إعلان

''شد الحزام''.. ''رايح جاي'' بين السلطة والمواطن

03:25 م الخميس 06 مارس 2014

''شد الحزام''.. ''رايح جاي'' بين السلطة والمواطن

كتبت- إشراق أحمد:

يجلس على الأريكة، يقلب بين القنوات، لم تعد تثيره الأخبار، لكنه حريص على متابعتها، يجلب أحد الجرائد بالكاد لا لشيء سوى ''حل الكلمات المتقاطعة''، تخون الرجل الستيني عيناه بقراءة ما تحدثه به الحكومة، ''رئيس الوزراء الجديد يصدر تعليماته بمنع تداول مياة الشرب المعدنية داخل مقر المجلس بما في ذلك المقدمة له شخصيًا، وخفض الموكب إلى سيارة واحدة، رفض الهدايا''، يطل ''إبراهيم محلب'' مؤكدًا أنها خطوة تأتي للحرص على ترشيد النفقات، يتمتم ''أحمد مصطفى'' بكلمات ''هي جت على المياه المعدنية المهم يخفضوا مرتباتهم''.

تصريحات تجري على ألسنة رؤساء وزراء الحكومات طيلة ثلاثة أعوام، ارتكزت في أغلبها بالدعوة لسياسة ''التقشف'' من أجل الاقتصاد المهدد دوما، واعتمد بعضها على تغيير أسلوب التصريح، فكان القرار بتخفيض نفقات الوزراء أنفسهم مشاركة للمواطنين، من حكومة ''كمال الجنزوري''، حيث أصدر بيانه بضرورة التقشف العام في الحياة اليومية للوزراء من تقليل أعداد الحراسة واستخدام سيارة واحدة لكل وزير، إلى ''هشام قنديل''، و''حازم الببلاوي'' الذي لم يصرح بشكل مباشر واكتفى بعبارة ''مصر تدخل في مرحله أقرب لمرحله الحرب لوقف النزيف وإعادة النشاط الاقتصادي بعد الثورة'' وأخيرًا ''محلب'' بتصريحه عن ترشيد نفقات مجلس الوزراء.

يسارع ''ياسر مختار'' الوقت للقيام بأكثر من ''طلعة'' ليُحصل منها رزق يوم، لا تعنه الظروف لشراء شقة تحتضن عائلته التي لم تأتي بعد رغم بلوغه الثلاثين من العمر، حكومات متعاقبة تخبره بضرورة التقشف و''شد الحزام'' من أجل ''محدودي الدخل''، بينما يسألها هو ''هوفر منين واللي جاي على قد اللي رايح''، تتغير صيغة السؤال ''هيودوا فين اللي هيوفروه؟''.

''ياريت يطبق ونشوف بنفسنا الكلام حلو لكن فين الفعل'' على مدار السنوات يعلق ''مختار'' على رد فعل الحكومة، حتى بات منعدم الثقة بها، فعينيه تشهد غلاء الأسعار، ومعاناة الركاب تصاحبه على طريق العتبة –الحسين، بينما يتذكر ''مصطفى'' قبل خروجه على المعاش، وقت الثمانينيات حينما قررت الحكومة خصم يوم من العاملين في ''حب مصر'' من أجل سداد الديون، لتتعاقب بعدها الحكومات متحدثة باللغة ذاتها حتى بات انفعاله مع تلك التصريحات واضحًا ''لو في ترشيد ليه ناس بقالها 40 سنة من غير ماية ولا كهرباء ولا عيشة آدمية''، غير قاطعًا تقديم حسن النية ''أفلح إن صدق يعملوا كده ويقولوا مين اللي هيراقب ده وقبلها يشوفوا مرتبات الوزراء الحقيقية كام وعلى الورق كام''، فالأزمة بالثقة حسبما يرى الرجل الستيني مؤكدًا أن ''لو الوزير ده بدأ بنفسه فعلًا المواطن هيعمل زيه''.

''التقشف'' أو ''شد الحزام'' –اللفظ المتداول- ظهر من اقتصاديات الحروب ''وقتها بيكون في حاجة ملحة لتوجيه جزء كبير للإنفاق على الحرب'' حسبما قال ''محمد النجار'' أستاذ الاقتصاد –جامعة بنها، فهو لفظ الغرض منه الإقلال من عجز الموازنة للدولة، موضحًا أن الفترة الوحيدة التي لم يتم الدعوة بها إلى ذلك رغم أحقية إعلان هذا ''فترة النكسة جمال عبد الناصر رفض يعمل ده''.

''البرازيل، ماليزيا، تركيا، إندونيسيا'' أمثلة لدول ذكرها ''النجار'' كانت في فترة الثمانينيات ''أقل مننا'' أما اليوم فدولة كماليزيا متوسط دخل الفرد بها عشرة أمثال دخل المصري، والبرازيل التي اتبعت سياسة ''التقشف'' لثماني سنوات فترة حكم ''لولا دا سيلفا''، وأصبحت في 2011 سادس أكبر على مستوى العالم.

قال ''النجار'' إن سياسة التقشف التي تتبعها الحكومات تعتمد على إرضاء صندوق النقد الدولي ودول الاتحاد الأوروبي من خلال تقليل الدعم على رغيف العيش وغيره من الاحتياجات الأساسية، عدم فتح باب التعيين بالجهاز الحكومي، بينما البرازيل لم تعتمد على ذلك، فالمهمة الأولى التي وضعها ''لولا'' نصب عينيه محاربة الفقر وتحسين مستوى المعيشة ''كان بيصدر بيان بليل يقول اللي مش لاقي مكان يبات فيه يتوجه للقصر الجمهوري عشان مش عارف يقضي على الظاهرة''.

ويجد ''النجار'' أن تصريحات الحكومات على مدار السنوات الثلاثة الأخيرة ''كلام سد خانة''، فأغلبها كان حكومات انتقالية لها فترتها المحددة على غير هدى رئيس له رؤية وسياسة تسير عليها، موضحًا أن رفع الإقتصاد يكون بتوفير الموارد وذلك بتحقيق 5 أشياء حددها أستاذ الاقتصاد في سحب المبالغ فوق الحد الأقصى للأجور بالقطاع الحكومي وتمويل الحد الأدنى بها وليس من الموازنة العامة للدولة، من اشترى قطعة أرض من الدولة بثمن مخالف عن المتفق عليه مع غيره ''تسترد الدولة فارق الثمن''، وكذلك فرض ضرائب تصاعدية مثل الكهرباء ''الغني لما يقع منه 100 جنية مابيخدش باله لكن الفقير لو وقع منه قرش بيموت''، و''أرباح البورصة'' من يربح يكون للدولة نصيب، ذاكرًا أن دول مثل أمريكا تفعل ذلك، وأخيرًا قناة السويس بأن يتم التعامل معها كالممرات المائية في العالم وليس كـ''كمسري'' يحصل الأجرة من العابرين، على حد وصفه، مؤكدًا أن الخطوات الأربعة الأولى يتم تنفيذها في غضون أسبوع إذا أرادت الدولة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان