''النوبة''.. جنة مع وقف التنفيذ ''ملف خاص''

08:13 م الخميس 17 أبريل 2014

تطبيق مصراوي

من داخل إطار بإحدى القاعات الفخيمة تطل بروعتها، ماء رقراق، بيوت منمقة، شراع يرفرف، صبايا مقبلات على الحياة يركضن دون كلل، من إحدى قصاصات الأدباء يخرج طفل أسمر بأسنان براقة وضحكة أصفى من العسل، في طيات ''أغنية مصورة'' تحل دوما تعبيرا عن ''مصر الطيبة''.. هكذا هي ''النوبة'' دوما، بسيرة عطرة تهل مع شهور الشتاء في رحلة جامعية، في احتفاء بذكرى بناء السد العالي تنزوي في خجل، في تنغيمة لـ''أحمد منيب'': ''على الوعد متصاحب''، تشارك الأحبة عشقهم، في حلم يراود شاب تكتنفه كلمات ''منير'' فيوقن أن ''الفرصة بنت جميلة''.. غير أن هناك وجها آخر لـ''نوبة'' تختلف عن تلك التي يُحكى عنها، في الذكرى الخمسين لـ''تهجير'' أخر قرية نوبية من خلف السد -18 إبريل.

يشارك ''مصراوي'' أهالي وادينا المشتاقون لحنين يعود بهم إلى ''جنة'' آلت إلى محض ''أوراق'' ضجت بها أدراج الأنظمة المتعاقبة، يعايش معهم منازلهم الآيلة للسقوط، مواردهم الشحيحة، وذلك الظهير الصحراوي المتاخم لهم بديلا عن النيل وجبال الذهب، مناشدتهم المسئولين بحياة أدمية تتضمن ''صرف صحي''، عقود تضمن حقهم في ملكية منازلهم ''البديلة/ المؤقتة''، وحدة صحية قريبة تغنيهم عن سفر ساعات لأقرب مشفى.. نسمع لذكريات العجائز عن أول نوبي ''منتحر'' بسبب ضياع حلم العودة، ورؤية شباب ارتضى بالأمر الواقع؛ فلا يبغي سوى ''ثلاجة وتكييف''، نُحيي ذكرى ''حمزة علاء الدين'' الموسيقار الذي بكته اليابان وزينت موسيقاه أفلام عالمية، وعن لغتها التي تُدرس في جامعات أمريكا، نحاور أهل النوبة ''المغتربون'' في دنيا القاهرة وزحامها، طموحاتهم، أحزانهم، وحلمهم بالعودة إلى ''الجنة''.

أعد الملف: محمد مهدي ودعاء الفولي ونيرة الشريف:
تصوير- نادر نبيل وإسلام الشرنوبي وسلمان حسام:

قرية أبو سمبل بعد التهجير.. آه يا بلاد غريبة (صور)