نساء مصر.. قلق وأحلام وترقب
كتبت-رنا الجميعي:
يُمكن أن يُقال أنها نداء عبر الفضاء الإليكتروني، تطلقه ليصل لأناس غريبين عنها، ولكن يُحتمل أن يجد صدى في قلوبهن، كلمات لنساء يحملن همومًا بدواخلهن، وهواجس قد تبدو تافهة إلا أنها ثقيلة عليهن، فتيات وجدوا في صفحة على موقع الفيس بوك تحمل اسم ''نساء من مصر''، السلوى للإيمان أنهن ليسوا بمفردهن.
تضع ''مي فتحي''، مؤسسة الصفحة، الصورة تلو الأخرى، لفتيات مصريات، لا يهم الاسم أو الشكل أو الوظيفة، ما يهم هو الحكاية، الأسئلة البسيطة التي تطرحها، الخيط الذي يجذب الفتاة للثرثرة، ومنها تحكي، عن نفسها، أحلامها، وماذا تريد من هذا العالم، تكتب ''مي'' حكاياتها، وتلتقط صورة لها، ثم تضعها على الصفحة، وتختار أقرب ما قالته الفتاة لها.
الصفحة التي قاربت نشأتها الشهر، جاءت فكرتها من الصفحة الأشهر ''بشر من نيويورك'' ''كانت فكرة حلوة، تعرفي اد ايه بتقربي من الناس وتعرفي حكاياتهم''، والتي أخذت حظها من الشهرة، لتفكر ''مي'' في تدشين صفحة عن ناس من القاهرة على غرار الأخرى، لكنها وجدت صفحات تمت بالفعل عنها، وجدت أنه بحكم عملها بموقع نسائي يعطيها الفرصة للتقرب والاحتكاك بالنساء أكثر، لذا قامت بتأسيس صفحة عن ''نساء من مصر'' ''كل بنت في مصر بتبقى في معاناة يومية، جوة البنت شوية عناصر متجمعة، معاناة ومقاوحة''.
وجدت ''مي'' أن الصفحة فرصة للبنات للتسرية عما بداخلها ''حسيت إنه لما البنت تقف ونشوف وشها وتحكي حكايتها نقدر نفهم إن اللي بتطالب بيه مش حاجات كبيرة زي ما الناس فاهمة''، بدأت الفتاة العشرينية العمل بالصفحة من خلال مجتمعها القريب في العمل، وعن طريق الأسئلة البسيطة ''زي إيه أحسن ذكرى وإيه أكتر موقف صعب مرت بيه''، يمكن للفتاة أن تعبر عن نفسها، ولأن طبيعة الفتيات حب الحكي، لم تجد مؤسسة الصفحة صعوبة في الحديث معهن.
توسع مجال رصد الفتيات أكثر ل''مي''، أصبح الشارع متسع لها، للمحاول مع فتيات أكثر، لا يهم الشكل بقدر ما يهمها أن تحس بقرب الروح منها، لتتشجع وتقوم بالحديث معها، لم تجد صعوبة في ذلك، غير أن الصورة كانت المعضلة التي تواجهها، البعض لم يوافق على التقاط صورة لهن، لكن الشابات امتلكن الجرأة الكافية للموافقة على ذلك ''لما بشرح لهم الفكرة متبقاش فيه مشكلة''.
تلك الصفحة التي تحاول التوسع، علمت ''مي'' بالاحتكاك مع مختلف الفئات، فالفتاة العشرينية القادمة من المنصورة، عاشت بالقاهرة فترة من العزلة لفترة، لعدم معرفتها لأحد بها، ولكن مع الوقت ونزولها إلى الشارع، جعلها تقترب من الناس.
بتلقائية شديدة تضحك الفتيات بالصور التي تلتقطها ''مي''، تضع النساء بصورة أقرب لمرتادي الصفحة، يوافقن على الأماني والقلق والتغيرات التي تتحدث عنها الفتيات، تلامس بداخلهن ما يشبههن، مما قالوه النساء بالصفحة ''من 3 سنين قبل ما أتخرج من الكلية كنت منطلقة أكتر ومتفائلة أكتر، يعني مثلا كنت بفكر انه لو مش قادرة أغير الكون، خليني أغير حتة صغيرة منه على الأقل، بس بعدين لما وصلت للحتة الصغيرة اللي هاغيرها دي شفت قد ايه صغيرة فعلا و بدأت أسأل نفسي هو الجزء دا هايفرق في ايه في وسط السوء اللي حواليا في كل حاجة تانية''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: