''الجمبري'' يحل معضلة ''البلاستيك''
كتب- محمد منصور:
الكثير من العلماء يرون أن ''البلاستيك'' هو نظير لكلمة ''كارثة بيئية''، فتلك المادة المُصنعة بشكل كامل من المواد البترولية تتسبب في العديد من الأزمات للبيئة المحيطة، فاستخدامها يعقبه ضرورة دفنها أو التخلص منها، وهو الأمر الذي يؤدي لتراكمها في البيئات المحيطة بالإنسان، فعلي عكس معظم المواد، يستغرق تحلل ''البلاستيك'' بشكل كامل عدة مئات من السنوات.
الخلاص جاء بشكل واضح عن طريق ''الجمبري''، فـ''البلاستيك الحيوي'' المصنوع من قشور ذلك الكائن يمكنه التحلل بسهولة في البيئة المحيطة، فهو مصنوع بالكامل من ''الشيتوزان'' وهو شكل من أشكال مادة ''الكيتن'' أحد المواد العضوية الأكثر وفرة على سطح كوكب الأرض.
في دراسة نشرها مجموعة علمية دولية بمجلة ''جزيئات المواد'' قال الباحثون إنهم تمكنوا من صياغة طريقة جديدة لتصنيع البلاستيك الحيوي من مواد متوافرة بكثرة، تلك المواد تملك العديد من الخواص التي تؤهلها لتكون الطريق الوحيد لصناعة بلاستيك صحي، منها سرعة التحلل فى التربة وآمنها الكامل على صحة الإنسان ووفرتها على سطح الأرض علاوة على قوتها ومتانتها، وسهولة استخدامها في معظم التطبيقات الصناعية بدءًا من لعب الأطفال وحتي الهواتف المحمولة واجزاء الأقمار الصناعية.
المادة الجديدة، والموجودة فى قشور الجمبري، قابلة لإعادة التدوير وتتميز بشفافية تفوق شفافية البلاستيك المصنوع من المنتجات البترولية، ويمكن استخدام تقنيات الصب التقليدية فى تصنيعها علاوة على إمكانية حقنها داخل أي جزء من المعدن وهو الأمر الذي سيجعلها البديل الآمن بيئيًا للبلاستيك المُستخدم في أكياس القمامة والتغليف والحفاظات.
ويقول باحثين من معهد ''ميس'' إن أكثر من 34 مليون طن من المخلفات البلاستيكية الغير قابلة للتدوير تم رصدها في الولايات المتحدة وحدها، الأمر الذي دفع السلطات هناك لدفنها بمدافن صحية رغم معرفتهم أن تلك المخلفات تحتاج إلى ما يقرب من 1000 عام لتتحلل في التربة، مؤكدين أن المواد البلاستيكية الموجودة في البحار والمحيطات تبلغ نحو 1000 مليون طن حتي الآن، وهو الأمر الذي يهدد الحياة البحرية، لذا، يري باحثو ''ميس'' أن صناعة البلاستيك المعتمدة على المواد الحيوية وخصوصًا قشور الجمبري هو الحل الوحيد الآمن لإنقاذ الكوكب الأزرق من ما وصفوه بـ''توغل البلاستيك''
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: