خلف كل حادث إرهابي ''بيان عسكري'' جديد..والنتيجة ''محدش عارف حاجة''
كتبت-دعاء الفولي:
تبدأ الحادثة باستشهاد عدد من الجنود المصريين بواسطة مجهولين، حزن يملأ الرأي العام، يتبعه بيان من المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، توصّف البيانات الحادثة أو تُعطي معلومات عن عدد الموتى والمصابين، تُزود الإعلام بمعلومات موثوقة، غير أن المُنتظر منها يكون تفاصيل أكبر عن الحدث خاصة مع انتشار اللغط، تتكرر حوادث ضرب تجمعات الجنود بمصر بشدة منذ أكثر من عام، تبقى المعلومات عن مرتكبي العلميات قليلة، والرأي العام في انتظار معلومات تُشفي فضوله من أهل الثقة.
عصر أمس هجم مسلحون على كمين حرس الحدود بالكيلو 100 بمنطقة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، خرج بيان المتحدث العسكري ينعي الشهداء، يتحدث عن تبادل نيران بين الطرفين مما أدى لانفجار مخزن للذخيرة، فسقط على إثره القتلى، موضحًا أن هذا الحادث لن يثني القوات المسلحة عن تحمل مسئوليتها الوطنية ''وتأمين البلاد وضرب بؤر الإرهاب والتطرف مهما كلفها من تضحيات''، وأتبعت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري ذلك البيان بآخر يليه فيه 22 اسمًا هم ضحايا الحادث.
قال ''محمود خليل''، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الهدف الأصلي لبيانات المتحدث العسكري تفسير الغموض وفك طلاسم الحدث، لا سيما أن كثرة المصادر غير المؤكدة في الأحداث الجسيمة يؤدي إلى بلبلة في الرأي العام، ضاربًا مثال بأن أعداد المجندين التي تُقال في الإعلام متفاوتة، بين 31 شهيد، وبين 22، وهو الرقم الذي نشره المتحدث الرسمي، فوظيفة البيان أن يرد على مدى صحة الأرقام الأخرى المتداولة كذلك.
وأكد أستاذ الصحافة أن بيانات المتحدث العسكري بشكل عام تميل إلى الإنشائية أكثر من المعلومات، فلم يتحدث البيان المتعلق بحادث الفرافرة عن أنواع الأسلحة المُستخدمة، كما لم يوضح هوية مرتكبي الجريمة، فبين الأقوال المتداولة عن كونهم مهربين أو يتبعون تنظيم ''أنصار بيت المقدس''، أو جماعة أنصار الشريعة يظل صمت البيانات قائمًا، مضيفًا أن تلك الحادثة ليست الأولى، فذلك النهج مُتبع في معظم الحوادث، خاصة التي يقع فيها جنود لا تربطهم بالصراعات السياسية صلة.
من جهة أخرى يُعلل البعض تكتم الجهات المنوط بها تفسير أسباب الحوادث الإرهابية أنه أمر يحمل خطرًا على الأمن القومي المصري، بينما يؤكد ''خليل'' أن ''الأمن القومي غير متعارض بالمرة مع المعرفة''، فمن حق المواطن العادي أن يفهم تفاصيل ما يحدث، لا سيما إذا كانت الحوادث ستؤثر عليه مستقبليًا أو تُهدد أمنه، مشيرًا إلى أن استخدام الدولة كلمات رنانة عن محاربة الإرهاب طوال الوقت لم يمنع الحوادث لأنها لم تُقدم حلول على أرض الواقع، ولم تُمدد الرأي العام بمعلومات كافية، وكذلك الحال مع نبرة الخوف التي تُستخدم كزريعة في جملة ''خطر على الأمن القومي'' لحجب المعلومات.
طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أضاف أن دور بيانات المتحدث العسكري إيضاح الحقائق لكن بموضوعية، بمعزل عن اتهام فرد بعينه أو جماعة حتى ثبوت ذلك بالتحقيقات، كذلك فالبيان قد يتحدث عن بعض التفاصيل التي أسفرت عنها التحقيقات الأولية فقط، بينما يرى أستاذ السياسة أن الحياد يتوفر بشكل كبير في بيانات المتحدث العسكري حاليًا ''آداءهم جيد في تغطية الحدث.. لكنهم هيتطوروا مع الوقت''، وقال ''فهمي'' إن المقارنة بين الآداء الإعلامي للمتحدث الرسمي العسكري بمصر وغيرها من الدول لا يستقيم ''لكل دولة ظروفها وأحداثها الخاصة بها''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: