من المعارضة إلى التأييد.. لكل ''حاكم'' حذاء
كتبت- يسرا سلامة:
من نظام سياسي لآخر، اختار المعارضون وسائل مختلفة للاعتراض على حكامهم، فمنهم من خطى شعارات على الحائط والورق، وآخرون نظموا الشعر قدحاً له، لكن آخرون اختاروا سبيلاً آخر من أجل المعارضة، فقط تحسسوا أقدامهم، وهموا بخلع أحذيتهم الجلدية، ليرفعوها عالياً في الهواء، لرفض الحاكم.
لكن للأمر أصل تاريخي، بدأ في الستينيات، عندما ذهب الزعيم الشيوعي ''نيكيتا خروتشوف '' إلى الولايات المتحدة مرة ثانية، بصفة رئيس الوفد السوفيتي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتضمن خطابه في الأمم المتحدة دعوات إلى نزع السلاح الشامل والقضاء الفوري على الاستعمار وقبول الصين في هيئة الأمم المتحدة، حين نزع ''خروتشوف'' فردة حذاءه وبدأ يطرق الطاولة بها للتعبير عن عدم موافقته على كلام أحد الخطباء.
ولم يكن حذاء الصحفي العراقي ''منتظر الزيدي'' أقل شهرة في عالم السياسة، حين رفعه في مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي ''جورج بوش'' في العراق، ليعبر عن رفض العراقيين لما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، و يقول ''عمَار حامد'' الخبير السياسي أن حذاء الزيدي أول حذاء يربك الجماعة الصحفية بسبب موقفه السياسي، لينشق الصحفيين من بعدها إلى مؤيد لموقفه وتراجع المهنة، أو رافض لموقفه لعدم التزامه بأخلاقيات المهنة الصحفية.
لكن عدوى الأحذية انتقلت إلى المصريين في ثورة يناير 2011، حين رفع الأحذية أول مرة في ميدان التحرير ضد خطاب مبارك الثاني، الذى لاقى دعم من مؤيديه، ورفض شديد عبر عنه المحتجون برفع الأحذية، ويقول ''حامد'' أن رفع الأحذية ضد ''مبارك'' وحتى ضد المعزول ''مرسي'' تعبيراً عن الغضب والرفض والاحتقار لما يقوله ساكن القصر الرئاسي.
لكن رفع الأحذية لم يتوقف على الرفض والشجب، لكنه ظهر في الفترة الماضية لإظهار التأييد للسلطة الحالية في مصر، حين ظهرت مجموع من الأطفال أمام مقر أكاديمية الشرطة أثناء محاكمة ''مرسى''، يحملون فوق رؤوسهم ''بيادات'' ، وهو الحذاء الرسمي للجيش.
''مكايدة سياسية''.. هكذا علق ''حامد'' حمل أطفال لبيادات فوق رؤوسهم، قائلاً :إنه فعل اجتماعي يخرج رداً على من يصفون ثورة ''30 يونيو'' بأنها ''انقلاب عسكري'' و إن الشعب المصري ''عبيد''، ليخرج أهالي هؤلاء الأطفال بردهم من خلال أطفالهم، وكأنه ''أيوة إحنا عبيد'' في مكايدة للإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن تلك الحالة مُسيطرة على كثير من أفراد الشعب المصري، وإنها تعبر عن استغلال الأطفال في السياسة، كما استغلهم الإخوان في حمل الأكفان في رابعة العدوية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: