب الافتتاح، ليذكر أن الإقبال من المصلين ليس كبيرا مثلما كان قبل وقوع الأحداث، ليعزي بحسب رأيه عدم معرفة كل الناس بفتح المسجد، مشيرا إلى وجود وكلاء من وزارة الأوقاف أثناء افتتاح المسجد، ويقول ''محصلش من ساعة ما اتفتح أي قلقن ولو حصل إحنا واقفين لأي تخريب ندافع عن المسجد''، بحسب تعبيره، متمنيا أن يتم افتتاح باقي المساجد المغلقة في مصر.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان