لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''قافلة الحياة'' تستعد للولوج إلى غزة

06:09 م الأربعاء 16 يوليو 2014

كتبت- ندى سامي:
حقائب مترامية ملئت الحجرة وصناديق متراصة وضعت دون عناية فوق بعضها، أناس مختلفة تفاوتت أعمارهم واختلفت ملامحهم، ولكناتهم، ربما لم تتقابل الوجوه من قبل ولكن اتفقت قلوبهم على مناصرة غزة، قصف مستمر قتلى وجرحى بين الحين والآخر، بعدتهم المسافات وتلاقت رغبتهم في تقديم المساعدة الممكنة، بدون تخطيط مسبق تجمعوا في قلب رجل واحد ''بالحملة الشعبية لدعم انتفاضة الشعب فلسطيني''.

لم يكن ذلك المشهد هو الأول من نوعه فمنذ عام 2008 في الانتفاضة الأولى نظم المئات قافلة طبية وأخرى بشرية، وعبر معبر رفح دلفوا إلى قلب غزة وتمكنوا من توصيل المساعدات الطبية وإسعاف المصابين، رحل أناس وجاء أخرون والهدف واحد، لا ينتمون إلى أي فصائل سياسية جمعتهم عروبتهم تحت سقف مقرات حزب ''العيش والحرية'' و''جبهة طريق الثوار'' بوسط البلد، والتي تم التبرع بهما ليكونا ورشة العمل الدائمة لهم طوال فترة التجهيز لانطلاق القافلة.

بخطى وجلة يجول في الغرفة مشمر عن ساعديه يتفحص العقاقير جيدًا ليرى الصالح منها والطالح، ويصفهما جنبًا إلى جنب، ممسكًا ورقة يدون بها حصيلة اليوم، متمنيًا أن تزداد التبرعات لتكفي كافة الاحتياجات التي أعلنت عنها وزارة الصحة الفلسطينية.. ''تامر قناوي'' الصيدلي المتطوع في القافلة الطبية ''بالحملة الشعبية لدعم انتفاضة الشعب فلسطيني''.

ساعات متواصلة من العمل الدؤوب يتبادلها مع زملائه الذين يشاركونه في جرد وفحص الأدوية والأجهزة والأدوات الطبية التي تصل من المتبرعين، يتقاسمون العمل غير مبالين بارتفاع درجة الحرارة وطيلة ساعات الصيام، فيقف ''قناوي'' في وسط الغرفة التي تملؤها العقاقير والأدوات الطبية من الجبيرة والقطن والشاش، يستكمل فرزها بينما يدخل عليه الغرفة شباب يحملون حقائب تحوى مستلزمات طبية وصلت إلى المقر فيتطلع على الحقائب ليعرف ما يحويها.

لم تسنح له الظروف في مشاركة القافلة في السنوات المنصرمة، فقرر أن يبذل قصارى جهده ليقوم بدوره على أكمل وجه لتعويض المرات السابقة، موضحًا أن القافلة لا تقبل أي مبالغ مالية كتبرعات وإنما تقتصر التبرعات على الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية، ''علشان نكون مصدر ثقة عند الناس''، مشيرًا أن التبرعات لا بأس بها متوقعًا زيادتها في الأيام القلية المقبلة قبل سفر القافلة والمقرر أن يكون الخميس القادم، موضحًا أنه سيتم امداد موعد انطلاق القافلة لأسبوع آخر إذا لم تجمع عدد كبير من القوائم المطلوبة.

رحلة شاقة شغل بال الصيدلي تفصيلها وأجوائها متمنيًا أن تتمكن القافلة من الدخول إلى قلب غزة ويشاركون في إسعاف المرضى وتقديم المساعدة لأكبر عدد من المصابين الذين ينتظرون امداداتهم، والأطباء الذين يمكثون في غزة ويقبعون على خط النار فلا يغفل لهم جفن من كثرة أعداد المصابين جراء الهجوم الوحشي والقصف المستمر الذي يهلع القلوب ويهز الأركان.

وفي سياق متصل وعلى نفس وتيرة العمل، يرن هاتفه فيتحدث مليًا ثم يدون بعض الملاحظات في الورقة القابض عليها في يده، وفي أقل من دقيقتين يتلقى ''أحمد بحر'' مسئول المحافظات في القافلة، اتصال آخر من أحد المتطوعين المسئولين عن محافظة ما يخبره عن وصول شحنة أدوية جديد، ويبلغه باكتمال نوع من العقاقير ونقص في نوع آخر.

أكثر من عشرين محافظة يتواجد بها مندوبين للحملة الشعبية يعملون في سياق واحد وباتصال مستمر، أوضح ''بحر'' أن في جميع المحافظات لجان للفرز للتأكد من تطابق الأدوية المطلوبة ومن تاريخ صلاحيتها، وسيتم التنسيق بين المحافظات القريبة للتجمع في نقطة تلاقى واحدة لسهولة عملية النقل وحتى تنطلق القافلة في وقت واحد.

يجلس على مقعد خشبي وينظر من خلف نظارته الطبية على الأوراق المترامية حوله، يدون بيانات المتطوعين، ويتسلم منهم الحقائب التي تحوي الأدوية والعقاقير، ويحملها داخل المخزن دون كلل أو تعب، فيقف ''إسلام محمود'' أحد المتطوعين بالقافلة، يساعد من حوله في حمل الصناديق والحقائب وتوصيلها داخل المخزن.

2012 هي المرة الأولى التي عرف فيها الشاب الذى لم يبلغ العشرين من عمره بعد، عن القافلة شارك فيها وقام بتجهيز العقاقير وذهب معهم على أمل الدخول إلى غزة، وبعد وصولهم لمعبر رفح منعت القافلة البشرية من الدخول، بينما دلفت عبر بواباته القافلة الطبية، فعاد بخيبة الأمل إلى القاهرة، ومنذ أن شاهد ''إسلام'' القصف على غزة من أيام قلائل قرر أن يكرر تلك التجربة مرة أخرى على أمل الدخول إلى غزة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان