مبادرة ''دستور إنسان''.. الأفكار أولًا
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت- دعاء الفولي:
من الصراعات المجتمعية والسياسية تأتي الأفكار، يرنو أصحابها بعيدًا عن التناحر المنتشر بين أفراد الدولة الواحدة، ''إعمال العقل وإيقاظ الروح''، هدف قامت عليه مؤسسة ''يقظة فكر''، التي تعتمد على أفكار يتم تقديمها للمجتمع لتحقيق الهدف الرئيس، من المؤسسة انبثقت عدة مبادرات، تخدم نفس الفكرة؛ آخرها ''دستور إنسان''، حيث أطلقته المؤسسة في السابع من يونيو الماضي، ثم اشترك في دعمه مؤسسات أخرى مثل ''سلسلة تنوين'' و''نادي زيدني'' بفلسطين، مؤسسة ''شيخ العمود'' ومركز نماء للأبحاث والتدريب بالمغرب.
''تمثل القيم والمبادئ ميزانًا يقيس قدرة الإنسان على تماسك وترابط علاقته بمن حوله فيرتقي بنفسه ومجتمعه.. من هنا كان الدستور الإنساني بمجموع مواده حجر أساس للارتقاء بالفرد ووضع بذور صالحة لتشكيل العلاقات''، كلمات بدأت بها ديباجة ''دستور إنسان''، الذي شارك في وضعه باحثون من ''يقظة فكر''، حيث يتكون من خمسة أبواب، يضم كل منها ثلاث مواد.
''مواد الدستور هدفها تطوير الأفكار وليس السلوك الإنساني.. لأن التفكير هو المؤدي للسلوك''، قالت ''هبة عبد الجواد''، أحد المشاركين في المبادرة، لا يعتمد الدستور توجيه النصائح للناس، على عكس السائد، بل يهدف أن يُطبق المقتنعون به مواده على أنفسهم أولًا ''المسئولية والواجبات أشياء لازم يعترف بها الفرد ويتعامل بيها في حياته وبعدين يبدأ يكلم الناس عليها.. بدل ما بنشتكي دايمًا من إن المجتمع سيء''.
''صاحب مبدأ''، هو الباب الأول بالدستور، مضمونه أن المبادئ لا تتجزأ، بينما يأتي عنوان الباب الثاني ''إعمال العقل''، تقول أحد مواده ''لا تتعجل في الحكم على الأمور''، توضح ''عبد الجواد'' أن المبادرة تحاول التقريب بين العقول ''أحنا هنفضل مختلفين كبشر.. لكن فيه على الأقل خطوط أساسية متفقين عليها''، كفكرة رفض الأنانية، وأن الحياة لا تستقيم بشخص بمفرده، وهو مضمون الباب الثالث تحت اسم ''التشاركية''.
العمل في الشارع جزء من المبادرة، الورش والفعاليات والنقاشات المفتوحة المرتبطة بتفاصيل الدستور ''جزء من الورش إننا ننتدرب نتناقش بطرق مختلفة''، وهنا تظهر كلمات الباب الرابع الذي يعتمد على المسئولية، فـ''التفكير قبل الحكم على الأمور'' هي أحد مواده، بالإضافة للتفاعل مع المشاركين في المبادرة ''بنطلب منهم يحكوا إيه أكتر مواقف مرتبطة بالمبادرة اتعرضولها غيرت حياتهم للأفضل''، حيث يرسخ الدستور في بابه الخامس ل''إرادة التغيير''، من خلال مادة ''أنت المسئول عن امتلاك أدوات الفعل''.
محاربة الخلافات السياسة فرع أصيل من أهداف المبادرة، السمو الإنساني فوق تلك الخلافات هو ما يسعى له القائمون على المبادرة، خاصة الموجودة بمواقع التواصل الاجتماعي ''التحرش مثلًا.. مفيش أي خلاف سياسي يخلي حد يبرر للتحرش أو يقبل باللي بيحصل للبنات''، على حد قول ''عبد الجواد''، موضحة أن المبادرة تهدف لنماء العقل، بغض النظر عن الاتجاهات السياسية ''المبادئ العامة زي الحقوق والكرامة وغيرها هي الأساس.. كلمة إنسان هي اللي إحنا معنيين بيها''.
الإحباط بين الشباب، اليأس من إصلاح حال المجتمع؛ عقبات تواجهها المبادرة، التي من المفترض انتهاءها منتصف يوليو القادم، ''لازم نفهم الشباب المحبطين اللي بيجوا المبادرة إننا مش هنصلح الكون.. لكن بنعمل اللي بنقدر عليه''، مع تبني مباديء يحاول المشاركون تطبيقها على حياتهم ثم انتقالها تلقائيًا لدائرتهم تعلو نبرة الأمل في التغيير، رغم أن الوقت الحالي في عمر المصريين ''صعب فعلًا''، إلا أن ''المُعافرة'' تفعل الكثير ''كل حاجة ليها أثر ولو صغيرة''.
فيديو قد يعجبك: