ألقاب الحكومة.. ''7 الصبح'' و''مفيش هزار'' و''المقاتلين''.. والمواطن منتظر ''إنجاز''
كتبت- دعاء الفولي:
باهتمام ليس كبير يُتابع أحمد الإخطابي ما يحدث في مصر، علم بوجود حكومة جديدة كغيره، لكنه لم يتطلع لمعرفة تفاصيل وزاراتها، أو متابعة تصريحاتها، العمل في إحدى شركات الأسمدة بمحافظة مرسى مطروح يلتهم وقته التهامًا، يجعل مشاهدة التليفزيون ومطالعة الصحف رفاهية، ألقاب تترامى أمامه، يلحظها على مواقع التواصل الاجتماعي أو الصحف؛ "7 الصبح"، "الإيقاع السريع" و"مفيش هزار"، بحر من التسميات اُطلقت على الحكومة التي تولت زمام الأمور منذ أيام قليلة، لا يتلفت "الإخطابي" لها، طالما أن الواقع لم يحمل له شيء قدمته الحكومة إلى الآن؛ فالألقاب تُقال والشاب الثلاثيني لازال ينتظر "إنجاز" ملموس.
حازت حكومة المهندس إبراهيم محلب الثانية اهتمامًا إعلاميًا ضخمًا، يفسر البعض ذلك كونها جاءت عقب تولي المشير "عبد الفتاح السيسي" الرئاسة، ألقاب تظهر في الصحف والوسائل المرئية، لم يكن للحكومات السابقة ذلك النصيب منها، فالتي جاءت عقب الثورة كان لكل واحدة منها اسمًا يعبر عن خطها العام، الحكومة الأخيرة حازت مسميات كثيرة "إيجابية"، إلا لقب أو اثنين أطلقه بعض المعارضين كـ"حكومة بياعين اللبن"، لتكون النتيجة "زحمة" ألقاب يرفع سقف التوقعات لها، ويجعل عملية الانتظار أكثر صعوبة عن ذي قبل.
قال "محمود خليل" أستاذ الصحافة بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، إن الإعلام المصري له دور أساسي في نشر تلك الألقاب، مُلقيًا اللوم عليه في الترويج للحكومة والدعاية لها "دة مش دور الإعلام.. الإعلام أحد أدواره الهامة إنه يراقب آداء الحكومة ويوضح الصح والغلط"، وهذا ما لم يحدث على حد تعبيره، موضحًا أن الإعلام المصري بمختلف اتجاهاته من خاص وعام، يخالف القواعد المهنية منذ فترة تقارب العام، فبدلًا من توعية المواطن، يقوم على تخديره بشعارات برّاقة تُصيب الناس بخيبة أمل إذا لم تتحقق.
"بشكل عام مفيش ثقة بين المواطن المصري والحكومات"، قال "خليل"، مبينًا أن ذلك الانطباع بدأ مع أول حكومة جاءت إبان ثورة يناير 2011 ولم تحقق شيئًا يؤثر على حياة الناس، ولذلك فالشعارات لا تطرق ذهن المواطن حتى يرى بعينه التغيير.
الـ"عفاريت لفظية"، هو المصطلح الذي أطلقه أستاذ الصحافة على تكليفات الحكومة الحالية، مثل "خفض الأسعار"، "ارتفاع الدخل" وغيرها، فهي أشياء كلف بها الرئيس "السيسي" الحكومة الحالية "لكنها تشبه نفس تكليفات مبارك للحكومة قبل الثورة، لا يوجد شيء جديد"، على حد قوله، بالإضافة لعدم وجود جدول زمني تسير وفقًا له، موضحًا أن عدم وجود مجلس نوّاب يضع على وسائل الإعلام عبئًا أكبر في المراقبة، كما ا=أن وجود جدول زمني مُحدد يتيح للمواطن محاسبة القائمين على الدولة إذا أخلفوا ميعادهم.
"أنا عارف إن الحكومة دورها صعب.. ربنا يقويهم"، هكذا يُحدث "الإخطابي" نفسه، في النظرات القليلة التي يلقيها على الوسائل الإعلامية يأمل رؤية خطوات واضحة للقضاء على عدم الأمن "الأمان هيجيب لنا استقرار"، عمله لا يُغطي ارتفاع الأسعار، لذا ينتظر تخفيضها "ورفع الأجور"، لقب "حكومة 7 الصبح" يوحي له بالنشاط "الصحيان بدري يدي إحساس إن الشغل يبقى أكتر"، يفترض حسن النيّة بها حتى يثبت العكس، وإلى أن يأتي ذلك الحين ستظل الألقاب مجرد كلمات تٌلقى على مسمعه فقط لا يعرف مدى حقيقتها.
طارق فهمي الباحث السياسي، بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، قال إن كل حكومة مرت بمصر كان لها اسم ذو دلالة سياسية، فحكومة "عصام شرف" سميت بحكومة "الميادين"، تعبيرًا عن مجيئها من التحرير، لكن بلا جدوى فوزرائها دخلوا وخرجوا دون أن يُذكر لهم دور، أما حكومة "حازم الببلاوي" فكانت "الحكومة المُرتعشة"، لأن قراراتها السياسية لم تقدم حلول واضحة، حتى حكومات ما قبل الثورة، حال عهد "محمد حسني مبارك"، يُطلق عليها بصفة عامة في العلوم السياسية حكومة "أصحاب الياقات البيضاء"، تعبيرًا عن انفصالها عن الشعب ومطالبه ورفاهيتها في معالجة الأمور، مضيفًا أن الهدف من إنشاء الحكومات ليس التسمية بقدر ما ستفعل، ومن الفعل تأتي التسمية وليس العكس.
"في دول العالم الغربي موضوع التسميات لا يحدث تقريبًا"، قال "فهمي"، مؤكدًا ان الأمر متداول في الدول العربية فقط "لكن في مصر بيتم استحداثه بشكل متكرر جدًا"، فمثلًا في فلسطين أطلق المواطنون على حكومة "سلام فياض" ذو الألف وجه"، والحكومة الأردنية الحالية أسماها الإعلام هناك "حكومة الفواعلية والطاقة"، لأن اهتمامها ينصب على هذين العنصرين بشكل أساسي، وأضاف المحلل السياسي أن الحكومة الحالية انعقد عليها آمال من المواطنين، فبالتالي بدلًا من الترويج لألقاب فضفاضة عليها أن تُكثف من العمل.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: