أماني فرج.. فقدان الوزن يبدأ من الداخل
كتبت – يسرا سلامة:
''عايزة أخس عشان أعيش براحتي، وأكون على صورة ربنا حابب يشوفني بيها وعشان أحافظ على صحتي اللي ربنا إدهالي، واكون واثقة من لبس ونظرة الناس ليا.. ساعدني يارب''؛ بتلك الكلمات بحبر أزرق فوق ورقة بيضاء سطرت ''أماني'' حلمها في إنقاص الوزن، وضعت لنفسها تحدى في فترة 100 يوم، حتى استطاعت الشابة التي تعمل بمجال التنمية البشرية أن تنقص من وزنها في تلك الفترة حوالي ثلاثين كيلو.
أماني فرج مدربة تنمية بشرية وكانت في مرحلة سابقة مساعدة للراحل إبراهيم الفقي مدرب التنمية البشرية، اختارت أن تتحدى نفسها في فقدان الوزن، بعد عدة محاولات لم تستمر منذ أكثر من 15 سنة، ظلت البدانة نقطة ضعفها رغم نجاحها في عملها، تلك المرة اختارت مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الفيسبوك واليوتيوب، حتى تعلن عن تحديها، وبمقاطع عبر موقع ''يوتيوب'' أرسلت الفتاة عدد من المقاطع تحكى فيها عن تجربتها، ونيتها في فقدان وزنها الزائد عن 160 كيلو.
11 فيديو بمعدل فيديو يوميا، سجلتهم ''أماني'' ليوتيوب، انطلقت من غرفة المعيشة بمنزلها، والتي تسميها ''الغرفة الخضراء'' لتقول في الفيديوهات ''كنت معكم أماني فرج من داخل الغرفة الخضراء''، لتقدم على التسجيل على مراحل متقطعة، لم تعتمد فيهم على تأكيدها على التحدي فحسب، بل تستعين فيهم بطبيبة نفسية وخبراء تغذية، يمدونها بالحماس هي والجمهور أيضا من متابعيها، والذين تجاوزوا 10 آلاف متابع على ''فيسبوك''، من أجل نظام غذائي صحي، وتغيير أسلوب الحياة في الطعام والحركة والنوم، وهم الأضلع الرئيسية لمنظومة فقدان الوزن.
خطوات عديدة تحكيها ''أماني'' مرت بها خلال المائة يوم، منها المثابرة على نظام غذائي، وشرب المياه بكثرة، والذهاب إلى الجيم، بجانب علاجها الخاص أدوية الضغط الزائد، تحدثت ''أماني'' للناس من خلال تلك الفيديوهات بكلماتها البسيطة، وروح تملؤها التحدي، والرغبة في إنجاح التجربة تلك المرة، بعد عدد من المحاولات المتعثرة، أقدمت في أحد المرات على غلق أسنانها بالتقويم والاعتماد على السوائل فقط، لكى تخسر 25 كيلو، لتكسب 40 كيلو بعد ذلك لعدم تحملها للأمر، ''عرفت إن الاسلوب ده مش صحي لأنه مش طبيعة جسمي''.
الفتاة التي نجحت في إنقاص 30 كيلو من وزنها لا تزال على طريق التحدي، لتعلن في فيديو آخر عن دخولها تحدي ال100 يوم الثاني، بخبرة تقول إنها كبيرة جدا لديها عن الغذاء والرياضة، لتتمنى الفتاة أن تصبح ''رقمين على الميزان'' وتخرج من نادى المائة.
من صفحات التواصل الاجتماعي، أدركت ''أماني'' أنها ليست وحيدة، فرسائل تأتيها بالمئات يردن الدخول معها في التحدي، وعشرات بالفعل أرسلوا لها صورا قبل الريجيم وبعده، لمست ''أماني'' في الرسائل تفشى مشكلة السمنة لدى النساء والرجال في المجتمع المصري، والحرج الذي يحوم تلك الأزمة، خاصة لدى الرجال، لتقول مدربة التنمية البشرية إن ثقافة المجتمع تفتقر للتعامل مع الشخص البدين، والتهكم على اجساد الاخرين.
تتمنى الفتاة من تجربتها أن يعيد كل منا وجهة نظره في الأشخاص، وألا يتم تقييم البشر عل أساس حجم أجسادهم، لتحكي أنها شخصية لطيفة لكن بسبب تعامل الناس أحيانا تتجه إلى الحدة والجدية ''ليه الناس تحكم عليا من شكلي؟!''، وتضيف أن هناك من لا يستطيع أن يفقد وزنه ''لأنه مريض أو مش قادر، ومش ذنبه''.
''أنا عارفة انى بدى قوة للناس من خلال الفيديوهات'' تقول ''أماني'' إنها كانت إن ضعفت امام الأكل تذكر كل من كان يحمسها أو يقويها، سواء من أصدقائها أو من رسائل الفيسبوك.
ليس فقط من يعانوا من السمنة كانوا يتواصلون مع ''أماني''، لكن أرسلت لها أحد الفتيات التي تعاني من النحافة، لتقول لصاحبة مبادرة المائة يوم بأنها تريد ان تتحدى نفسها، وتلتزم بنظام غذائي، لتنصحها ''أماني'' بأن تتبع طبيب يعطيها علاج ونظام غذائي يناسب طبيعة جسمها، كما إنها تتحدث عن تجربتها، وتنصح الآخرين للتوجه للطبيب حين يلزم الأمر.
ورغم إصرارها على النجاح والمثابرة، كان الطريق لا يخلو من بعض العثرات، أو الإحباط والكسل، لتقول إن في تلك الحالة لا تذهب الفتاة إلى تسجيل فيديو، لكنها تسترجع كل رسائل التحدي، ''بستنى لما أقوم أقف تاني وأقدر اكمل، وبعدين بسجل فيديوهات أو أكتب للناس إزاى عرفت اتجاوز''.
جلسات علاجية مع من يعانون السمنة، أسلوب اتبعته ''أماني'' لتجلس معهم، من أجل تبادل كلمات التشجيع، والتجارب المختلفة في إعداد الطعام، ''إحنا بنساعد بعض، لو فيه حد محتاج تشجيع بنكون كلنا دعم ليه، لغاية ما نوصل لبر الأمان مع بعض''، تقول إذا شعر أحد بالجوع فيقوم بالاتصال بأحد آخر؛ بحثا عن الدعم أو الفضفضة لكى ينسى الشعور بالجوع.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: