لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الأطفال في آخر يوم صيام''.. كفارة

03:49 م الأحد 27 يوليو 2014

الأطفال في آخر يوم صيام''.. كفارة

كتبت- إشراق أحمد:

يطوفون ذهابًا ومجيئًا، فرحون بما آتاهم الشهر الكريم، ضائقون أوقات أخرى ''فاضل قد إيه؟''، صادقون إن قالوا ''أنا اللي قولت هصوم.. عشان ربنا يحبني''، مُتحلون بالبراءة قبل العزيمة في اتخاذ القرار، تطوعًا كان أو دفعًا ممن حولهم وحتى حين ترك الأمر برمته، وسيلتهم في تحمل تنفيذه؛ اللعب حال تقليدهم اليومي مع اختلاف طباعهم، صغار هم في نظر آبائهم، كبار في أنفسهم، فيهرولون نحو كل فعل يثبت للأخرين ذلك، للصائم فرحتان ولصغيره في سنته الأولى بـ''رمضان'' كذلك؛ فرحة بـ''بق مايه'' يأتيه قبل الميعاد، واحتفاء يلقاه إن صام حتى المغرب، فيما يناغشهم الكبار في أواخر أيام رمضان تكريما على مجهوداتهم ''كفارة''.

ياسمين.. تحويشة الصيام

ياسمين

بمنطقة الخانكة-القليوبية- صغيرة تصوم للمرة الأولى ''ياسمين محمد''، ''أنا اللي قولت'' بصوت خافت وملامح دقيقة حال عمرها أخبرت والدتها عن رغبتها في الصيام، ''داخلة تانية ابتدائي'' هكذا ظنت الصغيرة أنها أصبحت بعمر كاف للقيام بالأمر، ترى الجميع يمتنع عن الأكل والشراب ساعات طوال في ذلك الشهر، فقررت أن تفعل مثلهم ''عشان ربنا يحبني''، ولهذا أصرت على الامتناع عن الطعام حتى المغرب.
المهمة ليست يسيرة كما ظنت، كلما شعرت ذات السبع سنوات بالتعب، ذهبت لوالدتها، لتربت على كتفها وتشجعها لتتحمل، فتقول الصغيرة لنفسها ''عشان ربنا يحبني أوي وماما كمان تحبني''، هي الابنة الكبرى، لذا الاحتفاء بأول يوم صيام لم يكن عاديًا ''بابا قالي شاطرة وأداني 2جنية.. جبت بجنية كيكة والتاني عينته''.
مع الآذان تهرول ''ياسمين'' نحو الماء، وقبل أن تهم بالشرب تردد كلمات حفظتها عن والدتها، تعرف أنه شكر لله وإن لم تُجد النطق بها ''اللهم صمت ولك فَطرت..'' لا تأبه لضياع الكلمات منها، فتواصل متمتمة حتى تصل لـ''بسم الله الرحمن الرحيم''، فرحة من حولها يدفعها لمواصلة الأمر يوم تلو الأخر حتى اكتمال الشهر متذكرة وعد جدتها ''كل ما تصومي يوم هديكي جنيه''، فبات هدف الصغيرة ''يبقى معايا فلوس كتير عشان المصيف''.

يوسف.. من شابه أباه

يوسف أحمد

أما يوسف أحمد فصام استجابة لدعوة والدته، كان في السابعة من عمر حينما شارك أسرته الصيام للمرة الأولى، الأيام الأولى كان لها طابع خاص، لا مانع بها من ''بق مايه'' ثم المعاودة، أيام قليلة وصار رافضًا إلا الصوم حتى آذان المغرب، واكتفى بالاحتفاظ بسؤال ''فاضل قد إيه؟''، الجدول الذي صنعته له والدته، فكلما مر يوم هو به صائم، خط ''يوسف'' ذو التسعة أعوام بيده علامة تنضم إلى غيرها حتى تكتمل الخانات، فذلك حافزه ''عشان ربنا وعشان نحس بالناس الغلابة''.

جومانا.. صيام التحدي

جومانا

في الإمارات، بالمطار الذي تحتفظ فيه بصورة ''الكافيتريا والحاجة الحلوة والعصير''، نظرت ''جومانا عيسى'' للطاولة المجاورة، وجدت سيدات محجبات غير عربيات بدا ذلك من هيئتهم، يتناولن الطعام، بينما اليوم الأول من رمضان، تعجبت الصغيرة وسألت والديها، أوضحا لها أنه مباح لها أيضًا ''لأنها على سفر ودي رخصة من ربنا''، غير أن ''جوجو'' –كما تناديها أسرتها- اعتقدت أنهما يقولا ذلك حتى تفطر، خاصة وأنهما ظلا صائمين فقالت الصغيرة ''مش صعب عليا'' واستكملت صيامها حتى الوصول إلى مصر.

''إحنا صايمين وأنت فاطرة'' كلمات أخوالها كانت بمثابة ''استفزاز'' لقدرة ''جومانا'' على التحدي، في السادسة من عمرها كانت حينما قررت للمرة الأولى الصيام، لم تفلح محاولات والدتها في اقناعها أن المسألة كانت مجرد مزاح لكنها ظلت موقنة أنهم ''كانوا بيتريقوا مش بيهزروا''، لم تكن تعلم –وحتى الآن- لماذا تقوم الأسرة بأكملها بالصيام غير أنها تتذكر كلمات جدتها ''بنصوم عشان نحس بالفقرا''.

الصيام لـذات التاسعة أعوام يعني ''مانقعدتش على السفرة''، لذلك لا مانع من شرب ''بق مايه'' أو تناول خيارة'' وتقول ''دي خيارة مش هتعمل حاجة أنا كده صايمة''، على هذا الحال تظل حتى آذان الظهر، ثم أيام وتزيد قدرتها إلى العصر، أحيانًا تفطر إذا كان لديها تمرين رياضي، هكذا واصلت الصغيرة صيامها حتى قررت في يوم بتشجيع والدتها أن تستكمل حتى المغرب، كانت في السابعة من عمرها، فمع الآذان وقبل أن تنقض على المياه أخذت تقفز صائحة ''أنا صومت''.

''الناس العواجيز بس اللي بيفطروا.. لو فطرنا في يوم ممكن ننسى نصومه بعد كده'' لذلك تصر ''جوجو'' على مشاركة عائلتها الصيام، رغم تغير الأجواء بإقامتهم في دولة الإمارات، والتحاقها بمدرسة بريطانية تضم أطفال من جنسيات مختلفة، ومحاولة والدتها أن تثنيها عن الصوم إن استشعرت فيها الإرهاق، لكن الصغيرة تأبى في كثير من الأحوال.

أهلة.. صلي صيامك بالنت والصلاة

أهله بهجت

بصوت واثق وكلمات تختلف عن مَن هم بمثل عمرها أخبرت ''أهلة بهجت'' أسرتها أنها تريد الصيام ''حسيت أني كبرت والمفروض أصوم''، بعمر السادسة بدأت مشاركة عائلتها، هي الصغيرة بين الأخوات، قررت أن تُعود نفسها حال الكبار، تقبلت أن الأمر يسير تدريجيًا وإن لم تقم بالصيام حتى العصر ''أول يومين ماصومتهمش''، ليس لعدم استطاعتها لكن ''روحت على التلاجة وبلعت مايه''.

''أهلة'' في الصف الرابع الابتدائي، يمر عليها رمضان هذا العام وقد اشتد بها الجو والعطش حتى كادت أن تفطر قبل ساعة من آذان المغرب في بعض الايام، حال عامها الأول مع الصيام ''كنت عايزة أشرب وأكل بطريقة عجيبة وبكيت وقلت لماما وبابا عايزة افطر''، غير أن حالهما معها لم يختلف، يحاولا تخفيف تعبها ويخبراها أن الوقت اقترب.

وعلى الرغم من تشابه حال ''أهله'' مع غيرها من رفاق الصيام إذا ما اشتد بهم الإرهاق غير أن الصغيرة قررت تشارك صديقاتها تجربتها مع الصيام وتشجعهم، قبل بداية رمضان تحدثت إلى صديقتها محاولة اقناعها أن تصوم أسبوع بدلا من صيام يوم بعد يوم ''قولت لها عشان تتعودي تصومي الشهر بكامله''.

''إن الانسان لما بيصوم بيحس بمعاناة الفقير فلما يلاقي فقير يديله صدقة'' هكذا أدركت ''أهله'' معنى الصيام مع عامها العاشر بعد أن كانت تجهل الأمر في البداية فقط ''كنت عارفة أنه ركن من أركان الإسلام''، لكن حالها معه واحد، فحتى يحين موعد الإفطار ''بلهي نفسي بالتليفزيون أو أدخل على النت ووقت الصلاة أقوم''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان