لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أصدقاء ومعارف ''رضا هلال''.. عرفناه صحفي ''شاطر''

10:54 ص الثلاثاء 06 مايو 2014

أصدقاء ومعارف ''رضا هلال''.. عرفناه صحفي ''شاطر''

كتبت-دعاء الفولي وإشراق أحمد:

خمسة أعوام قبل الاختفاء هي المدة التي شهدت صداقة ''عبد العاطي محمد''، رئيس تحرير الأهرام العربي الأسبق، مع ''رضا''، زمالة بدأت بحكم العمل داخل ''الأهرام''، ثم تطورت لعلاقة صداقة ''رضا كان صحفي صاحب رؤية ومشروع يتحدث دائمًا عن التغيير للأفضل''، يذكر عنه صديقه الأكبر سنًا أن مواقفه كانت ثابتة رغم اختلافه مع بعضها، ورغم معاكستها لفكر الدولة حينها ''يعني مثلًا هو كان مع التطبيع ودة كان اتجاه مغاير للدولة، وكذلك الحال مع فكرة الديمقراطية''.

الاتجاه العام للدولة في بداية الألفية كان يتجه لتأييد موقفها الرسمي بشكل عام لكن لم يكن عند ''هلال'' أزمة في الإعلان عن موقفه بصراحة، فالرصانة هو الوصف الذي أطلقه رئيس الأهرام العربي سابقًا على كتابات الصحفي المختفي ''كان الالتزام بالقواعد المهنية أكتر حاجة بيحرص عليها حتى مع المختلفين معاه''، لم يُزعج ''رضا'' الاختلاف في الرأي قدر طبقة النفاق التي تغلف بها البعض حينها على حد قول صديقه.

الألم النفسي الذي تسبب به فقدان ''هلال'' كان ضخمًا بالنسبة لـ''محمد''، اللغز الذي أحاط بأيامه الأخيرة وتغير حالته المزاجية، جعل الوضع أصعب ''قبل الاختفاء بأيام مكنش في حالته الطبيعية المرحة''، حالة من التوجس والخوف لاحظها صديقه على ''رضا''، رغم إنه لم يصرح له بذلك ''لكن كنت حاسس إنه مستني حاجة تحصل أو خايف من شيء''، الاثنين صبيحة اختفاءه كانت المرة الأخيرة للقائهما لكنه عرف بخبر فقدانه يوم الأربعاء.

لا يتهم ''محمد'' جهة معينة بخطف ''هلال'' فهو يرى أن حياة صديقه ''كانت معقدة جدًا وفيها ألغاز'' كما أن دخوله في دوائر مغلقة كثيرة على حد تعبيره جعلت عملية البحث عنه أو تفسير اختفائه أكثر صعوبة، ومع ذلك فإن ضياع الأمل في عودة رفيق الكتابة ''فقد للحياة''.

''يا مواطن'' لازال طنين تلك الكلمة بأذن ''محمد القزاز'' الصحفي بجريدة الأهرام ''كانت دايما على لسانه'' يقولها لكل الزملاء والذين يقابلهم، ظل يسمعها طيلة عام ونصف منذ التحاقه بالجريدة عام 2002 حيث بدأت معرفته بـ''هلال'' التي لا تتعدى علاقة صحفي بأستاذ، يتذكر ''القزاز'' يوم الجمعة حيث ''سهرة الجرنال'' بالنسبة له ''كان متعود يطلب عشا لكل اللي سهرانين ويقف قائلاً ''يا مواطن عازمكم على العشا''.

ليس الكثير ممن زاد اهتمامهم بـ''هلال'' بعد اختفاءه كما حياته، لكن ''القزاز'' فعل؛ اعتبره ملفه الخاص فنشر تقريرين تقصي عن الواقعة آخرهم في مايو 2013 ''فضولي زاد بعد اختفائه، لما قرأت أرشيفه حسيت بالضآلة''؛ ''هلال'' بالنسبة لـ''القزاز'' صحفي ''شاطر جدًا''، عرف عنه حبه للمهنة ومناصرته لها مدللًا على ذلك بمقال له بعنوان ''أرامل صدام ..والولع بالمستبد القومي'' –نشر في الشرق الأوسط بتاريخ 3 مايو 2003- موجهًا كلماته بها لكل من تشدق بلسان الصحافة والثقافة وهو موالياً لنظام مستبد على حد قوله، وحصوله عام 89 على جائزة نقابة الصحفيين عن ملف حمل عنوان ''من يريد بيع مصر'' اعتبره ''القزاز'' من الملفات المهمة في تاريخ الصحافة حيث كان شرارة الحديث عن الخصخصة.

عام 1991 في الولايات المتحدة الأمريكية بدأت علاقة الكاتب وأستاذ العلوم السياسية ''مأمون فندي'' بـ''هلال'' بعد خروج صدام حسين من الكويت، تلك الحرب التي قام الصحفي الغائب بتغطيتها، تبادل الحديث بين الرفيقين عن الحرب وحديث ''هلال'' عن الصحافة والمهنية ''بطريقة تجعلك تحترم صحافياً محترفًا يتحدث بها'' على حد قول ''فندي'' في مقال بجريدة الشرق الأوسط بعنوان ''رضا هلال موجود'' بتاريخ 9 مارس 2011.

دفعت شخصية ''هلال'' الصحفية أستاذ العلوم السياسية لترشيحه للكتابة بجريدة الشرق الأوسط، وتوطدت العلاقة إلى صداقة ''كنت أذهب إلى القاهرة مرة كل عام، أزور أهلي في الصعيد، وفي كل مرة كنت أحرص على لقاء رضا هلال''، يتقابلا بمكان ''هلال'' المفضل دون تغيير وهو مطعم بمنطقة الزمالك.

''لا أريد الدخول في دائرة الحديث عن رضا بشكل إنساني الله أعلم إذا كان عايش أو ميت'' قالها ''فندي'' مفضلاً'' أن تكون مقالاته التي كتبها عن صديقه أفضل ما يعبر عنه في ذلك.

لم يكن ''هلال'' من الشخصيات المتغيرة الطباع بل ثابت النظام الحياتي إلى حد كبير، فالأماكن التي يذهب إليها ذاتها، وأصدقاءه لم يتغيروا، ما بين الأهرام ومطعم ''الفايف بيلز'' بالزمالك وفندق ''شيبرد'' في حياة ''نجيب محفوظ'' بغير الأيام التي يتولى فيها الديسك المركزي بالأهرام كان يتنقل ''هلال''.

''شوف يا مواطن''، ''الخواجة المستشرق'' اعتاد ''هلال'' أن ينادي ''فندي''، اللفظ الأول عندما كان يريد إضفاء صفة المصرية عليه، والثاني حينما يبدي ''فندي'' ملاحظة عن المعمار في مصر أو أكلة شعبية يحبها، يحدثه عن نفسه ''أنا من المنصورة يا خواجه.. البلد اللي أعطتكم لطفي السيد وأم كلثوم...أمال يا خواجه''، فهو كان على حد وصف الباحث السياسي في مقال له -26 أغسطس 2003-''رجل قادم من المستقبل والماضي في آن''، إذا رافقت سيره في شوارع القاهرة تشعر إنه من أربعينيات القرن الماضي أو فنان أنيق على نفس موضة أنور وجدي وعماد حمدي.

كان ''فندي'' و''هلال'' كثيرًا ما يتواصلا عبر الهاتف فترة تواجد الأول بأمريكا، يطلب منه أحيانًا كتب يرسلها له لعدم توافرها بمصر، ''كان شخصًا يحب خصوصيته، فلم نكن نتحدث عنها كثيًرا هكذا عرفه ''فندي''، شهد تقلب شخصيته من التحفظ في الحديث إلى التأثر ''بأجواء الحرية'' بعد إقامته لفترة بأمريكا، وذلك ما اعتبره ''فندي'' كما ذكر بمقاله ''هو سبب ورطته''، مؤكدًا أن قصة ''هلال'' سياسية في المقام الأول وليس عكس ما أشيع ''اختفى لأنه انتقد صدام حسين، أو لأنه انتقد ليبيا، ولكنني لا أظن ذلك. رضا هلال اختفى لأنه انتقد الداخل المصري''، واصفًا الأمر أنه كان ''ربما بسذاجة وطيبة قلب لأنه لم يكن معارضًا'' بل كتب عن مصر التي يتمناها ديمقراطية وليس التي يعيشها على حد قوله.

11عامًا من الغياب، لم ير فيهم ''فندي'' اختفاء صديقه لغزًا ''فليس من المعقول أن يتحول رضا هلال إلى سراب هكذا''، فاختفاء ''صحفي معناه اختفاء الصحافة المصرية التي كانت في معظمها مختفية قليلاً في العهد السابق'' بينما يواصل الأخ الأصغر ''أسامة'' حتى لا يتحول الصحفي ''رضا هلال'' بسجلات الدولة من مفقود إلى فقيد فالأمل ينقطع مع الثانية بينما يستمر مع الأولى.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان