من "الأسواني" لـ"أبو النجا".. كرة المعارضة تكبر
كتب – رنا الجميعي ويسرا سلامة:
تتقدم صفوف السلطة بعضًا من المدافعين عنها، يساندون مواقفها، يروجون لخطابها، ومنهم من يعترض قليلًا على ما تأخذه من خطوات، غير أن الصفوف -مع المواقف- تتمايز، منها من يغادر موقع السلطة، جماعة الإخوان المسلمون أبرز تلك القوى المعارضة للنظام، ليظهر في الآونة الأخيرة رموزاً أخرى، تعارض السلطة وهى من خارج دائرة الإخوان بل وعارضتها وقت تملكها للسلطة في مصر.
علاء الأسواني :
أبدى الكاتب "علاء الأسواني" معارضة لجماعة الاخوان المسلمين في الحكم في عدد من اللقاءات والمقالات الصحفية، ليكتب في مقال صحفي عقب 30 يونيو إنه لم ير المصريين سعداء كما رآهم في ذلك اليوم، واصفًا عبد الفتاح السيسي بمقاومة الارهاب، ورافضًا أن يتم وصف الحدث بالانقلاب، قائلا "فرح المصريون لأنهم تخلصوا من حكم الإخوان، الذى كان كابوسًا رهيبًا عانوا منه على مدى عام"، ومضيفًا في لقاء بأحد الندوات أن السيسي بطل قومي، لأنه حمى الشعب المصري.
الكاتب الذي ينهي مقالاته دومًا بأن الديمقراطية هي الحل، بدأ في معارضة النظام مبكرًا، منذ وصف الانتخابات الرئاسية عقب 30 يونيو بأنها غير مطابقة للمعايير الديمقراطية، وإن النتيجة معروفة مسبقًا بفوز السيسي.
وفي 23 يونيو 2014، أعلن الكاتب العالمي توقفه عن الكتابة في جريدة المصري اليوم عبر حسابه على موقع "تويتر"، مضيفا أنه "لم يعد الآن مسموحًا إلا برأي واحد وفكر واحد وكلام واحد، ولم يعد مسموحًا بالنقد والاختلاف في الرأي، ولم يعد مسموحًا إلا بالمديح على حساب الحقيقة".
وفي حوار مع صحيفة "El pias" الاسبانية، وصف "الأسواني" أن في عهد مبارك كان لدى المثقفون مجال أكبر للاختلاف مع السلطة، عنه في عهد السلطة الحالية، وأن السلطة لم يصبح لديها قدرة على التأثير لدى الغالبية من الناس، واصفُا الانتقادات له عقب مواقفه المعارضة باتت في الإعلام الرسمي بأنه "وكيل قطر وخائن ومدمن للكحول".
وفي نوفمبر الجاري، تحدث "الأسواني" بمتحف لويزيانا للفن الحديث بالدنمارك عن الديكتاتورية في المنطقة، قائلًا أن في الوطن العربي يتم الترويج للديكتاتور إنه أب محافظ لكثير من الناس، يعاملهم بشكل سيء ويسرق اموالهم كما هي العادة، مضيفا أن كثير من الناس عقب سقوط الديكتاتور عادوا يفضلونه مرة أخرى، ولسان حالهم يقول "نحن لا نشعر بالحرية لكننا في أمان" أو "نحن كنا أفضل" وهذا هو تعقيد مرض الديكتاتورية، فهي مرض يحتاج إلى علاج ووقت لمعالجتها.
وائل غنيم :
وجه لمع مع بزوغ ثورة يناير، شاب ثائر نزل إلى ميدان التحرير يطالب بسقوط النظام، بعد أن سلك الطريق من خلال النضال الألكتروني من خلال صفحة "كلنا خالد سعيد" التي دعت للنزول في 25 يناير، مواقف غنيم من ثورة 30 يونيو كانت بالتأييد حتى 3 يوليو، مثل ما كتبه على صفحة "كلنا خالد سعيد" "التحرير الآن بانتظار بيان القوات المسلحة".
صمت تام عن الصفحة التي عبرت عن مطالب الثورة منذ مهدها منذ الثالث من يوليو، تزامنت مع مغادرة الناشط الشاب لمصر، وابتعاده عن المشهد السياسي جملة وتفصيلا، معللا ذلك بأن "مصر لا ترحب بأمثالي"، خاصة بعد نشر تسجيلات لمكالمات له مع الكاتب مصطفي النجار، مشيرًا إلى أن تلك التسجيلات تعرضت للقص واللزق، مضيفًا: "في حالة تحويلي لأي جهة قضائية مصرية بشكل رسمي فلن أتردد يوما واحدا في العودة إلى مصر بمحض إرادتي، ودون أي ضغوط من أحد لإثبات نزاهتي وبراءتي".
وفي فيديو حديث نقلته قناة الجزيرة، قال "غنيم" عن الوضع الحالي إن مصر ليست في الوضع الذي كنا نحلم به، وأن الأمر في غاية التعقيد، لكن هناك أمرا واحدا توصلت اليه، وهو أن التغيير سيحدث بالتدريج، ويضيف "الثورة مستمرة، وأنه يتعين علينا النضال من أجل القيم، وانه ليس مهما عدد السنوات التي اعيشها أو الأماكن التي أزورها، لكن المهم هو القيم التي اقرر ادافع عنها، وربما حتى أفقد حياتي في سبيل الدفاع عن تلك القيم".
خالد أبو النجا :
ضمن فنانين قلائل لهم آراء سياسية واضحة، الفنان الذي أيد ثورة الثلاثين من يونيو وشارك في تظاهراتها، حيث كتب وقتها بحسابه على تويتر :"إن ملايين المصريين يثورون من جديد في كل ميادين الحرية معلنين نهاية أكذوبة الإخوان"، ووصف يوم الثلاثين من يونيو أنه يوم تاريخي، لكن بطل فيلم "ديكور" لم يظل على خطه المؤيد، وبدأ في المعارضة، وفي لقاء قصير معه عن فيلم ديكور قال "الفيلم بيعرض وجهة نظر إن فيه ألوان تانية غير الأبيض والأسود"، مستنكرًا ممن يتهموه أنه يتبع أحد المعسكريين فقط "هو يا إما مرسي يا إما سيسي".
لذا جاءت تصريحات أبو النجا أثناء مهرجان القاهرة السنيمائي صارخة، "شكلها هنقولها قريب" كانت جملة اختتم بها حديثه قاصدًا كلمة "ارحل" التي امتلأت بها الميادين سابقًا، حيث عارض الفنان الحائز على جائزة أفضل ممثل بالمهرجان الرئيس "عبدالفتاح السيسي" وسياساته في تهجير أهالي سيناء، وأوضح أن هناك طرق أخرى لإدارة البلاد غير إهدار الحقوق.
خالد أبو النجا للسيسي:" إرحل "
معارضة "أبوالنجا" أشعلت عدة أوجه للهجوم ضده، كان أشدها وصفه بالشذوذ الجنسي، فيما توعد بملاحقة كل شخص قضائيًا تطاول عليه، معتبرًا أن ما قاله ضمن بند حرية التعبير التي يكفل حقها المادة 65 من الدستور. تبعت معارضة "أبو النجا" والهجوم عليه، تضامن من العديد كان أبرزهم الفنان "محمد عطية"، وهو من المعارضين لسياسات السيسي أيضًا، حيث قال على حسابه بالفيس بوك أنه لم يجرؤ أحد على النقاش فيما طرحه بطل فيلم "في شقة مصر الجديدة" لأن الفشل الذي تحدث عنه أصبح واضحًا وضوح الشمس، كما تضامن العديد مع الفنان من خلال هاشتاج "ندعم نجا".
محمد عطية :
أما الفنان "محمد عطية" فلم يكن معارضته للسيسي جديدة، رغم تأييده للثلاثين من يونيو، وعلى حسابه بالفيس بوك أوضح رأيه أن بعد أكثر من ثلاث سنوات من حرب النقاشات مع مؤيدي الإخوان ومؤيدي السيسي توصل إلى نتيجة مفادها أن من سنحته له الفرصة وأصبح في سدة الحكم، صار لا مانع عنده تمامًا من التخلص من الطرف الآخر في الصراع، ومباركة السلطة في قتل وقمع المعارضة بشتى الطرق.
لذا كان من الطبيعي أن يتضامن "عطية" مع الفنان "أبو النجا" ضد الهجوم المتزايد ضده، قائلًا "لم يجرؤ أحد على النقاش فيما طرحه "خالد"، لأن الفشل الذي تحدث عنه أصبح واضحًا وضوح الشمس وأنتم تكابرون ولا تنصتون".
"الصياد": المعارضة ليست مربعين فقط
هؤلاء وغيرهم يعلق عليهم الكاتب الصحفي "أيمن الصياد" بأن محاولة وضع السياسة بمصر في مربعين مجحفة وفاشلة، فلم تكن السياسة أبدًا النظام مقابل الإخوان، وأن المعسكرين يحاولان وضع الصراع بينهما فقط، ولكن تلك المعادلة خاطئة.
ويضيف الكاتب الصحفي أن هناك من يعارض النظام كما كانوا يعارضون في عهد الإخوان؛ لأن السياسات واحدة، كما يقول "الصياد"، مضيفًا أن السياسة لديها معارضون باحثون عن الديمقراطية، وأخطاء النظام تصب في مصلحة معارضيه أيا كانوا.
ويضيف "الصياد" أنه طالما ظلت تلك السياسات من النظام مستمرة، فالمعارضة موجودة "عندما يُمنع حمزة نمرة من الإذاعة، لابد أن يوجد من يعارضه".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: