كوبري قصر النيل.. ومن التاريخ ما ''سُرق''
كتبت - يسرا سلامة:
عُرف عنه أنه قبلة للحبيبة، ومكان لتنزه الأصدقاء والأسر، لاحتساء حمص الشام أو بعض من التسالي، ومتابعة جمال النيل الساحر، كوبري قصر النيل الذي انشأه الخديوي إسماعيل، دون أن يتخيل من بناه أو حتي من يسير عليه أن يتعرض الكوبري العتيق أن يضحي قبلة للصوص.
الأمر حدث في غفلة من الجميع، شخص ما امتطي الكوبري، قطع أحد أجزائه الأثرية، وهو جزء من عمود إنارة، حتي فرً ومعه جزء من تاريخ المصريين، لكن لا أحد شعر به.
بجانب أحد أسود كوبري قصر النيل الأربعة، يجلس "عبد الحليم أحمد عبد الحليم"، على فرشة صغيرة وضع عليها بعض من الحلوى والترمس وزجاجات المياه، تجذب زوار الكورنيش الشهير، وتعطي الرجل الستيني شيئاً من رزق، الرجل المتقاعد على كرسي متحرك لا يبدو أنه سمع الخبر المتناقل عن سرقة الجزء من الكوبري، حدث الأمر في غفلة من الأمن والشرطة، في حادثة نادرة الحدوث.
لم يبدِ "عبد الحليم" دهشته من خبر السرقة، مشيراً إلى تدهور الأحوال الأمنية في المنطقة عقب ثورة يناير، وتكاثر من أسماهم "حرامية الشنطة": "من ساعة الثورة ما قامت وأنا بسمع صريخ الستات من وقت للثاني".
ولم يلاحظ الرجل المتقاعد وجود أي رجال أمن حول مكان الكوبري، يقول "عبد الحليم" أنه من قبل الثورة، كان يخشي أي شخص النظر خلفه إذا ما ناداه شخص آخر، دلالة علي التواجد الأمني المشدد، وخوفاً من ملاحقة الشرطة، الأمر الذى اختفي بعد الثورة، يقول إنه يرى تجمعات للنقطة تجلس في أحد المتنزهات بجوار الكوبري، ولا تباشر عملها، بالإضافة إلى الكتابات والعبارات فوق الكوبري من بعض "الحبيبة" كما يقول "عبد الحليم".
قلة التواجد الأمني حول الكوبري وعليه شي أكده "أحمد العسكري" بائع للورود على الكوبري، يقول الرجل أن الكوبري لا يخلو من بشر علي مدار اليوم، باستثناء وقت الفجر، والذي يرجح أنه تمت فيه السرقة، ولم يفكر "العسكري" كثيراً حين سمع بأمر السرقة، حتى صعد إلى الجزء المقطوع من الكوبري، ليتفحصه بنفسه، قائلاً أن تلك السرقة لا يُمكن أن تتم من شخص عادي، وإنما ممارس بمعدات قوية لقطع جزء حديدي من الكوبري، ربما يستفيد منها أحد الصُناع في صنع مثيلتها، أو بيعها كأثر مصري من كوبري الخديوي إسماعيل.
يرى دكتور "محمد الكحلاوي"، أمين عام اتحاد الآثاريين العرب إن هناك من يجعل سرقة الأثار في مصر "مباحة ومفتوحة للجميع" –بحسب قوله، مضيفا، فما الذي يمنع سرقة جزء من كوبري؟، مشيراً إلى أن ذلك أبلغ تعبير عن غياب الدولة، وعدم وجود دور لها في حماية الآثار المصرية والممتلكات العامة.
ويشير "الكحلاوي" إلى أن كوبري قصر النيل مثله مثل باقي الآثار، يحتاج إلى حراسة وأمن، مثلما كان يتواجد من قبل، وكان من الضروري وجود كاميرات مراقبة لمعرفة من المتسبب في سرقة ذلك الجزء من العمود، ويضيف أن الوعي الأثري غير موجود في مصر، للوعي بأهمية تلك الأثار.
"القصة مش قصة عمود، لكن قصة خلل وإهمال حول الممتلكات المصرية" يكمل بها الخبير الأثري، موضحا أن ذلك الحادث من شأنه أن يؤثر على سمعة السياحة في مصر، محملا المسؤولية لمحافظة القاهرة وشرطة المرافق.
من جانبه يقول "أحمد الدميري" المتحدث باسم محافظة القاهرة إن رئيس حي غرب القاهرة يعمل على حصر التلفيات التي حدثت جراء السرقة، ورداً علي كيفية سرقة جزء من كوبري يقول المتحدث إن الكوبري "مفكك"، وربما ذلك سهل من عملية السرقة، مشيراً إلى أن الأمر "معروض علي الجهات المعنية".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: