لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جعفر بناهي.. ''ياللي أنت فنّك حرية''

12:17 م الخميس 03 يوليه 2014

جعفر بناهي.. ''ياللي أنت فنّك حرية''

كتبت- رنا الجميعي:

الفن لا يُهزم، هكذا تقول القاعدة، تلك التي أسسها المدافعون عن الحرية في كل مكان، تجنح السلطة دومًا تحت سلاسل الخوف من الحرية، الفكر هو عدوهم الأول، كل شيء يخدش هيبة الدولة بالنسبة لهم، حتى وإن كان فيلمًا، لذا فقد أصبح المخرج ''جعفر بناهي'' عدوًا لإيران.

مثل السمكة التي لا يمكنها العيش دون ماء كان ''بناهي''، أداته هي الفن، لم يرد محاربة السلطة، إذ كانت هي الواقفة بجانبه أول الأمر، حتى أنه استطاع إخراج فيلمه الروائي الأول ''البالون الأبيض'' عام 1995 من إنتاج القناة الثانية الإيرانية مع شركات سنيمائية أخرى، واعتبرته الدولة من أفلام الأطفال.

لكن ذلك الهدوء القصير لم يدم، وقفت السلطة في مواجهته بعدها لمعارضته النظام، تستقبل كل ما يُخرجه ''بناهي'' لتضعه في حيز الاتهام، التفاصيل التي يقتنصها من الواقع الإيراني، هو ما كانت تخشاه السلطة، شوارع إيران، الملابس المميزة للنساء هناك، كل ما يكشف البلد التي حملت ثورة إسلامية برياح السبعينيات وتبعتها بقرارات منفرة لقطاع كبير هناك، منها منع النساء من مشاهدة مباريات كرة القدم، والذي ارتكز عليه ''بناهي'' في فيلمه ''تسلل'' عام 2006، فتيات صغيرات يعشقن تفاصيل كرة القدم، يحاولن التسلل للاستاد لمشاهدة مباراة حقيقية بين إيران والبحرين، وكأن ''بناهي'' يبلغ رسالة للسلطة، ها أنا ذا أوضح الروح الحقيقية للبلاد، وأنتم تلهثون ورائي.

خُلق ''بناهي'' وامتلأ بشغف الإخراج، لم تستطع الدولة أن تحيده عنه، فرغم قرارها في عام 2009 بمنعه من الإخراج لمدة عشرين عامًا، إلا أنه ظل يخرج لسانه للسلطة، وفي عام 2011 بعد تحديد الإقامة الجبرية له، استطاع إخراج فيلم وثائقي أسماه ''هذا ليس فيلمًا''، المؤكد أنه لم يكن فيلمًا حقيقيًا بالفعل، لكن رسالة من ''بناهي'' للعالم أجمع، أنه لا يستطيع أحد منعه من شغفه، في مساحة بيته قام بالفيلم، يحكي بدايته كيف كان سيناريو الفيلم الذي كان ينوي عمله قبل القبض عليه.

عمر مديد لـ''بناهي مع الإخراج منذ التسعينيات، لم تنقطع أنفاسه، إذ استطاع تهريب فيلمه الوثائقي بشريحة إليكترونية داخل تورتة عيد ميلاد، ليتم عرضه في مهرجان ''كان'' تضامنا معه، ويقوم في العام الماضي بفيلم جديد تحت اسم ''الستائر المغلقة''، ويرقص ''بناهي'' على الحبال، واضعًا هدفه نصب عينيه، ففي بيته يقوم بعمل الفيلم، وتسدل الستائر حتى لا يلاحظ أحد ما يقوم به.

سيرة ''بناهي'' لا تُنسى، منذ فوزه بالكاميرا الذهبية بمهرجان ''كان'' عن فيلمه ''البالون الأبيض''، يتضامن العالم معه، كما فعل مخرجي السنيما عام 2010 بعد أشهر من اعتقاله، لتظل أفلامه ذكرًا حسنًا له.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان