إعلان

الجمعية الوطنية للتغيير ''حدوتة مصرية'' ''بروفايل)

01:11 م الأحد 04 مايو 2014

الجمعية الوطنية للتغيير ''حدوتة مصرية'' ''بروفايل)

كتب - أحمد حجي:

في الساعات الأولى من الصباح -كعادته- يصل ذاك الصحفي إلى بيته بعد يوم شاق، تكبد خلاله عناء إيصال الحقيقة لغير القادرين على النزول لرؤيتها رؤيا العين، أدى طقوسه اليومية من تناول العشاء وخلافه وقبل خلوده للنوم، طالع بريده الإليكتروني، رسالة من مسؤول قسمه، يكلفه بتغطية مؤتمر للجمعية الوطنية للتغيير لإيضاح موقفها من مرشحي الرئاسة، في ثالث انتخابات تعددية تشهدها مصر.

يتوكل الصحفي على خالقه مستعدًا للنوم والاستيقاظ مبكرًا لتغطية المؤتمر، ولكنه لا يتمكن من نيل هذه الغاية ففكره اللعين أرق جفنه، وصوت عقله راح يردد ''الوطنية للتغيير، الوطنية للتغيير''.

الحقيقة والميلاد

''الجمعية الوطنية للتغيير''، حسبما تعرفها موسوعتنا الحرة للقرن الحادي والعشرين، هي تجمع لمختلف المصريين بجميع انتماءاتهم السياسية والمذهبية، بمن في ذلك ممثلين عن المجتمع المدني والشباب، تهدف إلى التغيير في مصر، تشكلت عام 2009.

محمد البرادعي، الحاصل على جائزة نوبل للسلام والذي اقترن اسمه بها لفترة طويلة، طُلب منه وقتها أن يكون في المقدمة كمؤسس للجمعية، برفقة من حاولوا إيجاد السبيل للتغيير من قبل، ويضم معه جميع الأصوات المطالبة بالتغيير؛ ''حركة كفاية، وجماعة الإخوان المسلمين، وحزب الغد، وحزب الكرامة، وحركة شباب 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، والحملة الشعبية لدعم البرادعي''.

''حرية''

أعلنت الجمعية منذ تدشينها عن أهدافها الرئيسية التي تجلت في ''العمل على التوصل إلى نظام سياسي يقوم على الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية''، وحددت الخطوة الأولى على هذا الطريق بكفالة الضمانات الأساسية لانتخابات حرة ونزيهة تشمل جميع المصريين، بحيث تكون هناك فرصة متكافئة للجميع، سواء الانتخابات التشريعية أو الانتخابات الرئاسية.

وحددت تلك الضمانات بـ''إنهاء حالة الطوارئ، وتمكين القضاء المصري من الرقابة الكاملة على العملية الانتخابية برمتها، وإشراف من قبل منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي على العملية الانتخابية، وتوفير فرص متكافئة في وسائل الإعلام لجميع المرشحين وخاصة في الانتخابات الرئاسية، وتمكين المصريين في الخارج من ممارسة حقهم في التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية، وكفالة حق الترشح في الانتخابات الرئاسية دون قيود تعسفية اتساقاً مع التزامات مصر طبقاً للاتفاقية الدولية للحقوق السياسية والمدنية، وقصر حق الترشح للرئاسة على فترتين، وإجراء الانتخابات عن طريق الرقم القومي''.

''ممكن''

أصدرت الجمعية بيانًا حمل عنوان ''معًا سنغير'' في الثاني من مارس لعام 2010، وقالت إنها ستجمع مليون توقيع على هذا البيان، الأمر الذي راهن على فشله الموالون لنظام مبارك وحزبه الحاكم، ولكن نجح البرادعي ورفاقه في جمع المليون توقيع بعد سبعة أشهر من إصدار البيان، من خلال موقع الجمعية، والموقع الذي أطلقته جماعة الإخوان المسلمون، وحملة طرق الأبواب التي يقوم بها شباب الجمعية والحركات المشاركة بها.

''الفرصة''

أعطى نظام مبارك لكل راغبي التغيير ''فرصة من ذهب''، بعدما حدث من تزوير فج في انتخابات برلمان 2010، تزامنًا مع أحداث الثورة التونسية، ووصول حالة الغليان المستترة لدى المصريين إلى ذروتها، وخرجت جموع المصريين في انتفاضة الـ18 يوم تطالب أولًا بالتغيير، ثم تصعد بسقف مطالبها إلى الهتاف بـ''الشعب يريد إسقاط النظام''، ويكلف مبارك المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد، لتحظى تلك القوى التي شاركت في التغيير بفرصة لصنع تغيير حقيقي.

''دور ع الناس''

النظام الديمقراطي كان أبرز المطالب التي وردت في بيان الجمعية ''معًا سنغير''، ولأن الديمقراطية تعني حكم الشعب، سعى كل طرف في الجمعية منفردًا، وغيرهم، لكسب ثقة وتأييد المصريين خلال الانتخابات، فجاء برلمان الثورة بأغلبية من جماعة الإخوان المسلمين، يليه حزب النور السلفي، الذي ظهر على الساحة عقب تخلي مبارك عن الرئاسة بفترة وجيزة، وما شابه الاختفاء لباقي أعضاء الجمعية، وتكرر الأمر في الانتخابات الرئاسية، وفوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين بالمنصب، رفقاء الأمس يتهمون الجماعة الآن بالـ''تكويش'' على السلطات، ولكنها الديمقراطية.

فقط للتذكرة، منسق الجمعية الوطنية للتغيير الحالي عبد الجليل مصطفى، كان أحد داعمي الرئيس السابق محمد مرسي، بعد اتفاق ''فيرمونت'' الشهير، وبعد سنة من حكم مرسي دعمت الجمعية حركة ''تمرد'' التي طالبت بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وشاركت في مظاهرات 30 يونيو 2013، وأيدت خارطة الطريق التي أعلنت بمشاركة القوى المدنية، في الثالث من يوليو لنفس العام.

''شمس المغيب''

بعد خمس سنوات من تدشين الجمعية الوطنية للتغيير، يرى كل متابع للشأن العام، أن الجمعية التي كانت مجدافي قارب التغيير، توارى دورها تدريجيًا، بسبب تشتت مؤسسيها واستعجال حصد ثمار التغيير تارة، والاختفاء المستمر لرموز الحركة وأبرزهم مؤسسها محمد البرادعي تارة أخرى، وسط جهود مستميتة بذلها القائمون على الجمعية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لإعادتها مرة أخرى على الساحة السياسية، ولكن معظم تلك الجهود باءت بالفشل.

سؤال

يخرج ''أخينا'' الصحفي من سلسلة ذكرياته ليسأل نفسه سؤالًا واحدًا؛ جمعية تناثرت أشلاؤها بين محظور ومسجون ومعتزل ومغضوب عليه، هل يشكل موقفها من مرشحي الرئاسة أي فارق يذكر؟

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: