ضحايا ''الشعب والجيش والشرطة'' إيد واحدة.. في الكتب فقط
كتبت - إشراق أحمد:
ضحية الواجب، الغدر، الصدفة وغيرها من الأسباب التي تمنحه اللقب، يبكيه القريب والغريب، ابتسامة تطل من الوجوه بين أربعة إطارات هي ما تبقى لناظريه وتفاصيل ذكريات تملأ ذوي نفس تلك الوجوه، تفيض بها كلمًا ودمعًا كلما شاءت.
''أنا الشهيد'' فكرة آثرت الصحفية ''انتصار النمر'' أن يطويها كتاب يحمل هذا العنوان، يجمع بين صفحاته الـ120، أسماء وصور مَن لقوا مصرعهم في الأحداث التي شهدتها البلاد طيلة ثلاثة أعوام، مِن أصحاب الصفة المدنية والعسكرية -جيش كان أو شرطة.
قبل ثمانية أشهر وتحديدًا بعد الثلاثين من يونيو الماضي قررت نائب رئيس تحرير الجمهورية الشروع في تنفيذ الإعداد للكتاب، الذي لم يتعد بالنسبة لها محاولة لجمع كل الشهداء بمختلف أطيافهم باعتبار أن ''المصريين كلهم دم واحد''.
تفاصيل مُلخصة، تعريفية بشخص الشهيد وواقعة استشهاده ضمتها الفصل الثاني والثالث من الكتاب بينما خصصت ''النمر'' الفصل الأول لهدف أساسي لها من وراء هذا الكتاب ''بقى كتير يقولوا على أي حد شهيد، فحبيت أعرف الناس مين هو الشهيد''، فكان حديث بداية الكتاب عن تعريف الشهيد وأنواع الشهادة ومكانته وفقًا لما خرجت به من عدد من المراجع والكتب، حسبما قالت، هذا إلى جانب رسالة وجهتها خصيصًا لوالدة كل مَن رحلوا ''أبشري يا أمي''.
''اختيار عشوائي'' لمن استطاعت إليه ''انتصار'' سبيلًا من الشهداء بدءً من ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتى ''أحداث كرداسة'' ضمت إليهم مقتل المقدم ''محمد مبروك'' ضابط الأمن الوطني وعدد من الشخصيات الأخرى كاللواء ''محمد البطران''.
تغطية الصحفية لأخبار وزارة الداخلية جعل المقربين منها يعتقدون أن الكتاب سيرتكز على سيرة شهداء الشرطة فقط لكنها حرصت أن يحوي ولو أسماء للشهداء الذين سقطوا منذ 25 يناير، فكانت الكلمات عن أول شهيد في الثورة المصرية الذي سقط بالسويس في صدر الحديث عن الشهداء وقبالة صفحة أخرى تحوي صور رجال الداخلية والجيش معنونة بـ''قالوا'': (الحق- الوطن والواجب)''، وكذلك بعض من لقى مصرعه في أحداث ''مجلس الوزراء'' و''محمد محمود'' و''ماسبيرو'' الذين وصفتهم بـ''شهداء المسيح''.
لم ينته الكتاب التاسع لـ''النمر'' كحال غيره من الكتب فحتى ''يوم الطباعة الصبح مجموعة من الشهداء حاولت أدخلهم واضطريت أوقف النشر لغاية ما ضيفتهم بشكل عابر''.
''كلهم ضحايا وكلهم بيحبوا البلد وعايزين يحافظوا عليها'' ما خرجت به الصحفية ومؤلفة الكتاب بعد الانتهاء من كتابة المادة المُعدة، والتي استغرقت ما يقرب من الشهر، جعلها لم تستطع الانحياز انحيازًا لشخصية شهيد دون أخرى خاصة أن هناك ''ضحايا اللي رايح يأدي واجبه، واللي راح يشتري حاجة فأخد طلقة بالصدفة''، فالجميع بالنسبة لها سواء؛ رحلوا وتركوا الألم لذويهم، يحتاج الكتابة عنهم لمجلدات وليس كتاب.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: