حماس في نظر المصريين .. ''مقاومة'' للبعض و''مزايدة'' عند الآخر
كتبت - رنا الجميعي:
لكانت فلسطين تُقصف، تنتفض باقي الشعوب، تغرق الشوارع بالمظاهرات، لا علاقة لهم بالمواقف الرسمية، الإنسانية هي مبتغاهم، المقاهي ملآى لمتابعة آخر الأخبار، حماس هي ''المقاومة''، الآن شذرات قليلة تصل، المظاهرات أصبحت تحت وطأة قانون، الإنسانية وجهة نظر، وحماس هي ''الإرهاب''.
مع تصاعد الأخبار عن توالي قنابل ''كتائب القسام'' الجناح العسكري لحركة حماس على اسرائيل، والتي هددت بشكل فعلي بعض المناطق الحيوية فيها، منها مفاعل ''ديمونا'' الإسرائيلي، اختلفت اللهجة حول الحركة، بين تأييدهم والحماس البادي على الوجوه والحناجر، وآخرين يروا القضية الفلسطينية دونما النظر إلى الحركة.
منذ الصغر تربت ''زهراء مجدي'' على أن حماس هي الشيخ ''أحمد ياسين''، منذ بداية الانتفاضة الثانية في 2000 ولفترة طويلة ظلت حماس في ذهن الفتاة العشرينية بصورتها النقية التي تعني المقاومة المسلحة، فهي المدافع الأقوى عن القضية الفلسطينية، والحركة المستهدف أعضائها دومًا، لكن تلك الصورة شابتها بعض التغيرات، مع حدوث خلاف حدث بين حركة فتح وحماس، اضطروا فيه للجوء للرئيس المخلوع ''حسني مبارك''، واعتبرته ''زهراء'' بداية السقوط، فالاقتتال الحاصل بين الحركتين أشبه بصراع بين دولتين ''فلسطيني في مواجهة فلسطيني''.
استمرت صورة حماس لدى ''زهراء'' في التشوه، فدخول حركة المقاومة الإسلامية المختصرة في ''حماس'' لتحالفات سياسية خرجت منها مهزومة، جعلت من الحركة ضعيفة ومشوشة سياسيًا.
ترى ''زهراء'' أن الحركة ما زالت بنسبة كبيرة مستمرة على خط المقاومة المتأصل لديها، رغم السياسة التي شوهت منها كثيرًا ''دا عرض الكيان للخطر''، والإعلام الذي ساهم بشكل أو بآخر في التأكيد على تلك الصورة، محملًا برسائل التخوين لحسابات السلطة المصرية، على حد رأيها، ومما يساهم في غفلان القضية الفلسطينية ''ونصحى نلاقيهم بيهدوا الأنفاق''، باعتبار أن هذا موقف مشرف تجاه الجماعة ''الإرهابية''.
كل ما تتذكره ''سارة جمال'' حيال حركة حماس، أنها كانت مؤيدة لأي مقاومة سواء سميت ''حماس'' أو ''حزب الله''، لكن الأمر اختلف بالنسبة لها كلما نضجت، وأصبحت غير مقتنعة بهما، فالأمر لا يقتصر على شراء صاروخين فحسب للمقاومة، وجر فلسطين إلى صراع مع اسرائيل، ورد فعل اسرائيل الذي لن يكون بصغر المقاومة، وهو ما تسميه ''سارة'' غباء.
وتوقن حق فلسطين ضاع بين التقسيم الحاصل، بين حماس وفتح، مضيفة أن أغلب الفلسطينين يكرهوا حماس.
على النقيض منها، ترى ''نسمة عزيز'' أن حماس في قاموسها هي المقاومة، وتفعل ما لاتقدر عليه الجيوش العربية، وأن لهجة الإعلام المصري بعد أن كانت تحيي حماس، تغيرت، وهذه اللهجة تحولت بعد عملية تبادل الأسرى عام 2011، وأخذت منحى معادي في حكم المجلس العسكري، تبرهن على ذلك أن المقاهي وقت حرب 2008 كانت مليئة بالمواطنين المتابعين للقضية على قناة الجزيرة.
يقول الباحث السياسي ''شريف محي الدين''، أن حماس الآن هي سلطة أكثر منها حركة مقاومة، ومع وصول الإخوان إلى الحكم، زادت النقمة على حماس، حيث أنها فرع من فروع جماعة الإخوان، وهي القضية التي تتحكم فيها المخابرات المصرية قبل وبعد الثورة.
أما عن المنحى المعادي الذي أخذه الإعلام المصري، فالسبب فيه هو حكم الرئيس الأسبق ''محمد مرسي''، فحالة الغضب التي صنعها حكمه بين الناس، مما أججه الإعلام المصري، وابتعاده عن تغطية ما يحدث على أرض فلسطين، وما يحدث من إجراءات تعسفية للمارين عبر معبر رفح، جعل النظرة المؤيدة تجاه حماس تنخفض ومنها إلى معاداته.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: