لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محمود الهمص.. مصور فلسطيني اختارت ''الجارديان'' البريطانية صورته ضمن أفضل 15 صورة بالعالم

04:00 م الثلاثاء 16 ديسمبر 2014

كتبت-إشراق أحمد:

يقبض بيده على صغيرته، يرفعها لأعلى، ليس كما يفعل الآباء حين المرح مع فلذات أكبادهم، بل حزنا حملها، في كفن خضبت دماءها لونه الأبيض، بين وجوه ألزمها جلال الموقف صمتا، أطلق صرخة من القلب، ما كانت لتخفف الألم لكن تعلن مدوية فعل الاحتلال بابنته التي لم تتعد العام، وبشعب أعزل يقاوم من أجل أرضه المسلوبة؛ صورة سجلتها عدسة محمود الهمص –مراسل الوكالة الفرنسية- لجنازة الطفلة نهى مصلح بعد أن نال القصف الإسرائيلي منها وأمها واثنين من أخواتها أثناء احتمائهم بمدرسة بيت حانون في الحرب الأخيرة على غزة، لتختارها جريدة الجارديان البريطانية ضمن أفضل 15 صورة على مستوى العالم لعام 2014.

علم المصور ''الغزاوي'' بوجود اسمه بين القائمة عن طريق صديق له، ذلك الاختيار الذي يأتي بعد متابعة يومية وأسبوعية من ''الجارديان'' طيلة العام لمصوري وكالات الأنباء ''ويكون اختيار للصور الممثلة للأحداث المهمة على مستوى العالم'' حسب ''الهمص''.
بين عدسات جابت بلدان مختلفة، اقتنصت مشهد من أحداثها، من تظاهرات في هونج كونج، ومرض الايبولا في ليبيريا، وسيرك للحيوانات في المكسيك وغيرها، جاءت صورة ''الهمص'' الممثلة للمنطقة العربية بين الصور المختارة، والمعلن عنها يوم الاثنين 8 ديسمبر بالموقع الإلكتروني للجريدة، والمقرر الإفصاح عن صورة العام الفائزة من الصور الـ15 يوم 29 الشهر الجاري.

إنجاز جديد يعتبره مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أضيف إلى سجل عمله كمصور صحفي بشكل عام، وفلسطيني بوجه خاص، فسبق أن حصد ''الهمص'' قرابة عشر جوائز منذ عام 2004 وحتى عام 2012، فبعد عام واحد من عمله بالوكالة؛ تقلد المركز الثالث بمسابقة الصين الدولية، وتوالى بعدها حصوله على الجوائز العربية كمسابقة دبي للصحافة، والعالمية حال البوليتزر التي تقدم لها بصورة صاروخ إسرائيلي يستهدف أطفال الصغار، ونافس بها على المركز الأول لكنه لم يحصده، وكذلك مسابقة اليابان الدولية، وفرنسا الدولية التي حصل بها على المركز الأول كأفضل مراسل حربي ''عن ألبوم مكون من 15 صورة تقدمت به الوكالة'' بحسب ''الهمص'' وغيرها.

لم تكن ''الجارديان'' أول الصحف العالمية الكبرى، التي ضمت اسم ''الهمص'' بين أفضل المصورين، وكذلك مشهد التشييع ليس الصورة الأولى، التي يتم اختيارها له، فسبق أن وضعت التايم الأمريكية إحدى صوره بين صور عام 2007 ''صورة بجنازة.. اختين حاضنين بعض.. كلها كانت بلاك-أسود- والوشوش فقط مضيئة'' يتحدث المصور الثلاثيني عن الصورة التي التقطها، وتحمل معاناة الموت الذي يلاحق أهل غزة، وهو ذاته ما عبرت عنه الصورة التي ضمتها قائمة الجريدة البريطانية هذا العام، رغم تفاوت المدة التي التقطت بها الصورتين.

صورة الأب ''مصلح'' الصارخ بالانتقام من الاحتلال الإسرائيلي حاملا ابنته الصغيرة، بالنسبة لـ''الهمص'' كانت الأفضل قبل نبأ اختيارها، ففي ذلك الوقت بعد انتهاء الحرب الأطول التي شهدتها غزة منذ الاحتلال، يعمل المصورون على تقييم عملهم للمشاركة بالصور الأفضل في المسابقات العربية والدولية، ''بالتصنيف حطتها أول صورة.. فهي من الصور اللي معتمد عليها'' هكذا كانت الصورة في سجل عمل 51 يوم متواصل –هي مدة الحرب- لم يذق بها ''الهمص'' حال غيره من الصحفيين والمصورين الفلسطينيين طعم النوم، ليس فقط لهول الأحداث، بل للخطر الذي لا يبتعد عنهم سواء بالإصابة أو الموت ''زي أي فلسطيني اللي بيجرى عليه بيسرى علينا'' يقولها خريج الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة، متذكرا استشهاد زميله على أبو عفاش، وإصابة صديق له مصور بالوكالة الفرنسية حاتم موسى، الذي بُترت إحدى قدميه في الاعتداء الاسرائيلي الأخير على القطاع.

الحرب الأخيرة بالنسبة لـ''الهمص'' كانت أشد وطأة من الحربين السابقتين ولعل الشاهد بها استشهاد قرابة 13 صحفي، المناطق التي كان يتم إبادتها، وضرب المستشفيات والمؤسسات الصحفية ''مقر الوكالة انضرب مثل حرب 2012'' يقولها مصور الوكالة الفرنسية مستعيدا أقسى المشاهد التي عايشها فترة الحرب ''أيام ما دخلنا الشجاعية.. اليوم الواحد اللي كان يموت فيه 200 زي قصف رفح''. في وجه كل طفل يسقط مصابا، أو شهيدا يُشيع إلى مثواه الأخير، كان ''الهمص'' يرى أطفاله الأربعة البالغ أكبرهم 9 أعوام وزوجته الذين لم يرهم طيلة 51 يوم ''أيام الحرب زوجتي راحت لأهلها في مكان بعيد شوي عني''.

صور ''الهمص'' جابت صفحات الجرائد العالمية، وكثير من البلدان خارج حدود فلسطين بسهولة، فيما يقف الاحتلال، يحيل بينه والخروج، لممارسة عمله الذي يحبه، أو تلقى ما يدعمه من تدريب، خاصة في الآونة الأخيرة مع توتر الأوضاع في مصر، التي كان له بها تصريح إقامة لكونه مراسل للوكالة الفرنسية، لكن لم يتجدد ''راح علىّ فرصة تدريب بتركيا وتغطية أحداث مهمة مثل كأس العالم وكتير فرص بتضيع'' بأسى يقولها المصور ''الغزاوي''، متذكرا تلك الأيام التي كان بها المصورين الفلسطينيين أول من لجأت الوكالات لهم للتغطية بمصر وليبيا ''بحكم أن لديهم الخبرة في تغطية الحروب''.

الخطر والتصوير الصحفي متلازمان، لكن الشغف بالعمل هو الدافع، والمواقف كفيلة بمحو بعضها البعض، فتصبح إصابة الخرطوش التي تعرض خلال الأسبوعين، أثناء تواجده في مصر عام 2011 لتغطية أحداث محمد محمود شيء يذكر كمرور الكرام، في حياة المصور الذي منذ بدأ التصوير، أبصر اشتباك جنود إسرائيل مع أهله برفح –الفلسطينية-، فبات حمل الكاميرا لنقل جرم الاحتلال، أولوية لا تراجع فيها، وإن اضطره العمل لتغطية أحداث أخرى، حال ليبيا عام 2011 ''فالفارق دافعية الشغل.. التغطية في فلسطين قضية ضد الاحتلال''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان