فى ذكرى ميلاد ملك الأدب الواقعي.. نجيب محفوظ
القاهرة- أ ش أ:
تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد رائد الرواية العربية وأحد أعلام الأدب العربي وأول عربي يحصل على جائزة نوبل فى الأدب، والذي تم تجسيد رواياته في الأفلام السينمائية لتصبح علامة فارقة فى تاريخ السينما المصرية ليستحق عن جداره لقب ملك الأدب الواقعى.. إنه الأديب العالمي نجيب محفوظ.
نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا ولد فى 11 ديسمبر 1911 بميدان بيت القاضي بحي الجمالية بالقاهرة حيث أمضى فى هذا الحي طفولته، واستلهم منه أركان رواياته التي كتبها فصعد معها إلى آفاق الأدب الإنساني.
وتنحدر أسرة نجيب محفوظ من مدينة رشيد وكان جده قد نزح إلى القاهرة ولقب (بالسبيلجى) لأنه يملك سبيلا يشرب منه عابرو السبيل.
وحصل نجيب على الابتدائية من مدرسة الحسينية الابتدائية ثم الثانوية من مدرسة فؤاد الأول حتى التحق بقسم الفلسفة كلية الأداب بجامعة القاهرة وتخرج منها عام 1934، وخلال هذه الفترات تولدت عنده الرغبة فى الكتابة حيث كان يقراء الروايات البوليسية فى أوقات فراغه بنهم وشغف.
عقب تخرجه وحصوله على شهادة الليسانس تم تعينيه بإدارة الجامعة عام 1934، ثم نقل إلى وزارة الأوقاف والحق بمكتب الوزير عام 1939، ثم إلى مصلحة الفنون فى وزارة الإرشاد القومى، ثم عين مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية عام 1959، ثم مديرا لمؤسسة دعم السينما المصرية ثم رئيس لها، ثم مستشار لوزارة الثقافة عام 1968.
استطاع نجيب أن يشق طريقه فى دروب الأدب رغم انه كان يعمل بوظيفة حكومية.. حيث كان موظفا فى الصباح وفى الليل قارئا ومحضرا للماجستير فى الفلسفة.
وقد بدأ نجيب الكتابة في منتصف الثلاثينيات وكانت تنشر قصصه في مجلة الرسالة عام 1939، حيث كانت روايته الأولى تحمل اسم (عبث الأقدار)، وفي عام 1945 تحول نجيب محفوظ إلى الكتابات الواقعية برواية (القاهرة الجديدة، خان الخليلي، زقاق المدق)
برع نجيب محفوظ بصورة خاصة فى تصوير الطبقي الوسطى وبصورة خاصة طبقة الموظفين، لكنه لم يغفل أيضا قطاعات أخرى مثل القطاع الصحفي كما صوره فى رواية '' اللص والكلاب''، وانتقد الاشتراكية فى'' ثرثرة فوق النيل''، وانتقد مراكز القوى فى الستينيات فى روايته'' الكرنك''.
وتوالت بعد ذلك أعماله الروائية مثل السمان والخريف، الطريق، الجريمة، الحب تحت المطر، حضرة المحترم، الحرافيش، الحب فوق هضبة الهرم، ليالي ألف ليله، الباقي من الزمن ساعة .
والى جانب هذا الإبداع الروائي كان له إسهامات خاصة فى القصة القصيرة، وقد برع وتمكن من هذا الفن القصصي وتمثل فى مجموعاته القصصية ''بيت سئ السمعة''، ''حكاية بلا بداية ولا نهاية''، ''شهر العسل''.
وقدم نجيب محفوظ للسينما اكثر من (100) فيلم و30 سهرة و12 مسلسلا بدأها العام 1945 بكتابة السيناريو لفيلم ''مغامرات عنتر وعبلة''، ثم توالت أعماله منها ''بداية ونهاية'' و''الثلاثية'' و'' ثرثرة فوق النيل'' و''اللص والكلاب'' و''الطريق ''.
ومن أهم أعمال نجيب محفوظ التي تحولت إلى أعمال سينمائية فيلم (المنتقم) لصلاح أبو سيف، فيلم (قلب الليل) للراحل عاطف الطيب، و(القاهرة الجديدة)، (القاهرة30)، (خان الخليلى)، (زقاق المدق).
حصل محفوظ خلال مشواره الأدبى على العديد من الجوائز منها جائزة قوت القلوب فى الرواية، وجائزة وزارة التربية والتعليم وجائزة مجمع اللغة العربية عن قصة خان الخليلى، وجائزة الدولة التقديرية فى الأدب العام 1968، ووسام الجمهورية من الدرجة الاولى عام 1972، ثم قلادة النيل عام 1988 وهى أرفع الأوسمة المصرية، وجائزة نوبل فى الأدب ، وتعد أكبر جائزة حصل عليها هى محبة وتقدير المثقفين والقراء فى جميع أنحاء العالم العربي.
وفى 30 اغسطس 2006 توفى نجيب محفوظ بمستشفى الشرطة بالعجوزة التي دخلها إثر تعرضه لحادث عرضي بمنزله لدى ارتطام رأسه بخلفية السرير مما أدى إلى سقوطه على مؤخرة رأسة وحصول نزيف، وظل نجيب محفوظ يمر بمراحل متغيرة من الصراع مع المرض حيث وضع أكثر من مرة على جهاز التنفس الصناعي بغرفة العناية المركزة نتيجة خلل فى بعض الوظائف الحيوية فى الجسد إلى أن رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 95 عاما.
جدير بالذكر انه تم إطلاق اسم الراحل الكبير الأديب نجيب محفوظ على ميدان كونفنسون وهو واحد من أهم ميادين العاصمة الفرنسية وذلك تقديرا لمكانة الأديب الكبير ولشعبية وراياته لدى القارئ الفرنسى .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: