لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكاية 100 يوم مجهولة في حرب أكتوبر

11:19 ص الإثنين 06 أكتوبر 2014

  كتب- أماني بهجت ومحمد مهدي:

عقب إعلان القوات المسلحة المصرية اجتياح خط بارليف وعبورها للقناة في 6 أكتوبر 1973 اندلعت الفرحة في شوارع مدينة السويس، خرج الجميع للاحتفال، وانتظر المًهجَرين من أبناء المدينة قرار  الدولة بإعادتهم مرة آخرى، لكن وقعت "الثغرة" واضطرت المدينة الباسلة إلى مواجهة قوات العدو الإسرائيلي وحصاره الذي دام لنحو 100 يوم –من 22 أكتوبر 1973 حتى 29 يناير 1974- التي شهدت العديد من الأحداث البطولية.

حسين العشي، أحد أبناء السويس، عايش لحظات الصمود والمقاومة، وعقب إنتهاء الحصار قرر أن يُسطر تاريخ الملحمة قبل أن تتحول إلى ذكريات مُعرضة للاندثار مع الوقت "اعتمدت على تسجيل الأحداث على الشهادات الواقعية للأبطال اللي عاشوا التجربة الصعبة".

التقى "العشي" بمئات الشخصيات التي لعبت دوريا محوريا خلال صد محاولة الجيش الإسرائيلي احتلال المدينة، ليفسد نجاح القوات المسلحة بعد تلقينهم درسا عسكريا قاسيا، فضلا عن استناده إلى تصريحات صحفية لأطراف المعركة من المسؤولين وشهادات كبار القادة.

يُمسك "العشي"  بكتابه "خفايا حصار السويس.. 100 يوم مجهولة في حرب أكتوبر 1973" يشير إليه بفَخر "دا أول تسجيل لمرحلة خطيرة في حرب أكتوبر، صمود السوايسة نقطة تحول كبيرة في الحرب"، الكتاب ظل قابعا في أدراج المسؤولين-لأسباب أمنية- لمدة 17 عاما حتى نُشرت الطبعة الأولى في عام 1990.

ظل أبناء السويس يتابعون أخبار الحرب، يتلقون من حين لآخر بعض هجمات العدو، لكن الأخبار القادمة من الجبهة كانت تؤكد لهم النَصر، حتى فوجئوا يوم 17 أكتوبر بقصف مركز على ترعة الإسماعيلية يغذي المدينة بالمياة-بحسب العشي- فبدأت الاجتماعات والتجهيزات للتعامل مع هجوم بري محتمل من الإسرائيليين.

توغلت قوات العدو الإسرائيلي- المتسللة إلى غرب القناة عبر المنطقة التي تقع شمال البحيرات المًرة- نحو مدينة السويس بعد اشتباكات مع المدفعية المصرية، وبدى واضحا أنها تستهدف المدينة "المحافظ بدوي الخولي اجتمع بالمسؤولين وتم رفع درجة استعداد قوات حماية الشعب والدفاع المدني إلى الدرجة القصوى".

5000 مواطن مدني معظمهم موظفين حكوميين وعمال وأفراد شرطة ومتطوعي المقاومة، هم قاطني المدينة حينذاك، تم تسليحهم بأسلحة خفيفة مع اقتراب الإسرائيليين من المدينة ونُظمت حراسات شعبية على مداخل المدينة مكونة من 150 متطوعا، يتناوبون الحراسة على مدار اليوم.

صَدر قرار رقم 338 من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل اعتبارا من يوم 22 أكتوبر، لكن قوات العدو لم تتوقف وتقدمت نحو السويس لكسب أكبر مساحة ممكنة من الأراضي المصرية.

يسرد "العشي" في كتابه الذي يحتوي على 288 صفحة، محاولة القوات الإسرائيلية الدخول إلى المدينة في 24 أكتوبر، والتصدي لهم  بكمائن أعدها رجال المقاومة، تبادل إطلاق النيران، وسقوط "أحمد أبوهاشم" أول شهيد من السويس، قاومت المدينة حتى تمكنت من إجهاض احتلالها، ونجحت في إرغام العدو على الانسحاب.

استمرت محاولات القوات المحتلة في الإمساك بتلابيب المدينة على مدار الأيام لكنها فَشلت، تارة هددوا بتدميرها، وتارة بإذاعة بيانات كاذبة بالاستسلام، وتارة بالضَرب المُبرح من المدفعية، لكن المدينة كما سَطر "العشي" كانت مستعصية على العدو.

واجهت المدينة شَر الحصار، قِلة المياة، ونقص الغذاء، وانقطاع الكهرباء، وانعدام المواد الطبية، كلًا من هذه الأمور كفيلة بأن تُسقط السويس "لكن فضلت صامدة وتم وضع خطط بديلة لسد عجز المؤن وتوفير المية موجودة بالتفاصيل في الكتاب".

انتهى الحصار الإسرائيلي للمدينة الصامدة بشكل كامل في يوم 29 يناير 1974، بعد إعادة فتح طريق (القاهرة-السويس) بحسب اتفاقية فض الاشتباك في 11 نوفمبر 1973، ونُقلت الإمدادت الكافية إلى المدينة المنتصرة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان