الضرب على ''القفا'' ... لحظة سخرية من ''الهيبة''
كتبت-رنا الجميعي:
لحظة تجئ في غفلة من المضروب وانتصار للضارب، ثانية يأخذ فيها المهاجم يده لترتطم بمؤخرة عنق الشخص الآخر، رغم أن تلك الفعلة لا تضر بدنيًا إلا أن الوقع النفسي أشد، مما جعل الضرب على القفا لحظة ينتصر فيها المهاجم الضعيف على الشخصية ذات الهالة الكبيرة، واستطاعته نزع تلك الهالة في غضون ثوان.
أصبح الضرب على القفا ظاهرة شهيرة تلك الأيام، حيث نالت بعض الشخصيات العامة في تجمعات كبيرة ضربًا على مؤخرة العنق، ما له دلالة كبيرة على السخرية والاعتراض على تلك الشخصية، آخرها كان الإعلامي أحمد موسى بباريس.
''نزع القداسة'' هو ما يفسره دكتور ''أحمد عبدالله''، أستاذ الطب النفسي، عن ظاهرة الضرب بالقفا، تلك الهيبة التي ينزعها الفاعل عن الشخصية ذات الهالة، حيث أن تلك القداسة التي تحيط بالشخصيات العامة ومن بيديه السلطة يُمكن نزعها بتصرف صغير، سواء بنكتة تثار حوله أو فيديو يحمل سخرية منه، أو ''صورة فوتوشوب تريقة عليه''.
الضرب على القفا هي ظاهرة متفق عليها ثقافيًا أنها تحمل معنى السخرية من الشخص المفعول به، وتكرر ذلك الفعل عدة مرات لأشخاص مختلفة في ظروف متباينة كان منهم رئيس حزب ليبرالي أثناء تواجده بالتحرير بنوفمبر 2012، ومؤخرًا رئيس نادي رياضي شهير.
تلك اللحظة التي تصير انتصارًا للفاعل وهزيمة للمفعول بها ''حط جون وحقق هدف سريع''، هي من الموروثات الشعبية لدينا، وليست موجودة بثقافات أخرى، هو ما يؤكده ''عبدالله''،
ولأنها ليست ظاهرة مستحدثة، يسرد ''صلاح عيسى''، الكاتب الصحفي، أحد المواقف الشهيرة بتاريخ مصر الحديث، للكاتب ''محمد المويلحي'' صاحب كتاب ''حديث عيسى بن هشام''، ضُرب فيها على قفاه، حيث تعرض إليه أحد الأعيان بمقهى، فقد كان ''المويلحي'' معروفًا بنقده للشخصيات العامة ومهاجمة الصحف المعاصرة، لذا حدث ما حدث، وخصصت أحد الصحف المعارضة للمويلحي باب تناولت لأشهر عديدة نقد له وزجل ''شماتة''، حتى أن أمير الشعراء ''أحمد شوقي'' هجاه ببيت '' خدعوه بقولهم فيلسوف حتى هوت على قفاه الكفوف''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: