إعلان

''عمر القاضى''..ثوري وناصري بس إخوان

07:57 ص الجمعة 27 يونيو 2014

''عمر القاضى''..ثوري وناصري بس إخوان

كتبت - ندى سامي:

تبرعت له والدته بعظمة من جسدها، آمله أن يقف فلذة كبدها على قدماه، يعيش حياته يلهو ويلعب كغيره من الصغار، ليكون مصيره بعد ستة وعشرين عاما من الصراع مع الإعاقة، خلف القضبان.."عمر القاضي" الصحفى بموقع "كورابيا" الذي كافح مرضه وتحدى إعاقته، وتم القبض عليه في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، بتهمة الانضمام لجماعة محظورة.

بعد خمسين يوم قضاها "القاضي" في محبسه؛ خرج أخيرًا، يروي الحدث بكل تفاصيله، في تمام الساعة الخامسة إلا عشرة دقائق ألقي القبض عليه من أحد الأشخاص يرتدي زي مدني أثناء توجهه لمقر عمله الكائن بعد حوالي 150 متر فقط، وسلمه للشرطة المتواجدة في المكان.

خطواته السريعة غير المنتظمة، لا تخدع الناظر إليه في التعرف على إعاقته، وبالرغم من ذلك لم ينجح في إقناع الضابط الذي أخذه مع غيرة بعربة "ميكروباص" بعد التعدي عليه بالضرب، حسب قوله، أكد للضابط أنه صاحب إعاقه ويعمل صحفيا، وطلب منه التوجه إلى مكان عمله للتثبت من صحة المعلومات، ولكن بلا جدوى، وبعد ساعات مرعبة في قسم العجوزة والتحقيق معه تم اقتياده لمعسكر قوات أمن الجيزة بالكيلو عشرة ونصف، وبحوزته وابل من التهم على شاكلة تكدير الأمن العام، والانضمام لجماعة إرهابية، وإثارة الشغب.

تحقيق لساعات متواصلة يحاول الشاب إقناع وكيل النيابة بأنه عضو مؤسس بالتيار الشعبي بطنطا، وانضم لحركة تمرد، وبعد حوار طويل عن جماعة الإخوان قال له وكيل النيابة "أنت ناصري بس إخوان بردو"، وبعد ثلاثين يوم داخل المعسكر، تم ترحيله إلى سجن وادي النطرون، مع غيره من المقبوض عليهم بشكل عشوائي، بملابسهم الداخلية وعيناهم مغطاه بقطعة قماش رثة.

قرر "القاضي" أن يقوم بإضراب جزئي عن الطعام، تعبيرًا عن اعتراضه على اعتقاله ومعاملته معاملة غير آدمية على حد وصفه وتناول مياه وعصير فقط، فلم يتحمل جسده الهش، وانتابه إعياء شديد ونقل إلى المستشفى، بينما رفض الطبيب أن يعلق له محاليل، وأخبره أن ما يقوم به ليس إضراب فعلي، لأن الإضراب يعني ألا يأكل ولا يشرب نهائيا حتى الموت وأن تعليق المحاليل ينهي الإضراب وأن ما يفعله ليس في صالحه، وأمر بإعادته إلى عنبره.

في اليوم الخامس من إضراب "القاضي"، جاءه "عم محمد" أمين الشرطة وأخبره أن المأمور يريده علي البوابة، فسرعان ما اعتقد أنه من أجل الاضراب، وأنه سيتخذ معه إجراء عنيف، ليأتي حديث المأمور عكس توقعاته، يحمل قرار حريته التي بات يحلم بها، "قالي إني هاخد إخلاء سبيل كان يوم 15/3".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان