إنقاذ الطفولة: 25'' من الأطفال الذين يصلون إيطاليا دون مرافق مصريون
كتب - مصطفى عيد:
قالت نهير نشأت مدير برنامج الحماية بهيئة إنقاذ الطفولة بمصر إن الإحصاءات في أعوام 2009 و2010 أظهرت أن 25 بالمئة من الأطفال الذين يصلون إلى إيطاليا دون مرافق هم من مصر، وأن معظمهم يقع في سن 16 و17 سنة.
ولفتت خلال مؤتمر إعلامي اليوم الأربعاء لإلقاء الضوء على مشكلة الهجرة الغير شرعية للنشء وجهود مشروع ''بلدنا أولى بولادنا'' في هذا الإطار - حضره محرر مصراوي - إلى أن عدد المصريين الذين وصلوا إلى إيطاليا عن طريق البحر في عام 2011 حوالي 1989 مهاجر غير شرعي من بينهم 560 من الأطفال القصر دون مرافق لتمثل مصر ثالث أعلى دولة يخرج منها أطفال مهاجرين بعد تونس وأفغانستان.
وأشارت نشأت إلى أن قانون حماية الطفل الحالي بإيطاليا يفتقر إلى تشريع يعتبر هجرة الأطفال هجرة غير شرعية، منوهة إلى أن مشروع ''بلدنا أولى بولادنا'' بدأ في يناير 2011 بالتعاون مع جمعية الشباب للسكان والتنمية للعمل على محاولة الحد من هذه الظاهرة في 4 محافظات حتى الآن وهي الإسكندرية، والغربية، والبحيرة، وأسيوط، وعدة مدن إيطالية منها روما وميلانو.
أوضحت أن المشروع يهدف إلى تحقيق 3 نتائج وهي رفع وعي الأطفال وذويهم بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وتحسين السياسات والممارسات على المستوى الحكومي والوطني والمحلي، والتشبيك بين الفاعلين ذي الصلة على المستوى الحكومي وأيضًا القطاع الخاص للعمل على توفير البدائل عن طريق توفير فرص التدريب والعمل لهؤلاء الأطفال والشباب.
ومن ناحيته، قال هشام الروبي رئيس جمعية الشباب للسكان والتنمية إن مثل هذه المشكلات تحدث بسبب دخول الدولة في مرحلة تسمى بالهبة الديموجرافية وهي أن يكون أغلب السكان ما بين سن 15 إلى 60 سنة وبالتالي هم في سن إنتاج ويحتاجون إلى عمل، فعند عدم وجود تخطيط واضح من الدولة لهذه المرحلة وكيفية استغلالها يضطر الشباب إلى مثل هذه الممارسات بحثًا عن لقمة العيش.
وأكدت سما جابر مدير المشروع بالجمعية إن اختيار محافظات وأماكن بعينها لمحاولة علاج هذه الظاهرة ناتج عن أبحاث أظهرت أن هذه المناطق هي الأكثر معاناة من ظاهرة الهجرة غير الشرعية خاصة للنشء، لافتة إلى أن المشروع يحتاج إلى وقت كبير لظهور نتائج بشكل واضح نظرًا لأنه يقوم على محاولة تغيير السلوك عند هؤلاء النشء وأسرهم للحد من هذه الظاهرة.
وأوضحت أن المشروع يستهدف عدة فئات منها النشء أنفسهم وخاصة طلاب التعليم الفني منهم، والأسرة صاحبة القرار في هجرة هؤلاء النشء، والقادة الدينيين في الأماكن التي يستهدفها المشروع كي يقوموا بدورهم التوعوي في هذا الإطار، بالإضافة إلى لجان الحماية بهذه المناطق ذات الصلة بالجهات الحكومية، وأن الوصول إلى هؤلاء يتم عبر عدة طرق منها المدارس، ومراكز الشباب، والشارع، والجمعيات الأهلية بهذه المناطق، ولجان الحماية.
وقالت سارة حرب أحد أعضاء فريق عمل المشروع إن من ضمن الطرق التي يعمل عليها المشروع ما يسمى بتثقيف القرين عن طريق عمل دورات تدريبية ونقل مهارات لبعض النشء بهذه المناطق والذين يقومون بدورهم بنقل هذه المهارات والتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية حيث تم الوصول إلى 8000 مستفيد مباشر عبر هذه الطريقة.
وأضافت أن هناك طرق أخرى عن طريق تنفيذ أكثر من 25 مبادرة مثل الراديو التنموي على الإنترنت، والمسرح المتنقل، والصالونات الثقافية، بالإضافة إلى العمل على تشبيك هؤلاء النشء بلجان الحماية الموجودة بمناطقهم من خلال ممثلين لهم داخل هذه اللجان يشاركون في عملية رصد ومتابعة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، منوهة إلى أنه تم تنفيذ أيضًا أكثر من 20 لقاء حتى الآن منذ بدء المشروع مع أهالي النشء لتوعيتهم بمخاطر هذه الظاهرة وحثهم على عدم القيام بها، وعرض البدائل.
ومن ناحيته، قال هيثم القاضي مسؤول المشروع بهيئة إنقاذ الطفولة إن الأبحاث التي تم القيام بها على المهاجرين القصر المصريين بإيطاليا أظهرت مواجهتهم لعدد من الصعوبات من أهمها صعوبة رحلة الوصول إلى إيطاليا نفسها، وصعوبة الاندماج لعدم معرفة اللغة والقانون، وصعوبة الحصول على تصريح إقامة العمل قبل السن القانوني، وصعوبة الحصول على العمل والإحساس بالإحباط، واستحالة العودة إلى مصر حتى يتم الطفل السن القانوني إلا في بعض الحالات القليلة.
وفي ذات الإطار، أشار مصطفى عادل أحد أعضاء فريق عمل المشروع إلى أن المشروع يقوم على عرض بدائل الهجرة غير المشروعة عن طريق التدريب والتوظيف، حيث يتم التدريب من خلال الشراكة مع الجمعيات الموجودة في مناطق عمل المشروع وبعض الشركات وفي عدد من المجالات مثل التنمية البشرية، وصيانة الكمبيوتر، والهواتف المحمولة، والبيع بالتجزئة، والتسويق، وغيرها حيث وصل عدد المتدربين إلى الآن إلى 300 متدرب.
ولفت إلى أنه بالنسبة للتوظيف تم عمل ملتقى توظيفي بمحافظة أسيوط بمشاركة 29 شركة حضره حوالي 1500 شخص، بينما سيتم عمل ملتقى آخر بالإسكندرية في نهاية الشهر الحالي بمشاركة 50 شركة و3000 مشارك متوقع، ثم ملتقى آخر في البحيرة الشهر المقبل بمشاركة 19 شركة و1000 مشارك متوقع، مشددًا على أنه تتم متابعة سير توظيف الشباب بعد هذه الملتقيات ومعرفة العوائق التي تعترض توظيف بعضهم والعمل على حلها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: