ضياء أحمد.. السجين المولع بالقراءة
03:37 م
الأحد 21 ديسمبر 2014
كتبت - رنا الجميعي:
الصبر شيمتهم، يقبعون في الظلال يذكرون أحبتهم، فمرتدو الأبيض يبقون على العهد، وأمل الخروج، يجلس ضياء أحمد بغرفته المنفردة، هي رغبته التي لم يضطره إليها شيء، مبتعدًا عن حدة النقاشات بين اتجاهات عدة، لينأى بعقله عنها، متفرغًا لرفاقه من الكتب، تملأ عليه يومه بسجن طرة.
أكثر من عام مضى على القبض على ''أحمد''، منذ فض اعتصام الاخوان في ميدان رابعة 2013، ''كان مساعدًا لبعض النساء والأطفال في الاختباء من الرصاص"، إلا أن الوقت لم يُسعفه، فجاءت القبضة التي أودت به خلف الأسوار، متنقلًا بين السجون، ''أبو زعبل'' ثم ''طرة''، ومتهمًا بإحدى عشر تهمة من بينها شغب واعتداء على الممتلكات العامة، وتجديد تلقائي يتم كل 45 يوم''، على حد قول شقيقه بهاء أحمد.
أربعة أيام على الأكثر ثم يتم الإفراج عنه، هذا ما قيل لضياء حسب كلام شقيقه من مسؤولي السجن، إلا أن بقاء الشاب العشريني بالسجن طال انتظارا للبت في الاتهامات المنسوبة إليه.
"لم يكن ضياء متفقًا مع سياسات الإخوان، إلا أن وجوده مصادفة داخل الميدان يوم الفض، جعله يساعد بعض النساء والأطفال، لذا لم يكن من العدل أن يقبض عليه التي خلت يداه من العنف"، على ما يقول شقيقه، مزيدا بأن "جرعة من الظلم أخذها الشاب والتعذيب أيضًا، فكانت التشريفة في أول أيامه، الضرب الذي أودى بحياة أحدهم، مما جعلهم يوقفوا الأذى بالبقية ''اتكسرت نضارة ضياء بسبب الضرب'' يقول زميله بالسجن محمد الصاوي المفرج عنه.
مضت الأيام الأولى بالشاب الحبيس دون نظر ''كنا بنساعده''، قال ''الصاوي''، ثم أتت النظارة الجديدة بعد 45 يوم، خمسة شهور كان اجتماع الشابين معًا، عرف ''محمد'' خلالها أن ضياء قوي، وكتوم، فقد كان الشاب هو المتكفل بأسرته، ووالدته المريضة، الآن لا يستطيع مساعدتهم، يخجل من ذكر حالته المادية أمام زملائه، روحه المعنوية دومًا مرتفعة، إلا أن زيارات الأهل تأتي بحالة من الحزن تخيم عليه بعدها.
كان ضياء محبا للقراءة، حينما اشتدت حدة المناقشات بين الاتجاهات المختلفة بين السجناء، فضّل الشاب العشريني البقاء بغرفة منفردة، هو ما طلبه من مسؤولي سجن طرة، ورافقه بالغرفة عددا من الكتب ''ضياء كان بيقرا كتير''، كتب فقهية وسياسية وروايات يتنقل في قراءتها ضياء ليزجي بها يومه الطويل بالسجن ''بقينا نشوفه ساعة التريض بس".
كان ''ضياء'' مشاركًا في حملة عبد المنعم أبو الفتوح الرئاسية، ومعروفًا بمساعدته للمحتاجين، وكان من شيم الشاب التكتم على دوره في الإعانة، فلم يكن يحكي عنها سوى الحالات التي تحتاج المساعدة، فيكتب على فيسبوك راغبًا في إيجاد مساعدات لهم.
لم يكن السجين المهتم بالقراءة محبًا للظهور، وغير محسوب على اتجاه بعينه، ذلك ما جعله منسياً بين الناس، لا يهتم بقضيته سوى أهله وأصدقائه المقربين، صفحة باسم ''ضياء أحمد - مفقود'' انضم إليها أقل من ألف شخص، هي كل ما يتعلق بسيرة الشاب بالعالم الأزرق (فيسبوك)، سبب الاسم أن ضياء ظل مفقود مدة أربعة أيام، لم يعلم فيها أحد هل توفي أم قبض عليه، عام ويزيد مدة بقاء ضياء في السجن دون أي تغيير، وغرفة منفردة طلب البقاء فيها بعيدًا عن المناقشات المحتدة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى:
جمعية ألوان وأوتار للتنمية الفنية.. من حق "الغلابة" تبدع