البحيرة وسوهاج وأسيوط.. رجعوا التلامذة للدم تاني
كتبت-يسرا سلامة:
عددهم يتراوح بين 25 إلى 30 طالبا، تركوا أسرتهم في لحظات الشروق الأولى، ارتدوا ملابس مدرستهم، وحملوا حقائبهم، دعوات من أهلهم بالسترة لم يعرف أكثر من نصفهم أن تلك هي الرحلة الأخيرة، والطريق إلى المدرسة هو الطريق إلى موتهم، والذي يقع بالقرب من قرية أنور المفتى دائرة مركز أبوحمص اتجاه الإسكندرية، ليتفحموا جميعا إثر اصطدام الحافلة بناقلة بنزين.
في حافلة واحدة تجمعوا فتيات وفتية، في الطريق إلى مدرسة الأورمان الفندقية بالعجمي، الطريق الزراعي طريق معتاد للطلبة، كما اعتاد الأسفلت في مصر على نزيف الموت، فدماء الطلاب لم تتوقف على حادث البحيرة، ليشرب الموت من أطفال صغار، حادث أليم تجرعته محافظة سوهاج بوفاة 11 حالة بين الطالبات من جامعة سوهاج من مختلف الكليات على طريق الكوامل منذ عدة أيام، بعد خلل من عجلات القيادة بيد السائق، ليتم انتشال الجثامين من قبل قوات الحماية المدنية.
وتشير تقارير هيئة سلامة الطرق الدولية ومنظمة الصحة العالمية إلى أن مصر تتصدر قائمة معدلات حوادث الطرق عالميا، والأعلى في حالات الإصابات والوفيات بين دول إقليم شرق المتوسط، حيث تشهد مصر ارتفاعا ملحوظا لمعدلات الوفاة، يصل إلى ما يقرب من 33 ألف حالة وفاة سنوياً.
طريق الدم كان قد أخذ أرواح تلاميذ بمحافظة أسيوط، وكأنه قدر على محافظات مصر أن تتجرع الألم، فبجوار مزلقان المندرة بمركز منفلوط ارتقت روح 52 تلميذا إلى ربها من أصل 70 تلميذا من المعهد الأزهري، بعد اصطدام أتوبيس الأطفال بالقطار أثناء عبوره المزلقان في نوفمبر 2012، ليخرج بعدها رئيس الجمهورية حينها "محمد مرسي" في خطاب سياسي ناعيا أهالي الأطفال والمصابين.
من أطفال معاهد إلى أبناء مدارس إلى طلبة الجامعات، لم يفرق الموت بين طالب وآخر، اصطاد أرواح الجميع، لينهش الإهمال على الطرق في أرواحهم،
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: