في مصر فقط.. طريق الوزراء ''مفروش بالقنابل''
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- يسرا سلامة:
قديمًا قالوا إن الورد هدية الزيارات، يفترشوها من أجل الترحاب بالقدوم، يطبقها البعض في الزيارات الرسمية لاستقبال المسؤولين، زروع وخضرة تحضر إلي المكان ليكون على أهبة الاستعداد، لكن صعود أجواء الارهاب، جعل طريق المسؤول يأخذ منحي آخر.
الطريق إلى الزيارات الرسمية، كزيارة وزير الصحة ''عادل العدوي'' إلى مستشفى قنا، أو خروج وزير من منزله مثل خروج وزير الداخلية في سبتمبر الماضي، لم يسلم كليهما من محاولات اغتيال، ليحضر إلي الزيارة خبير مفرقعات يكشف ما وراء الزيارة أو بعد الانفجار، كما يحتاج إلي موظف يرشده بعد الانفجار، ولم يسلم المشهد من التأثير علي أصحابه وجيرانه.
في داخل مستشفى قنا بـ''قفط''، وعلى الطريق السريع هناك، كان يقبع ''رفاعي مصطفي'' أحد موظفي المستشفى، في ساعة مبكرة من صباح يوم مشهود، تستعد له المستشفى منذ أسبوع لاستقبال وزير الصحة ''عادل العدوي''، مع لفيف من المسؤولين، بعد تطويرات في المستشفى استمرت لأكثر من خمس سنوات، بعد تلفيات بها.
باب رئيسي مفتوح على مصراعيه في استقبال الوزير، وآخر خلفي هو الأقرب لموقع ''رفاعي'' داخل مقر مستشفى ''قنا''، حين سمع دوي انفجار في حوالي التاسعة والنصف صباحًا، تزامنًا مع زيارة وزير الصحة، قنبلة بدائية الصنع تم إلقاءها من الباب الخلفي للمستشفى، تحديدًا من أعلى السور.
''سمعت الانفجار حصل، جريت علي خبير المفرقعات حدا الأمن يشوف المشكلة''.. بلهجة ابناء قنا، يصف ''رفاعي'' لحظات الانفجار الأول، بعد أن كان الأمن مستتبًا داخل وخارج أسوار المستشفى، ''قوات أمن علي مستوى عالي'' استعدادًا للزيارة.
يصف ''رفاعي'' المشهد في استقبال الوزير لعربات أمن متراصة في حرم المبني، لم تختلف كثيرًا بداخله، حيث العمل على يد وساق من أجل الاستعداد للزيارة بدأت منذ الليلة السابقة، وبمشاركة من كل العاملين من أجل تركيب الاجهزة والمعدات والأسرة داخل المستشفى، مثل أجهزة الغسيل الكلوي والمعدات الطبية للمستشفى الرئيسي بالقرية، لكن المستشفى المتطور ''متوقف'' بسبب اضراب الاطباء فيما عدا قسم الطوارئ بها.
شيء من الخوف والهلع ما تبقي في نفس ''رفاعي'' عقب زيارة الوزير، ''شغل عيال صغيرة'' هكذا يصف ''رفاعي'' من قاموا بإلقاء القنبلة، تاركًا أمنية لمستقبله ومستقبل مصر ''ربنا يسترها علي بلدنا''
قبل كل زيارة رسمية، يجلس اللواء ''حسين السيد'' خبير التعامل مع المفرقعات من أجل استقبال مكالمات الجهات المسؤولة، والتي ترتب لزيارات رسمية لكبار الشخصيات، فبحسب ''حسين'' فالزيارة يتم الترتيب لها منذ فترة، يتحرك فيها خبراء المفرقعات في ليلة زيارة المسؤول.
الأمر لا يختلف من تأمين استاد لمباراة، أو مؤتمر كبير أو زيارة وفد، أو احتفال رسمي، إخطار واحد يصل إلي ''حسين'' ليتحرك علي إثره للمكان مصاحبًا مجموعة من المساعدين، وبعضًا من الكلاب البوليسية، للتمشيط والتفتيش والتأكد من خلاء الأجواء من أي قنابل، ليسلم المكان نظيفًا إلي إدارة المكان.
المأزق لا ينتهي عند ذلك الحد، فالأمر يتوقف حين استقباله مكالمة تليفونية أو بلاغ بوجود جسم غريب في أي مكان، أو انفجار قنبلة بدائية الصنع يتحرك على إثره لكشف باقي المكان، الشهادة هي سبيله الوحيد من قبل الولوج في عمله، ''إحنا بنشتغل في حاجة ثمنها حياتنا''.
''الخطأ الأول هو الخطأ الأخير'' تلك قاعدة خبراء الفرقعات كما يروي ''حسين''، فتحركه خلف البلاغ يستوى إن كان الخبر صحيحًا أو خطأ، يبدأ الأمر بإخلاء المكان، ليقتحم ''حسين'' المكان باحثًا عن هدفه، وتأمين المكان.
ومن خلف زيارة المسؤول، كانت ''ابتهال إمام'' واحدة من المتضررين خوفًا وهلعًا، فبيت والدتها قريبًا من منزل وزير الداخلية محمد إبراهيم، لتتشارك مع والدتها ووالدها وابنتها ''بيسان'' في ذعر واحد عقب حدوث الانفجار.
لا تزال ''ابتهال'' تتذكر يوم الانفجار كأنه حدث بالأمس، كانت تقوم في ذلك الصباح بواجبها في تحضير الافطار لزوجها قبل ذهابه إلي العمل، لتجلس برفقة ابنتها ووالدتها في غرفة منزلها، ثواني معدودة من الانفجار تركت في نفسها تأثير كبير.
''كنا في حالة ذعر مش عارفين نمسك نفسنا'' .. ساعة زمنية اخذتها السيدة وأسرتها لاستيعاب ما حدث، ''حسيت إننا في العراق أو لبنان'' لم تجد ربة المنزل سوي صوتها تعبر به عن خوفها من خلال صيحات متتالية، ليترك الانفجار تأثيره ليس فقط بداخلها، وإنما علي بلكونة منزلها، وباب الشقة الذي أحكم إغلاقه.
ذكرى التفجير لم تترك في نفس ''ابتهال'' سوى أمنية واحدة، ''ياريت المسؤول يسكن بعيد عن المناطق السكنية الكبيرة'' تقول السيدة أن كبار المسؤولين خاصة وزير الداخلية يحتاج إلي تأمين مشدد، يكون من الأفضل أن يختار موقع أمن له، خاصةً أن لا أحد عوضها عن الخسارة التي حدثت من المحافظة أو وزارة الداخلية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: