''سعيد عقل''.. شاعر ''فيروز'' الذي وقف بجانب إسرائيل
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتبت-رنا الجميعي:
مجّد لبنان فمجدّته وربما سجدت له، مائة عام ويزيد حمل الشاعر اللبناني ''سعيد عقل'' عشق بلاد الأرز بقلبه ليسع العالم، عشق وصل حد بغض ما عداها، نفسٌ مُركبّة كانه الشاعر، وجدُ ألّم به صوب لبنان ولم ينحي نظره بعيدًا عنها طيلة سنوات عمره، لبنان التي ابتدع لها لغة خاصة بها بعيدًا عن العربية، وفضلها عن العالم بأسره، مات شاعرها أمس عن قرن عاشه يتهجى بحبها.
سعيد عقل الذي حمل التضاد داخله، حمل صوت فيروز الرقيق كلماته على أمواج ألحان الأخوين الرحباني، هو نفسه الذي ناصر الدم وأيد الجيش الإسرائيلي بمجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، التي راح ضحيتها أكثر من 300 جثة، وتباهى بمانشيت جريدته ''لبنان'' التي كُتب بصدرها ''نحن منقلّن لأبطال عملية صبرا وشاتيلا ''كل لبنان معكن'' كملو''.
''من يومها صار القمر أكبر'' حملت كلمات ''عقل'' كل الشاعرية التي تغنت بها فيروز، فالشاعر المولود بزحلة عام 1902 كتب عدة قصائد رنت بصوت جارة القمر، منها ''بحبك ما بعرف''، ''مرجوحة'' و''يارا''، رافقه الشعر طيلة عمره فسمي بالشاعر الصغير، لكن ذلك الصغير لم يظل ببراءته، فمرجحته السياسة بين النقيضين، من القومية العربية إلى إعلاء لبنان فوق تلة العالم صارت سنوات عمره.
انضم ''عقل'' أول عمره إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وسطرت أحرفه كلمات بحب الشام ''عمان في القلب، أنت الجمر والجاه ببالي، عودي مري مثلما الآه''، كما تغنى بحب الأردن والتي غنتها فيروز ''أردن أرض العزم''.
غرامه بلبنان اشتد به فابتدع اللغة اللبنانية بمقابل العربية، وكتب اللبنانية بحروف لاتينية، حتى أنه أصدر جريدته ''لبنان'' بالعامية، بأحد المقابلات حكى ''عقل'' أن عظمة لبنان الكبيرة، تلك العظمة التي سمى بها الفراعنة البحر المتوسط المطل على بلدان عدة باسم فينيقيا وليس بأي اسم لدولة أخرى.
''على كل لبناني أن يقتل فلسطيني'' من المؤكد أن جملة مثل هذه رنت بأذن عرب حينما سمعوا بوفاة الشاعر، ذلك العنفوان والقوة التي لفظ بها ''عقل'' تلك الجملة مؤيدًا للاجتياح الإسرائيلي لبنان بالثمانينيات للتخلص من ''إرهاب'' فلسطين على حد قوله، ولأن التضاد هو أسمى ما حمله عاشق لبنان بين جنباته، فقد حفظت كلماته قبلًا حب فلسطين وترجمتها ''فيروز'' بصوتها حينما غنت ''أنا لا أنساك فلسطين ويشد يشد بي البعد''.
نظر ''عقل'' إلى التواجد الفلسطيني بالمخيمات كإرهاب يجب تنظيفه، بفيديو شهير له تغنى بإسرائيل وأسمى جيشها ''جيش الخلاص''، رحل ''عقل''، مرهف الحس وناصر الدم، عن دنيانا حاملًا تناقضًا ألم به، وخلّف ورائه بعض مازالوا يترحمون على سيرته وهم يذكرون محاسنه، وآخرون يرغبون بإنصاف التاريخ لمن أيد إسرائيل، غير أنه من عجيب الحديث أن يحمل شخص مثل هذا التضاد لكنه تواجد بيننا، ومن العدل ذكر سيرتهما معًا، وإفلات الحكم للزمن.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: