إعلان

''رضا الجمال''.. تائه في حب ''عم شكشك'' `

09:02 م الأربعاء 23 يوليو 2014

كتبت- دعاء الفولي:

طفل صغير عمره لا يتجاوز الستة أعوام، يجلس قبالة والديه بمحافظة دمياط، يُقلد الفنان ''عبد الحليم حافظ''، يتغنّى بـ''توبة إن كنت أسامحك تاني''، يطرب له الوالدان، يضحكان عندما يُجسد شخصية ''شكوكو''، يستحضر الحركات التي يفعلها الكوميديان بعد مشاهدته إياه عدة مرات فقط، ينشأ الصغير في منزل لا يمنعه عن شيء، الشغف بالفن بدأ عندما وقف على خشبة المسرح، ولم ينتهِ حتى الآن، ألطاف خفية ألقت به في عالم طفولي سعيد، تقمص بداخله شخصية ''أبو شكشك'' بمسلسل ''بوجي وطمطم''، و''شكشك'' الابن في المواسم الأخيرة منه، توقف عرض المسلسل الأطفالي، فيما لا تزال جُمل ''شكشك'' الشهيرة ترن في الآذان.

لم يكن مسلسل ''بوجي وطمطم'' هو بداية العلاقة بين مخرجه ''رحمي'' و''رضا الجمّال'' الذي يلعب شخصية الأب وابنه، ''انقلاب'' هو اسم المسرحية التي شارك فيها الجمال أواخر الثمانينات حين كان رحمي مسئولًا عن ألعاب خيال الظل بها ''واتعرفت عليه عن طريقها.. رحمي حد جميل لأبعد الحدود''، هكذا يذكره صاحب شخصية ''أبو شكشك''، ما إن تأتي سيرته حتى تمر به مواقف دارت بينهما، كلمات كان يُحفز بها المخرج الموهوب العاملين معه ''كان بيقول إني عندي زراير لكل حاجة محتاج حد يضغط على الزراير دي عشان تشتغل''.

1983 عندما بدأت حواديت بوجي وطمطم ''كنت بأدي دور أبو شكشك فقط''، بينما جسد الفنان الراحل ''رأفت فهيم'' دور ''شكشك''، حتى تُوفي الأخير قبل آخر ثلاث أجزاء من المسلسل، فقام ''الجمال'' بالدورين، مساحة اعتاد ''رحمي'' إعطاءها له في تفاصيل الشخصية ''كان بعد ما بيصنع العروسة بيقعد مع صاحبها ويشوف هو عايزني أعملها إزاي''، آثر ''الجمال'' أن يجعل طبقة صوت ''أبو شكشك'' مرتعشة لكنها تحمل شيئًا من لكنة أولاد البلد، أقنع المخرج بذلك ''قلتله لازم يبقى شعبي''، لم يجد المؤدي صعوبة في استحضار الشخصية، حتى أنه قام بتسجيل شكشك وأبيه سويًا في الموسم الأخير دون فصل.

محتوى ثقافي بشكل راقي، يصف فنان المسرح حال مسلسل بوجي وطمطم ''مستخدمناش ولا لفظ فاضح زي مسلسلات الأيام دي''، لم يتردد حين عُرضت عليه المشاركة، لم يُفكر أنه مجرد مسلسل للأطفال ''طالما حاجة أنا بحبها أشتغل فيها فورًا''، بينه وبين تأدية الأصوات حبل ود منذ الصغر، دفعه للعمل بالراديو وتقديم عدة برامج، كـ''همسة عتاب''، يضع المستمع نصب عينيه في كل الأحوال، لا يرى الراديو ''درجة تانية'' كما يفعل آخرون ''لازم أجتهد في الراديو.. لأني بعتبر أذن المستمع هي عينيه اللي عايزة تعرف الصورة الكاملة''، مع عمله بمسلسل الأطفال، لم يتوقف عن التمثيل المسرحي، أدوار لعبها مع فنانين مختلفين، بعضها غنائي ''مثلت مسرحية مع كارم محمود وليلى جمال اسمها من ألف ليلة.. وإيزيس مع كرم مطاوع.. والسنيورة مع مدبولي وحنان ترك سنة 98''.

بين استديو الإذاعي الراحل ''وجدي الحكيم''، استديوهات الإذاعة والتليفزيون، وتأجير أحدها بمنطقة فيصل أو شارع الفلكي، كان الفريق يعمل، لا يهم المكان حقًا طالما أرواحهم منشغلة بما يقدمون ''كنا عيلة كبيرة عايزة تعمل حاجة مختلفة''، مع تطور التكنولوجيا لم يتجه صاحب العمل لإيقافه ''كنا بنلاقي أفكار جديدة كل مرة''، أما ''رحمي'' فكان يجهز لاستديو أكبر يساع تطورات تقنية بالمسلسل، غير أن الموت لم يُمهله.

العمل مع الأطفال فضيلة لا يُدركها الكثيرون، لم يبرحها صاحب الشخصيتين حتى بعد وفاة رحمي، مسرحية ''عصفور خايف يطير'' قدمها ''الجمال'' مع الفنانة انتصار ومنير مكرم على المسرح القومي للأطفال، عاد بها إليهم ''كان بييجي رحلات مدرسية يحضروا.. كنت بتتبسط لما بشوفهم مبسوطين''، لا يُزعجه تغير الأجيال ''أطفال زمن بوجي وطمطم مختلفين عن دلوقتي''، المهم أن يجد ما يتناسب معهم ويجذبهم، لذا عندما تواصل معه باسم رحمي لإعادة إنتاج بوجي وطمطم ببطلين جديدين في رمضان قبل الماضي لم يرفض، رغم أن روح الشخصيات الأصلية لم تعد موجودة.

''أشكشك أحبيبي''، يقولها الجمال ممازحًا بين حين وآخر، يمد حرف الألف فيضحك الجالسين معه، مقلدًا شخصيته في المسلسل، يُلقي برأسه إلى الخلف عندما يجذبه الحنين للماضي، ثم ما يلبث أن يقول ''الاكليشيه'' الثاني بصوته الرخيم ''هات العصاية يا ولا''، لازال لديه أمل أن بوجي وطمطم حكاية لا تنتهي، مداولات بينه وبين ابن الراحل رحمي لاستكمال العرض مرة أخرى مع بعض التطورات، يتمنى أن تُثمر عن موسم جديد من مسلسل الأطفال الشهير.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان