مصراوي يرصد ثلاثة أعوام من ''الموضة'' الرمضانية
كتبت - نيرة الشريف:
في كل عام من الأعوام الثلاث الماضية تظهر "موضة" تسيطر علي الدراما الرمضانية خلال هذا العام، وتصبح هي مادة الأحاديث ومحط الأنظار، ومجال إبداء الآراء علي الصفحات الشخصية علي موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، ولفترة لا بأس بها تكون موضع المقالات للنقاد والمنوط بهم رصد التطورات الفنية أو انحداراتها في الصحف والمواقع الإلكترونية.
ألفاظ خارجة
ففي دراما رمضان 2012 كانت الألفاظ الخارجة هي أكثر ما أثار الانتباه ولفت الأنظار، فترددت بعض الألفاظ التي لم تعتاد عليها شاشة التليفزيون، والتي كانت تظهر حتى علي استحياء في الأعمال السينمائية، والتي تسمح بمساحة انفتاح أكبر لا يسمح بها التليفزيون في العادة، مبررة ذلك بأنها ترصد واقع "الحارة المصرية" وترصد أداء وسلوك فئات اجتماعية بعينها، ومن أكثر الأعمال التي تم توجيه هذا الانتقاد لها كان مسلسل "البلطجي" الذي كانت تتردد فيه الألفاظ الخارجة كمادة حديث عادية لا حرج فيها، كذلك مسلسل "مع سبق الإصرار" الذي احتوى على بعض الألفاظ التي جاءت على لسان بطل المسلسل طارق لطفي أمام غادة عبد الرازق في بعض مشاهده، بالإضافة إلى مسلسلي "الزوجة الرابعة" لمصطفي شعبان و"شربات لوز" ليسرا والتي كانت تقوم بوصلات من الشجار ذو الحوار المتدني مع جيرانها، وهو ما تداول البعض نشره بأن المسلسلات في ظل حكم الإخوان المسلمين أصبحت بين "العري" و"الألفاظ الخارجة".
حياة مرفهة
"شفتوا البيت اللي مصورين فيه مسلسل حكاية حياة؟".. "أحلي حاجة في مسلسل حكاية حياة هو البيت اللي مصورين فيه.".. في رمضان 2013 كان من السهل أن تجد مثل هذه الجمل قد كتبها أشخاصا علي صفحاتهم الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث كانت ديكورات المسلسلات هي "الموضة" الرمضانية لهذا العام، كانت البطل الأساسي، فكانت ديكورات المنازل الفاخرة هي أكثر ما يلفت النظر بعيدا عن نطاق الديكورات التي اعتدنا رؤيتها من قبل، كما كان هناك اتجاه للتصوير في فيلات ومنازل حقيقية، وكان أكثر ما لفن الانتباه هو الفيلا الفاخرة ذات الطابقين التي ظهرت في مسلسل حكاية حياة بطولة غادة عبد الرازق، والمزودة بنوافذ ضخمة تعكس ضوئها علي الأثاث اللامع، أما في مسلسل آسيا بطولة مني زكي، فكان المسيطر علي المشهد هو المنازل مفرطة الفخامة ذات الطابع الشرقي، وكان يحف المشهد الستائر الضخمة والفوانيس الشرقية، هذا بخلاف الأزياء التي ظهر بها أبطال المسلسلين أيضا، فظهرت العديد من الاستفتاءات علي مواقع المنوعات الإلكترونية والمنتديات علي شبكة الانترنت أطلق عليها (أفضل ديكور وتصوير وأزياء في مسلسلات رمضان 2013).
"هو حالة من التوجه العام اللاشعوري" هذا ما يراه الناقد الفني طارق الشناوي، معلقا علي ظهور "الموضات" الرمضانية، يري الشناوي أن كل عام يحدث توجه عام من مجموعة من الكتاب والمخرجين بإبراز جانب معين بدون اتفاق مسبق، ويضرب مثل بما حدث عام 2000 حيث كان ظهور "الطرابيش" في بعض مسلسلات هذا العام يعد ظاهرة من كثرة تكراره خلال الأعمال الدرامية التليفزيونية، فتلك الحالة اللاشعورية لدي صناع العمل في اتجاه معين هي ما يفسر به الشناوي ظهور "موضة" رمضانية كل عام مختلفة عن العام السابق.
"دعارة" و"تصوف"
أما "موضة" هذا العام فاشتملت علي نقيضين لا وسط بينهما، فدراما رمضان 2014 اشتملت علي كثير من قصص الدعارة والخيانة والانفصال والعلاقات المحرمة والروابط الاجتماعية غير السوية، ولكن ظهر بها أيضا في جانب أخر الكلمات الصوفية مثلا كتتر لمسلسل "السبع وصايا"، حيث كان التتر هو كلمات من إحدى قصائد المتصوف محيى الدين بن عربي وهو وما أثار جدلاً على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، البعض يرى أنها كلمات بالغة الغموض وغير مفهومة وبعض آخر يرى أنها غير متسقة أو ملائمة لمحتوى المسلسل وأنها مجرد مجاراة لـ "موضة" منتشرة من الغناء الصوفي، والبعض يرى أنها اختيار موفق لموضوع المسلسل وأنها أحد أسباب نجاحه.
" الإنشاد الصوفي خاصة والديني عامة ليس فنا مستحدثا، ولكن استدراج تلك الحالة لقولبتها في عمل درامي هو من قبيل "الموضة" التي تسعي بالمشاهد لحالة من الاختلاف عن السائد." هكذا يقول نبيل عبد العليم –أدمن صفحة نهاوند علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، معلقا علي ظهور القصائد الصوفية في الدراما التليفزيونية الرمضانية، ما يراه نبيل أن تلك الحالة ربما تتعدد صورها في عدة أعمال ثم تنحسر وتنتهي لتحل محلها موضة أخري وتوجه أخر، ويؤكد أن هذا حدث من قبل في الفترة التي ركزت علي تجسيد الشخصيات العامة مرورا بالشيخ الشعراوي ومصطفي مشرفة وقاسم أمين وأم كلثوم وغيرهم، وربما كان وقتها الحدث أكثر شيوعا من ظهور قصيدة صوفية في عمل أو أثنين، ويضيف نبيل بأن هذا ما حدث أيضًا بعد انتشار فرق "الأندرجراوند" على الساحة الفنية وتعدد حفلاتها وإقبال الجمهور عليها حيث ظهرت هذه الفرق بأشكالها المختلفة في الدراما والسينما وهو ما يصنفه نبيل كنوع من الترويج للعمل الفني، بوضع شيء أخر يثير إعجاب الناس ويكون بعيد نسبيا عن جو العمل الدرامي.
ولكن طارق الشناوي يري أن ظهور قصائد صوفية في الأعمال الدرامية الرمضانية ما هي إلا حالة أحب المؤلف والمخرج إبرازها فقط، ولكن المثير للانتباه لدي الشناوي هو تكرار ظهور "السجن" في أكثر من عمل درامي، وهو ما يري الشناوي أنه يعكس خوف القائمين علي العمل من كبت الحريات والتضييق الأمني أو الحياتي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: