لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في عيد الأضحى.. مصراوي يحاور جزار معتزل

11:31 ص السبت 04 أكتوبر 2014

كتب-محمد مهدي:

قبل اقتراب عيد الأضحى المبارك بعدة أيام، حصل ''مجدي عادل الزقازيقي'' على إجازة من عمله بإحدى شركات التأمين، وانطلق إلى منزله باحثا داخل غرفته عن صندوق يحتفظ بداخله بـ ''عِدة'' الذبح، يتحسسها ويطمئن على جودتها، يتأكد أن الـ ''سكاكين'' التي طالما استخدمها في عمله السابق كجزار محترف مازالت بحالتها منذ أن تركها في العيد الماضي ''أنا سبت الشغلانة من 6 سنين، لكن العيد موسم وليا زبايني مينفعش أتأخر عليهم'' يقولها ''الزقازيقي'' وهو يُطعم الماشية التي ستُذبح خلال ساعات.

الشاب العشريني تعلم مهنة الجزارة على يد والده الذي دفع به في عالم المذبح والماشية مبكرا وهو في سن العاشرة، ليتعرف وقتها على تفاصيل المهنة، و''يشرب'' الصَنعة في محل العائلة الشهير بمنطقة الهرم.

خلال سنوات أصبح ''الزقازيقي'' مساعد والده الأول، يفقه في فنون الذبح وكيفية الحصول على الماشية وتربيتها والتعامل مع الزبائن، واكتشف مبكرا أن عيد الأضحى هو موسم الجزارين في مصر، تُجرى له الاستعدادات اللازمة ''نِسن السكاكين ونشترى التبن والعلف للعجول والخرفان وبتبقى علَقة يوم الوقفة والعيد من كتر الشُغل''.

في 2004 فوجئ ''الزقازيقي'' الذي لا يفارق والده، بأسعار اللحوم ترتفع بشكل مبالغ ''الكيلو كان بـ 21 جنيه فجأة بقى بتلاتين وخمسة وتلاتين''، في بداية الأمر تعامل الجزارين بهدوء مع الأمر واعتبروا الزيادة مؤقتة لكنها أخذت في الارتفاع ''السوق بدأ يموت واحدة واحدة.. الزبون اللي بيجي يشتري اتنين كيلو بقى يأخد كيلو، وناس كتير بطلت تشتري خالص''.

المحل الذي عُرف أنه قِبلة عدد كبير من سكان شارع الهرم لشراء اللحوم صار في عام 2008 وكرا للصمت، الأيام تمر دون زبائن، اللحوم المستوردة باتت سلعة رائجة والبلدي أكلة الأغنياء فقط فأغلق المحل'' وقتها قررت أسيب الشغلانة.. مبقتش جايبة همهما ولا في مكسب''.

رغم عمله في أكثر من مهنة منذ اعتزاله- سائق وعامل بورشة وأمن- إلا أنه اعتاد التواجد بمهنته الأصلية في عيد الأضحى من كل عام، حيث لا تنقطع الاتصالات من الزبائن القدامى بطلبات لشراء مواشي لهم وذبحها في العيد ''هو الطَلب قَل عن زمان بسبب الغلاء بس لسه الواحد له زباينه''.

يتجه ''الزقازيقي'' إلى سوق ''السبت'' بالفيوم، يشترى الماشية اللازمة قبل العيد بفترة كافية، يُحضرهم أمام منزله لعدة أيام ثم يستأجر محل يستخدمه في الذبح وترويج لتواجده خلال الموسم ''أجرت دكان 5 أيام بـ 500 جنيه، ندبح فيه للزباين ونبيع ونمشي الشوق شوية.. مش هاشتغل من البيت''.

هناك مكسب يخرج به ''الزقازيقي'' بعد نهاية أيام عيد الأضحى، لكنه لا يعول عليه كثيرا ''بنكسب والحمد لله بس أغلب الفلوس بتطير في التجهيزات والعدة والإيجار والصنايعية''، وما يهتم به الجزار الشاب أن يظل اسمه موجودا في عالم الجزارة، أن يرى نظرة الرضا في عين الزبائن مؤكدة أنه لازال محترفا في مهنته لم يفقد قدرته على الذبح بـ ''مزاج'' كما يُعرف عنه.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان