لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''فاخورة'' المعادي.. ''الصنعة'' التي بددتها ''القوالب'' الجاهزة

06:45 م الأحد 02 مارس 2014

''فاخورة'' المعادي.. ''الصنعة'' التي بددتها ''القو

كتبت- نوريهان سيف الدين:

على مقربة من ضفاف النيل، طريق كان يوما مركزًا لـمشاتل المحاصيل والزهور، وبجانبه تراصت أواني فخارية تحكي إبداع صانعيها، لا يفصلها الكثير عن ''مصر القديمة''؛ حيث تتركز صناعة الفخار في قلب العاصمة القديمة، أشكال اختلفت وتنوعت الأحجام، يزيد بهائها اللون الأخضر وألوان الزهور المتناغمة مع ألوان السيراميك، لكن وفاة المالك وتقسيم الميراث أطاح بجنة ''الفخار'' في طريق المعادي.

بين أكثر من أصيص ضخم، وقف ''مصطفى سيد'' الطالب بالمرحلة الثانوية، يلملم بقايا المشتل والفاخورة المتوارثة من جده لأبيه، على الخلفية منه عدة عمائر شرع مالكيها في البناء، بينما اكتفى هو برص الجرار الفخارية وانتظار من يشتريها.

بدأ ''مصطفى'' كلامه عن حال صناعة الفخار في السنوات الأخيرة، وحركة البيع التي انخفضت شأنها شأن سلع كثيرة كسدت بسبب الأحوال الاقتصادية، فقال: ''قبل كده مكناش بنلاحق على الطلبيات، أهمها لما الحي يجي يطلب مننا(حوايا) كبيرة لتزيين الشوارع ومبنى الحي نفسه، الطلبية الواحدة بتوصل لعشرين ألف جنيه، دلوقت التركيز على مصر القديمة نفسها عشان السعر أرخص''.

الأسعار بحد ذاتها لم تكن أزمة ''فاخورة مصطفى''، فالقطعة التي تتكلف عشرة جنيهات من صانعها الأصلي يبيعها هو بضعف الثمن، وهو أيضا مبلغا زهيدا بالمقارنة بمثيلاتها في المناطق الأخرى، لكن ما أثر على الفاخورة القديمة وحولها بين ليلة وضحاها إلى مشروع إسكاني خاص، كان كما وصفه قائلا: ''مفيش صنايعية كفاية و(المكن) والاسطمبات الجاهزة لخصت الموضوع''.

صنعة الفخار التي لا تحتاج سوى لحبكة يد صانع يتحكم في كتلة الطين على قاعدة خشبية دوارة، أما الآن فصار الأمر ''قوالب حديدية'' تصب فيها الكتلة، ولا تستغرق أكثر من ساعة واحدة ليكون المنتج جاهز للعرض في انتظار المشتري.

قطع صغيرة من السيراميك هي ما ميزت منتجات ''الفيومي والأفرنجي''، فالفارق لم يكمن في السعر فحسب، بل كان في ثقل القطعة الفخارية وكثافتها، ''الفيومي'' القادم من طمي هناك سعره زهيد ولا يستغرق صناعته وقتا طويلا، يتشكل على القاعدة الخشبية التقليدية، التي تحركها أقدام الصانع وتتحكم في تفاصيلها اليدين بمساعدة الماء، في حين ''الأفرنجي'' الأكثر حبكة وجودة، إلا أن المرصعة بالسيراميك ''مش موجودة إلا في الاسكندرية، وبتيجي بالطلب''، على حد وصفه.

في منطقة بين البحيرة والإسكندرية، ستجد معقل ''قطاعين السيراميك''، القطع الملونة هي ذخيرتهم الأولى، وسرعة العمل مع الإتقان هي سمتهم، هكذا وصفهم ''مصطفى'' ووالده المسن، موضحين أن قليل هم صانعي جرار الفخار ذات الكسوة السيراميك، رغم أنها الأكثر مبيعا ورواجا بين الناس سواء للزينة أو للاستخدام كأواني للزرع.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان