''مرثيات فيسبوكية'' في حب رضوى عاشور
كتبت-نسمة فرج:
''اليوم كان ثقيلًا يا رضوى، حملتي كُلَّ خفّة الأرض معكِ، وتُرِكنا هُنا مع الأثقالِ المُتزايدة، ليَكُن طيرانُكِ خفيفًا وهادئًا كما كانت رحلتُك القصيرة''، هكذا كتبت هديل عارفين على صفحتها بموقع فيسبوك، ثلاث أيام وساعات مروا منذ رحيل أستاذة الأدب رضوى عاشور، انتهى العزاء أمس بمسجد عمر مكرم، لكن من أصابهم الحزن من الشباب ما برحوا يرثونها منذ أن غادرت دنيانا إلى العالم الآخر.
''شهادة وفاة الأدب المصري ستُكتب مع شهادة وفاة رضوى عاشور حتى يشاء الله أن يرسل من ينفخ فيه الروح من جديد، رضوى عاشور كانت الأخيرة في جيلها، الآخرون إما ماتوا أو ماتت ضمائرهم. ستتركنا رضوى كاليتامى''، هكذا نعى محمد نصير، الكاتبة الشهيرة، مضيفا ''العالم أثقل كثيرا من أن تتحمله لسنة أخرى، كان العالم أثقل من رضوى''.
''هديل عارفين''، إحدى صديقات رضوى عاشور من خلال حكايات رواياتها، تقول إنها تعلمت منها أن ''الجمالَ عادةً لا يجاهد ليُثبت وجوده، فحضورُه واضحٌ بغيرِ عناء.. رضوى ربّتني، وربّت عددًا من الصبايا والشباب، لم تراهُم ولم يروْها''.
كانت رضوى بالنسبة لهديل ''وديعةً لم تكُن تلفتُ الأنظار عبثًا، فكلماتُها كانت ناعمة، لا تحتاجُ إلى جهد لفكِّ طلاسمها، كانت أما حنونًا مُرَبيّة، وأمة بذاتها''.
''رضوى عاشور تعتبر المثل الأعلى لكل الكٌتاب الشباب الذين ينوون ترك بصمة في الأدب العربي، هي خير مثال على إبداع الكتابة النسوية في العالم العربي، في كتاباتها المعرفة والاكتشاف وكل ذلك قلما يوجد في كاتبات هذا الجيل، ثلاثيتها والطنطورية كانت من أوائل الروايات التي حرصت على قرائتها، وتعرفت من خلالهما على رضوى عاشور''، قالت سناء محمد إحدى متابعيها الشغوفين.
تقول سناء إنها مهما تحدثت عنها سيكون أقل من حقها، اختتمت كلامها عن الأديبة بجملة ''لا وحشة في قبر رضوى''، كما كتبت هي في نهاية روايتها ثلاثية غرناطة أنه ''لا وحشة عند قبر مريمة''، موضحة أن أكثر ما يتردد على ذهنها، أن المبدعين لا يأخذون حقهم إلا عقب رحيلهم.
وبينما نعتها سارة قويسي بكلمات؛ ''اليوم سقطت غرناطتي يا رضوى''، أنهت ''عارفين'' حديثها عنها قائلة: ''الرحيلُ موجعٌ يا رضوى، وانقطاعُ النبع لا يُعوّضه أيُّ اتصال.. كيفَ الضّحكةُ على الجانِب الآخر يا رضوى؟''
فيديو قد يعجبك: